شغلتنا السياسة واخبار الساسة عما عداها من جوهر الاخبار ……الصبي، الشاب، الرجل ، الكهل والشيخ ، نساء ورجالا، يتعاطون نبيذ السياسة. حتى لو جازف واحدهم بسؤال؛ كم هي نسبة الفساد في الحصة التموينية؟ او من اين الطريق للخلاص؟
اتابع باهتمام ما ينشر بالصحف او يبث عبر الفضائيات. فاشهد اخبار ارباب السياسة طافحة، ولها حصة الاسد، مع بعض اهمال او اغفال لما يتعلق بحيوات الناس من ماء وغذاء وفرص عمل.
ماذا يشرب العراقي لو استبد به العطش؟؟ ليس من رصد جاد وعميق للمسألة المشكلة.
امس.. والظهيرة قائظة، راقبت عمالا يفرغون شحنة مياه معلبة ودرجة الحرارة تقارب الاربعين. ما مدى صلاحية تلك المياه للشرب؟؟ ناهيك عن نقاوة عبوات البلاستيك ( يقال ان اغلبها مدور في عملية اعادة تصنيع!) بعض العبوات تشير لموطن التصنيع: الاردن او الامارات. ومعظمها ينقل في حواضن غير مبردة.
ماذا يشرب العراقي — خارج المنطقة الخضراء —؟؟
مياه الصنابير مجة، مجة. طعمها بعيد عما تعارف عليه القياس: الماء الصالح للشرب عديم اللون والطعم والرائحة…
لو عافت الناس شرب ماء الاسالة وتحولت نحو المياه المعلبة — وهي اضافة لكلفتها العالية —. فهي غير صحية كونها تخزن وتنقل عبر حواضن غير مستوفية للشروط المثلى.
مياه الانهار ملوثة. نظرة عابرة لشواطئ النهرين، وما تحويه من نفايات وازبال، وما تستدرجه عمليات المد والجزر من تلك النفايات. تجعل من تلك المياه سما زعافا تفتك بشاربها حد المرض او الموت.
تقول بعض الدراسات ان اصفى المياه في الطبيعة هي دموع العيون!! فهل كتب على العراقي ان (يشرب ماء جفنه وهو ملح) وهو ابن النهرين، وسليل الروافد والابار العذبة وربيب الشلالات الهادرة وعيون الماء الرقراق؟؟
من بوسعه الاجابة عن الاسئلة المصيرية الرشيدة: لماذا، وحتى متى، وكيف؟؟
من…؟
عطش بين هرين !
[post-views]
نشر في: 20 مايو, 2015: 09:01 م