اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من أين لنا بجيفارا؟...

من أين لنا بجيفارا؟...

نشر في: 22 مايو, 2015: 09:01 م

في مواقع التواصل الاجتماعي، تجد الغث والسمين وتجد المضحك والمبكي.. لكن اكثر مايؤثر فينا هي المواقف المبكية ففي كل يوم تتناقل المواقع صورا لشباب جنود أو من الحشد الشعبي داس اعداء الانسانية على زهرة شبابهم واطفأ نور احلامهم.. حين نراهم، يمصمص البعض شفتيه تأثرا ثم يعود الى مجاملة اصدقاء الفيس بكلمات (منور)،(فديتك)، و(هههههههه) طويلة او قصيرة حسب نوع المزاح.. وهناك بعض آخر يبكي تأثرا ويترحم على ارواح الشهداء ويدعو الله لوقف نزيف الدم.. أما البعض الثالث فتحتدم في اعماقه صرخة لواطلقها لهزت مقاعد السياسيين الوثيرة في المنطقة الخضراء...
مؤخرا، ظهرت موضة جديدة من الموت المجاني فهاهم النازحون يتساقطون على جسر بزيبز ويفقد بعضهم حياته بعد ان فقدوا امانهم وكرامتهم واحساسهم بالكبرياء حين وجدوا انفسهم ضحية خديعة كبرى واهمال اكبر.. طفل وشيخ وامرأة ورجل قيل انه انتحر.. اشخاص رحلوا ومنهم من ينتظر الموت وهو في أشد حالات المرض والاعياء واليأس.. هؤلاء الراحلين والمنتظرين على قائمة وجع النزوح اقترحوا حلا لمعاناتهم، فهم لايطالبون بمأوى ومأكل ومعونات مادية بل بمقبرة.. نعم انهم يطالبون بتخصيص مقبرة لهم قرب جسر بزيبز لتحتضن آلامهم ويناموا فيها بأمان وهدوء ولتروي معاناتهم بصدق ودون تزويق في الحقائق..
اتساءل، ماهو شعور رجل السياسة حين يرى مشاهد الموت العراقية.. هل يمصمص شفتيه تأثرا ايضا ثم يعود لممارسة حياته المرفهة، أم سيبكي تأثرا وينهض من فوره للبحث عن حل او اقتراح لمساعدة من هم بحاجة الى المساعدة، أم سيطلق صرخة رهيبة وينتفض على نفسه وربما يقدم استقالته مالم يلعب دورا فاعلا لمساعدتهم...
ربما يترجم لنا المشهد العراقي الحالي ردود افعالهم بوضوح فهم منشغلون بنزاعاتهم وتناحرهم ونفاقهم الذي يصل الى حد الخداع فيما بينهم ومع شعبهم ايضا وهو مايجعلهم بعيدين عن أي معاناة يطلقها جندي محاصرمن داعش او منتسب في الحشد الشعبي لم يستلم راتبه او نازح ذاق الهوان بعيدا عن دياره، فكيف بالأموات الذين يفقدون اصواتهم ويكفون عن المطالبة بحقوقهم.. ربما لابد لنا من ان نطلق جميعا مايحتدم في اعماقنا من صرخات ليسمعها المسؤولون عسى ان تجد لها اصداء..
ذات يوم قال جيفارا: "انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا، فاينما وجد الظلم فذاك هو موطني".. مسكين جيفارا.. ربما تورم وجهه من شدة صفعات المظلومين لكنه مات بطلا لأنه شعر بآلامهم.. ترى كيف يشعراصحاب القرار في بلدي امام مفردة الموت التي غدت موضة دائمة في العراق وهل يمكنهم الموت من اجل المظلومين؟.. اعتقد ان التباكي على شهداء الجيش والحشد في الخطب الرنانة وتخصيص مقبرة للنازحين هو الحل الأسهل.. والأسلم لهم طبعا..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    لاياست عدوية نحن لدينا افضل من جيفارا لدينا صاحب الحكومة الملائكية الذي يقول باحدى لقائاته من هو جيفارا هذا نحن لدينا الاف الرجال الذين لايصل لهم جيفارا بجراتهم وصبرهم ووطنيتهم وحكمتهم هذا هو قول هذا المنافق الدجال المتخلف المغرور الطائفي الذي ازهقت ارواح

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram