مناجيات مع كازانتاكي
11
تكتب لها "حبيبتي إيليني ، انا في غاية التأثر والحنان بسبب مواقفك العظيمة ، لاانسى نبلك ووفاءك وانت تقفين إلى جانبي وتقاتلين مثل الربة أثينا ذات الخوذة اللامرئية والحربة المزدوجة والتي تهرع لنجدة البطل المعرض للخطر."
بعد رحيل المحتلين يعيّنك الرئيس وزيرا للثقافة ، ورسول سلام ويعتزم ارسالك الى الولايات المتحدة وبريطانيا والمكسيك للمطالبة بإعادة إعمار اليونان ، ويمنحك حق اختيار مساعديك في مهمتك العصيبة: طلب مساعدة اليونان المخربة فتختار الشاعر انجيلوس سيكالينوس وزوجته " أنّا" فهو رجل حوار قادر على الاقناع وزوجته متحدثة ومفاوضة لبقة ، فماذا عن إيليني ؟؟
- من أجل قضيتنا المشتركة ولأجل ان تسافر معي بلا مشاكل قانونية الى الولايات المتحدة وتعينني في جميع المساعي والمفاوضات – قررنا ان نتزوج بعد ثمانية عشرعاما من المعايشة الحرة .
- وهكذا بدأت العمل بضراوة لتواجه وحشية الفئة الفاسدة التي تصدرت المشهد السياسي بعد رحيل قوات الاحتلال النازي والفاشي ؟
- ليس بوسعي وصف الجهد والعذاب اللذين كنت أعاني منهما ، فقد ارتمى الجميع عليّ كي أوفر لهم مناصب في الوزارة وخارجها ، فكنت أتصل بالرئيس وأركض وأصارع من جهة لأخرى وأجمع الوثائق والأفلام والصورعن المجاعة والخراب الذي سببه الاحتلال لأقدمها في رحلتي الى اميركا وبريطانيا وكنت أعمل منذ الصباح حتى منتصف الليل فيتصل بي مثقفون وشعراء يطلبون الانضمام إلى الاكاديمية أو يريدون التكريم بالميداليات والمكافآت والمناصب او التكليف بمهمات شرفية ، كانوا يركضون ورائي من مكان إلى آخر ، وكنت أتعب وأعتبر كل فشل في مهماتي إخفاقا شخصيا لي ، وكان انجيلوس يعاني ما اعانيه من تعب بسبب كل هذه الطلبات ، ما أصعب عيش الكاتب مع الناس.
- وماذا فعلت وانت وزيربلا حقيبة لمن كانوا يعانون المجاعة والعوز والوشايات ؟؟
- كنت ابذل قصارى جهدي واكتب الرسائل للرئيس لإنقاذ الاخرين ممن تعرضوا للوشايات والتهم الظالمة فقد تصدى بعض الكتاب لتلفيق التهم للآخرين ، لالشيء الإ لحسد أو انتقام من شهرة متحققة .
- وهل نجحت في جميع هذه المساعي؟
- كنت اكافح بلا توقف لانقاذ الأبرياء ومساعدة الجياع فقد كان جنسنا البشري في خطر ولابد ان نعمل جميعا لانقاذه..
- كنت تكررانك لست رجل سياسة.
- نعم كانت المهمة مستحيلة ، فبعد جلاء المحتلين الالمان والايطاليين ، كانت اليونان مثل سفينة تغرق وكان القادة القادرون على رؤية الكارثة عاجزين أو جبناء بينما نظم الفاسدون صفوفهم من اجل السرقة وتقاسم الغنائم التي تنشط عادة بعد غرق السفينة.
- تكتب ايليني في احدى رسائلها انك لبثت تراقب الوضع المريع وتثور على عجزك الشخصي وعجز اصدقائك الاشتراكيين الذين منحوك شرف قيادتهم وبما انك لست رجل سياسة فلماذا لاتسلك سبيل الزعامة الروحية؟
تجيب ايليني على هذا التساؤل بأنك لم تتوصل في أعماقك الى العثورعلى الاسطورة الجديدة التي بحثت عنها طوال حياتك ، لم تكن تعرف ما الذي عليك تقديمه - باعتبارك كاتبا – لهذا الشعب الذي تحبه والذي قامت طبقة فاسدة ومتوحشة باستغلاله بلا رحمة ..
- اجل كنت اتساءل : هل ينبغي لي أن أبشر بمثل أعلى يفوق قدرات الانسان من اجل ايقاظ القوة الصوفية والخصب في ارواحنا التواقة للمستحيل ؟ لم أجد ذلك مجديا ، وفكرت بالاستقالة واستقلت عندما تدخل الجنرال الانكليزي في سياسة بلادي .
يتبع