TOP

جريدة المدى > عام > الحياة والحب فيها

الحياة والحب فيها

نشر في: 22 مايو, 2015: 09:00 م

1فرحاً بالحب فرحاً بالحياةانا لا اكتب شعرا. انا أجد في الحياة شعراً فالتقطُه. مهنتي الصياغات. وتغيير اتجاه الريح ودلالة الخبر.الحياة التي تشكون منها، هي حياتُنا. وهي الاجملُ في الكون. السيئات طارئة. ومهمة الشعر، مهمتي، ازيح الغبارَ و انقاضَ التدمير ل

1
فرحاً بالحب فرحاً بالحياة
انا لا اكتب شعرا. انا أجد في الحياة شعراً فالتقطُه. مهنتي الصياغات. وتغيير اتجاه الريح ودلالة الخبر.
الحياة التي تشكون منها، هي حياتُنا. وهي الاجملُ في الكون. السيئات طارئة. ومهمة الشعر، مهمتي، ازيح الغبارَ و انقاضَ التدمير ليطلع اللمعان،لأرى النبتةَ الجديدةَ تنبثق، لأراني سعيداً برؤية الحياة.
الخطأُ، انحرافُ الخطاب، تسمّمُ الكلمة قبل النطق، أمراضُ التاريخ المزمنة، هذه كلها، مثل كلاب قذرة تتشمّمُ المواقع النظيفة وتؤذي المستحِمَّ توّاً بالضوء وتؤذي العزلة التي يلوذ بها الشعرُ وقتَ السوء.
يمرّرُ خنزيرُ الشر خطمَهُ الملوث على جمال الحياة، يؤذيه ويؤذينا.
لكن الكوخ المصنوع من قش يقاوم الريحَ والبيوتُ الطينيةُ المطرَ والنوءَ، والانسانُ في العراء يقف وراء حجرٍ حتى يمر العصْف الهائج. الحياة لا تستسلم بيسر، الحياة تظل حياة!
جميع البشر يعيشون قصة حب غامضة مع الحياة. للحياة عشاقها الكبار، احبتها المخلصون!
هذه الشجيرة بلَّغها الضوءُ رسالةَ مجدِ الحياة، امضت الليلَ في مقاومةٍ باسلة مع العاصفة، هي الان مستريحة راضية بنور النهار الدافئ الخفيض. وهي ،وان كانت تعاني فقر تربتها السَبِخة، لكنها ترسل جذوراً ابعد، والى اكثر من جهةٍ لتعيش، لتظل.
اوراقُها المتيبسة تتشبث ايضا، لا تريد ان تبتعد. والورقة التي أماتَها اليباسُ والتي سقطت من غصنها المجعّد، طارت بعيداً الى المكان الذي تصير فيه سماداً، لتشارك بعد موتِها في صناعةِ حياة الغابة.
الورقة التي لا تسترعي الانتباه تحملُ سرَّ قوةٍ قادمة. والانسان الذي لا يسترعي الانتباه، قد يخلق قصيدة او يقيم سقفاً او يُحرق قمامةً، او بيدين عجفاوين يطردُ ظلاماً كبيراً!
نحن نقول شيئا آخر، الحياة تقول:
"كلكم ابنائي، واحداً واحداً. وانا حياتُكم كلكم واحداً واحداً. انا لا اعرف الاسماء. ما يفرحني ان ابنائي جميعهم، الفقيرَ وبالغَ الثراء، الصبيَّ والمعمِّرَ، المتدّفقَ شباباً والعليلَ، جميعهم يصنعون الاحلام. احلاماً بما هو اجمل، اكثر راحةً وسلاما.
تعطلت مصانع كثيرة وما تعطلت يوما صناعةُ الاحلام. هذا ما يفرح أُمَّكم الحياة!.."

