أود اليوم الحديث عن الموسيقى في النرويج التي ازورها الآن، فهذا البلد الذي يتمتع بحاضر موسيقي متقدم يستحق الاهتمام الكافي. إذ لابد من ذكر أهمية النرويج في تاريخ الموسيقى الأوروبية في الماضي، والحاضر على وجه الخصوص، ففرقها وقاعات الموسيقى فيها تنافس أه
أود اليوم الحديث عن الموسيقى في النرويج التي ازورها الآن، فهذا البلد الذي يتمتع بحاضر موسيقي متقدم يستحق الاهتمام الكافي. إذ لابد من ذكر أهمية النرويج في تاريخ الموسيقى الأوروبية في الماضي، والحاضر على وجه الخصوص، ففرقها وقاعات الموسيقى فيها تنافس أهم الفرق والقاعات الموسيقية في العالم رغم البعد الجغرافي والسياسي، وتنتعش في البلاد حياة موسيقية غنية للغاية.
فالموسيقى الشعبية فيها لا تزال حية، بفضل جهود موسيقيين بدأوا بجمعها وتوثيقها منذ القرن التاسع عشر، وقد استعمل الموسيقيون النرويجيون التراث الموسيقي الشعبي في أعمالهم وكان تأثير الفكر القومي الرومانتيكي كبيراً على موسيقى النرويج في القرن التاسع عشر، الذي شهد ظهور الدولة القومية. وانتعشت الموسيقى في مدن اوسلو وبرغن وتروندهايم مبكراً منذ القرن السابع عشر. أما اليوم فتعتبر اوبرا اوسلو وفرق موسيقية نرويجية عديدة في طليعة الحياة الموسيقية العالمية بكل أطيافها، وتنتشر في مدن هذا البلد الشمالي قاعات الموسيقى الفخمة تقدم فيها أجمل الأعمال على الدوام، مثلاً قدمت فرقة دار الأوبرا أمس (الجمعة قبل الماضية) سيمفونية مالر السابعة، وقدمت فرقة اوسلو الفلهارمونية عمل موتسارت سنفونيا كونشرتانته وسيمفونية مالر الخامسة.
أشهر الموسيقيين النرويجيين هو أدفارد غريك 1843 – 1907 من أهم أعماله (متتابعة بيرغنت) التي تكلمت عنها في حلقة سابقة، أما اليوم فاخترت كونشرتو البيانو في لا الصغير التي ألفها في 1868، وهي أشهر أعماله وتعد كذلك بين أشهر كونشرتات البيانو في التاريخ. كتب غريك الكونشرتو لفرقة متوسطة الحجم، واستعمل فيها التراث الموسيقي النرويجي (سواء في طبيعة ألحانها أم في محاكاة تقنية العزف على الكمان النرويجي الشعبي الشهير).