TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كتيبة الأنبار المدرّعة

كتيبة الأنبار المدرّعة

نشر في: 20 مايو, 2015: 09:01 م

وزير الكهرباء في الحكومة الحالية محافظ الانبار الاسبق قاسم الفهداوي ، أعلن مشاركة مسؤولي وممثلي المحافظة في معركة تحرير الرمادي من سيطرة تنظيم داعش ، لينالوا شرف خوض الحرب ضد الارهاب ، وانهاء وجوده ونشاطه في الاراضي العراقية الى الابد ، ردود الافعال على تصريح الفهداوي لم تظهر على ارض الواقع ، ودعوته تبدو بحاجة الى الكثير من الدراسة والبحث ، وتوفير الظروف الذاتية والموضوعية ، لتحقيق امنية الانباريين في ان يروا مسؤوليهم وقادتهم السياسيين يتقدمون الصفوف في شن الصولة المرتقبة بدعم وتأييد ومباركة التحالف الدولي .
الوزير الفهداوي المحافظ السابق ، ربما ابدى رغبته في رفع الروح المعنوية لابناء مدينته ، فاطلق تصريحه المعبر عن حرص شديد لتخفيف معاناة النازحين العالقين بين فكي مصير مجهول ، الخلاص منه يتطلب تقديم الوثائق الثبوتية والمستمسكات المقدسة للدخول الى العاصمة بغداد ، او العودة الى مناطق سكنهم ثم الاستسلام لجحيم داعش ، هل خاب ظن الفهداوي في ظل غياب ردود الافعال المؤيدة لدعوته ،ام تورط الرجل فوجد نفسه وحيدا في الميدان ، يتطلع الى من يناصره ، ويشد معه "حزام الزلم " من متطوعي العشائر بلغت اعدادهم اكثر من عشرة آلاف مقاتل ، بحسب تصريحات مسؤولين في الحكومة المحلية وشخصيات عشائرية ؟
المشهد السياسي العراقي يعمل بموجب القاعدة السائدة الاقوال لا تعبر دائما عن الافعال ، فهي تقال في بعض الاحيان لاطلاق بالون اختبار لقياس ردود الافعال ، وتصريح الوزير الفهداوي ربما يندرج ضمن هذا الاطار ، فابدى رغبته في معرفة استجابة من يعنيهم الامر من ساسة ومسؤولي المحافظة ، فاصيب بخيبة أمل بددت امكانية تشكيل كتيبة الانبار المدرعة لتدخل التاريخ من ابوابه الواسعة ، وتصبح رمزا وطنيا واقليميا ودوليا ، يحكي قصة هزيمة تنظيم داعش وانهاء اسطورته في العراق .
فرضية تشكيل كتيبة الانبار تتطلب توفير مستلزمات لوجستية فضلا عن مراعاة ظروف القادة السياسيين والمسؤولين ، فليس من المعقول اطلاقا ترك المكاتب والفنادق والتوجه الى الخنادق من دون توفير مستلزمات المعركة من دروع وبدلات عسكرية مرقطة وخوذ ودروع مضادة للرصاص وتهيئة فريق اعلامي لالتقاط الصور لقادة الكتيبة المدرعة قبل اعلان ساعة الصفر .
من يقود كتيبة الانبار؟ سؤال يحمل اشكالية كبيرة ، لان المسؤولين في المحافظة وساستها لم يتفقوا على موقف موحد ، انشغلوا بالتوازن وتقاسم المناصب ، منهم من تفرغ لغوث وايواء النازحين ، فاثار الاتهامات ضده بسرقة المال العام ، ورئيس كتلة نيابية سخر فضائيته لترديد مرثيته والبكاء بدموع من دم لخسارته الكبيرة بعد فشله في الحصول على وزارة تبيض ذهبا في الحكومة الحالية ، وثالت النماذج اقام في العاصمة عمان ومن هناك نظم حملة لحث الدول العربية على دعم عشائر الانبار بالمال والسلاح للقضاء على داعش ، ثم التوجه نحو البوابة الشرقية لصد هجمات الفرس المجوس ، لهذه الاسباب وغيرها ضاعت كتيبة الانبار المدرعة في سوق الصفافير !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram