في مواقع التواصل الاجتماعي، تجد الغث والسمين وتجد المضحك والمبكي.. لكن اكثر مايؤثر فينا هي المواقف المبكية ففي كل يوم تتناقل المواقع صورا لشباب جنود أو من الحشد الشعبي داس اعداء الانسانية على زهرة شبابهم واطفأ نور احلامهم.. حين نراهم، يمصمص البعض شفتيه تأثرا ثم يعود الى مجاملة اصدقاء الفيس بكلمات (منور)،(فديتك)، و(هههههههه) طويلة او قصيرة حسب نوع المزاح.. وهناك بعض آخر يبكي تأثرا ويترحم على ارواح الشهداء ويدعو الله لوقف نزيف الدم.. أما البعض الثالث فتحتدم في اعماقه صرخة لواطلقها لهزت مقاعد السياسيين الوثيرة في المنطقة الخضراء...
مؤخرا، ظهرت موضة جديدة من الموت المجاني فهاهم النازحون يتساقطون على جسر بزيبز ويفقد بعضهم حياته بعد ان فقدوا امانهم وكرامتهم واحساسهم بالكبرياء حين وجدوا انفسهم ضحية خديعة كبرى واهمال اكبر.. طفل وشيخ وامرأة ورجل قيل انه انتحر.. اشخاص رحلوا ومنهم من ينتظر الموت وهو في أشد حالات المرض والاعياء واليأس.. هؤلاء الراحلين والمنتظرين على قائمة وجع النزوح اقترحوا حلا لمعاناتهم، فهم لايطالبون بمأوى ومأكل ومعونات مادية بل بمقبرة.. نعم انهم يطالبون بتخصيص مقبرة لهم قرب جسر بزيبز لتحتضن آلامهم ويناموا فيها بأمان وهدوء ولتروي معاناتهم بصدق ودون تزويق في الحقائق..
اتساءل، ماهو شعور رجل السياسة حين يرى مشاهد الموت العراقية.. هل يمصمص شفتيه تأثرا ايضا ثم يعود لممارسة حياته المرفهة، أم سيبكي تأثرا وينهض من فوره للبحث عن حل او اقتراح لمساعدة من هم بحاجة الى المساعدة، أم سيطلق صرخة رهيبة وينتفض على نفسه وربما يقدم استقالته مالم يلعب دورا فاعلا لمساعدتهم...
ربما يترجم لنا المشهد العراقي الحالي ردود افعالهم بوضوح فهم منشغلون بنزاعاتهم وتناحرهم ونفاقهم الذي يصل الى حد الخداع فيما بينهم ومع شعبهم ايضا وهو مايجعلهم بعيدين عن أي معاناة يطلقها جندي محاصرمن داعش او منتسب في الحشد الشعبي لم يستلم راتبه او نازح ذاق الهوان بعيدا عن دياره، فكيف بالأموات الذين يفقدون اصواتهم ويكفون عن المطالبة بحقوقهم.. ربما لابد لنا من ان نطلق جميعا مايحتدم في اعماقنا من صرخات ليسمعها المسؤولون عسى ان تجد لها اصداء..
ذات يوم قال جيفارا: "انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا، فاينما وجد الظلم فذاك هو موطني".. مسكين جيفارا.. ربما تورم وجهه من شدة صفعات المظلومين لكنه مات بطلا لأنه شعر بآلامهم.. ترى كيف يشعراصحاب القرار في بلدي امام مفردة الموت التي غدت موضة دائمة في العراق وهل يمكنهم الموت من اجل المظلومين؟.. اعتقد ان التباكي على شهداء الجيش والحشد في الخطب الرنانة وتخصيص مقبرة للنازحين هو الحل الأسهل.. والأسلم لهم طبعا..
من أين لنا بجيفارا؟...
[post-views]
نشر في: 22 مايو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
لاياست عدوية نحن لدينا افضل من جيفارا لدينا صاحب الحكومة الملائكية الذي يقول باحدى لقائاته من هو جيفارا هذا نحن لدينا الاف الرجال الذين لايصل لهم جيفارا بجراتهم وصبرهم ووطنيتهم وحكمتهم هذا هو قول هذا المنافق الدجال المتخلف المغرور الطائفي الذي ازهقت ارواح