ما كان لنكسة الرمادي ان تحدث لولا الطائفية. والطائفي كما الفاشي ان لم يكن أتعس او "أنكس" كما يقول أهلنا. كلاهما ضميره دموي وحسه الإنساني معطوب ونيته سوداء. ما تفحصت وجه طائفي بعمق الا ووجدته اصفر من غير علة. حتى صوته ينذر بالخراب كصوت غراب البين.
مثل هؤلاء تجدهم في العراق أكثر من أي بلد آخر. عرفناهم يوم كانوا يرفضون اسقاط صدام باجتياح أجنبي رغم دعواهم انهم ضده. وحين نسألهم عن البديل يجيبون اننا نريد إسقاطه "وطنيا"! وحين نسألهم: شلون يعني؟ يتهمونك بالعمالة والارتزاق وتظل لا تأخذ منهم حقا او باطلا.
اليوم عادت حليمة لعادتها القديمة. العقل والواقع يؤكدان بان جيشنا لوحده لا يمكن له تحرير الأرض من دنس داعش. لا لضعف بالجيش او شجاعة من داعش، انما وللأسف لأنه لم يتهيأ له قادة لهم خبرة بأبسط قواعد بناء الجيوش او قيادتها. قلتها مرة واكررها هنا ان جيشنا بدون دعم من الحشد الشعبي وطيران التحالف ستطول معركته مع المحتلين وقد لا ينجح بطردهم. وكل إطالة للحرب يرافقها سفك دماء أكثر وخراب أشد وتهجير أكثف. وهنا اتفرج الطائفيون الى سماطين. سماط شيعي يرفض تدخل طيران التحالف ويسميه أمريكيا رغم ان تجربة تحرير تكريت اثبتت انه لا بد من تدخل التحالف لإتمام النصر. أما السماط السني فشاد كوره وكور الحشد الشعبي رغم ان الحشد اثبت شجاعته وانه ضحى متطوعا بدماء زكية ما كانت تكريت ولا غيرها ستتحرر لولاه.
كل صاحب عقل وضمير حيين في العراق، بشكل عام، وفي الرمادي، بشكل خاص، يعرف ان الدواعش ليس لهم من يكسر انوفهم على الأرض غير أبناء الحشد، حتى أمريكا، وبعظمة لسان سفيرها ببغداد، قالت ذلك. مع ذلك يخرج علينا أعجف فايخ في فندقه المترف يصرخ وكأنه يستفرغ من معدته المضطربة، ليهاجم الحشد وينعته بما لا يليق من الاوصاف والاتهامات. وبسبب هذا وامثاله ضاعت الرمادي. ما سمعت أحدهم مرة الا وخلته يغني بصوت أجش: داعش ولا جنة الحشد.
ولكم ليش؟ أيرضيكم هذا الخراب الذي عمّ الانبار وشرد نساءها واطفالها؟ أمن أجل ان تقول لكم أطراف خارجية "عفية" هجمتم بيوت اهلكم على رؤوسهم؟
شيء يقرف النفس ويكاد يخنقها لولا ترفع أبناء حشدنا الشعبي على هذه الأصوات النشاز التي لم تنجح حد اللحظة في إطفاء عزمهم على نجدة اخوتهم واخواتهم بالأنبار.
ولكم ليش؟
[post-views]
نشر في: 20 مايو, 2015: 09:01 م