علقت صحيفة «الغارديان» البريطانية على الجولة الجديدة من مباحثات السلام بين الأطراف السورية قائلة إن أحدا لم يلحظ انطلاق المحادثات مرة جديدة في جنيف بتنظيم وتوجيه من الأمم المتحدة التي تجنبت الإشارة إليها باسم «جنيف 3» بعد أن ف
علقت صحيفة «الغارديان» البريطانية على الجولة الجديدة من مباحثات السلام بين الأطراف السورية قائلة إن أحدا لم يلحظ انطلاق المحادثات مرة جديدة في جنيف بتنظيم وتوجيه من الأمم المتحدة التي تجنبت الإشارة إليها باسم «جنيف 3» بعد أن فشلت الجولتان السابقتان من المفاوضات.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها بالقول إن موقف الأمم المتحدة ربما يكون مفهوما بالنظر إلى فشل أول محاولتين في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في سوريا الذي يمر بعامه الخامس. لم يتمكن اثنان من أكبر الوسطاء وأكثرهم تميزا في العالم من التوصل إلى بدايات اتفاق إطاري للأزمة وهما الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان والمبعوث الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي. وأشارت إلى أن الاثنين استقالا وشغل منصب مبعوث السلام ستيفان دي ميستورا الذي سلك نهجا أكثر تواضعا وشمولا. إنه يرغب في عقد سلسلة من «المشاورات المنفصلة» مع أكبر عدد من الجهات الفاعلة لاسيَّما أن الأطراف منقسمة بشدة لدرجة لا يمكن معها الحديث عن «أطراف» بما في ذلك إيران. لم يتم توجيه الدعوة مع هذا إلى عدد من الجهات ومنها على سبيل المثال جبهة النصرة في الوقت الذي رفضت أطراف أخرى الدعوة وقبلتها أخرى وهي تحذر من أن المحادثات سوف تجعل الأمور أكثر سوءا.وذهبت «جارديان» في افتتاحيتها إلى القول بأن ما يجري في الوقت الحالي هو ممارسة للدبلوماسية الكلاسيكية التي تهدف إلى حفظ قنوات الاتصال مفتوحة على أمل أن تكون هناك بعض الخبرات والمشاركات المتاحة عندما تبرز فرصة جديدة لحل الأزمة. وأضافت أن ما يقوم به دي ميستورا هو اعتراف بأنه إذا كان في أي وقت من الأوقات بالإمكان التعامل مع الحرب السورية من تلقاء نفسها فإن هذا الوقت قد ذهب. لقد كان الصراع في سوريا على الدوام جزءا من التنافس الإقليمي الكبير بين الدول السنية في المنطقة وإيران وهي المنافسة والصراع التي أثرت بدورها على العلاقة الصعبة بين الولايات المتحدة وإيران، من خلال صعود الجهادية، والمواجهة بين الغرب وروسيا.وأشارت إلى أن كل الأبعاد تتغير في الوقت الراهن، فقد جرت مشاورات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتن تشير إلى تخفيف حدة الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا. في الوقت نفسه حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما في محادثات كامب ديفيد تهدئة مخاوف دول الخليج العربي بشأن احتمال استغلال إيران لاتفاقها النووي مع الغرب لتصبح أكبر قوة في المنطقة.وترى الصحيفة أن السؤال الذي ينتظر إجابة هو ما إذا كانت إيران ستصبح قوة بذاتها وتعمل على تخليص نفسها من سوريا وتقلل نفوذها في العراق أم لا. ويبدو أن الولايات المتحدة الأميركية بصدد انتهاج سياسة مزدوجة مع إيران حيث ستتعاون معها وتعارضها في الوقت نفسه، حيث تحدث أوباما ضمناً عن هذا التعاون في العراق وأجزاء من سوريا، ولكن يعارضها في مناطق أخرى مثل اليمن، معتبرة أن هذه الصيغة ربما تكون مربكة للغاية حتى بالنسبة لواضعيها.