الضوء البعيد حاجتي
قد أسعى لبناء كاتدرائية في مكان،
مسجدٍ صغيرٍ في طريق نادراً ما يمرُّ به احد.
لا لأني اريد الفردوس ولكن لأرى منقطعا
وجَدَ ملاذا،
لأرى العجائزَ اذرعُهن الذابلة تحمل زهوراً غضّه
وارى الفتياتِ طاهرات العيون يجِدْنَ فرحاً في الوصول
واجدني صرتُ دعاءً عميقَ الوجع
يصل المُعوزِين بالنِعَمِ الالهيه.
نعم، انكسرتُ في سفري مرات وخسرتُ تعبي والحلم
ولكن الضوء البعيدَ يظل حاجتي
ولا تستقر روحي اذا لم انظر بحبٍّ اليه.
الحياة الشرسة، القاسيةَ في غير مناسبة، الجدباءَ، المعمِّرة،
هذه المعمرة التي شهدت الكوارث ، لا تخلو من مسرات
وقد تفاجئك بفرح لا يُقاوَم.
وتظل تشتعل حباً وقد حظيتَ بالربيع الابدي.
لا بأس اذن!
هكذا التقيت بحبيبتي، هديةِ الحياة، حياتي التي لا ترحم،
لحظةَ انكشاف الغيم،
معجزةٌ حدثتْ ورايتها تتالّق:
لكنها: جمالٌ خائف
وخطى حلوةُ الايقاع تمسُّ الارض بخفَّةِ الحرير.
ولكي تقول: لا اخشى، تمد يدها مضيئةً، طرية
ورعشةٌ سرّية تتضح مثل تفتح وردة.
فاعلم أننا ابتدأنا سطراً هو الاكثر جمالا في القصائد
واني ساكتب قصائد عن جمالها وجمال الحياة!

انتظر الوردة
في هذا الكون الذي لا اعرف حدودَه
كان شِبْهُ انسان، انسان مسلوبٍ منه رونقه وانتظامُ شكله،
مخلوقٌ برّي دجنَتْه الظلمه .
ذلك هو انا انكمش في الظل،
ذلك ما كنت اراني، ممتلئا برعب سنواتٍ وتطلُّع سنوات.
لكن هذا المفردَ الذي يبدو شبحياً ،
يبدو واحداً من بشر الاساطير ،
يبتسم بهدوء ويحاول ان يعطيكَ شيئا اخفاه.
"لكننا أخطأنا الفهمَ، لم نرَهُ جيدا
هو يخلط يديه بمن يمر ولا يريد ان يفترق.
هو يحب الوردةَ والشوكة معا
هو يمسك قلبَهُ بيده حين يرى فردا يتالم.
هو يقول: هذه اكتشافاتي:
كلما ياتي أحدٌ تنهزم الوحدة
وكلما احببتَ يفضْ حبك اكثر
فتفكِّر في البداية
قد تقضي عمرك عاشقا لما قد ارتحل.
وكل لحظة فرحٍ تغيب تخلّف حزناً وخوفَ
الا يظل الطريق سالكاً لفرح آخر.
نحن في عالمٍ انعطافاتُه كثيرة
وبعضُ الرصاصِ لا نراه
ومن يفارق يترك بقعةً جرداء على روحك
والذين ارتحلوا كثيرون. لا احد يعرف عددهم".
انا في زمنٍ قاحل ومن زمنٍ انتظر
ان تطلع وردةٌ على السفح الصخري
الذي انظر اليه....

ايتها الحياة الجميلة
نحن في الحب نخوض معاركَ مع الرداءة،
مع اللافتات الكذبِ والمصافحاتِ القذره ونفاقِ الكلمات.
نحن في الحب نجِدُّ، لنكتشف السُلَّم النظيف
لنركض الى صالة الشرف المحجوزةِ لمن يصيرون عشاقاً،
يصيرون ملائكةً،
بشراً جديدا،
ويمنحون الحياة وعوداً اجمل.
في تلك الشرفة ارى العالمَ بتفاصيلِه المؤلمه
المؤسفةِ حدَّ الفزع
لكني، لابد من ان اقول:
ارى حبيبتي الأجمل في الكون.
لتكن اللمسات رقيقةً، منتهى الرِقّة.
والنظراتُ حميمةً جدَّ حميمة
تطلعوا في وجه الحبيبة كما لتضيعوا أبدا
وانا اذا مشت حبيبتي
اخشع للجلال الجميلِ يسري في ظلمات العالم،
وعلى ارضنا اليابسة ..
حين التقي حبيبتي، أظلُّ حائراً
لا ادري اين اضع القبلات
وهي ساعتَها تبتسم بصمتِ الذي بدا أبديا..
ايتها الحياةُ، ياحياتنا الجميلة،
ما نزال نحاول تنظيفَ الطرق الملأى
بالاظلاف وقِطَع الحديد والرصاص المُطْفأ.
ما نزال نغتسل في السواقي بانتظار ان نراكِ نظافاً.
عذراً، أيتها الحياة إذا أبطأنا
فقد خسرنا الكثيرين من رفاقنا في الطريق اليك.
واذا رأيتِني مجنوناً في الكتابة عن حبيبتي
فلأني أجدُ عبرها طريقي اليك!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram