في الليلة التي انتصر بها العراق على الدواعش في تكريت خضّر في قلبي امل كبير. لاحت لي الانبار محررة والموصل حرة وبغداد آمنة. كان الانتصار مهما لقتل اليأس الذي كاد يقتل حلمنا بعودة العراق لعافيته. صرت من حينها اكذّب كل خبر يهوّل حجم داعش او يحاول إعادة زرع بذور اليأس بنفوسنا من جديد. الأهم في نصر تكريت ان العراقي ما عاد يخاف على بغداد من السقوط بيد الهمج.
أتعس الأخبار التي اود ان أغمض عينيّ كي لا أرى صورها، واسد اذنيّ حتى لا اسمع صوتها، هي تلك التي تقول ان الدواعش عادوا للهجوم في الانبار وان بغداد في خطر. وبكل ما امتلك من أمل وثقة بحيشنا وحشدنا الشعبي اكذّبها. لكن وللأسف صَدَقت الأخبار التعسة وصرت حائرا بالذي اكتبه. ناشدنا القائد العام للقوات المسلحة ان يخرج علينا بكلمة صريحة كي نعرف السر ولم يستجب. لذنا من شدة الخوف بالإعلام الاميركي فوجدناه هو الآخر لا يكشف الحقيقة. زين وين ننطي وجوهنا؟
أمس، قرأت تصريحين لمسؤولين كبيرين ينذران بسقوط بغداد بيد الدواعش او في أقل التقديرات انها في خطر. الأول من نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويش الذي قال من الأردن إن "خطر داعش على أبواب بغداد". الثاني من النائب هادي العامري الذي حذر من اننا لو "لم نتدارك الامور سريعا فان هناك خطرا على بغداد".
ما الذي بقى لنا من ثمرة انتصارنا في تكريت اذن؟ آن أوان الاعتراف بالعلة الكبرى التي فينا. كثرت تصريحات المسؤولين والنواب وزياراتهم الى تكريت يوم اندحر فيها داعش. فأين زياراتهم اليوم للأنبار ان كانوا شجعانا كما يدعون؟ الشجاع والمهتم بالجيش بصدق، لا من أجل الدعاية والكشخة، ليس من نراه يصول ويجول في ساحات الحرب عند الرخاء، بل من يكون فيها عند الشدّة.
قلبي وعقلي يقولان لي ان في الانبار سرا خطيرا يقف وراء تقدم الدواعش لحد انهم عادوا لسلب اسلحتنا المتطورة واراضينا من جديد. اكاد اعرفه لكني كما الخائف من البوح به. ليش؟ والله لا أدري.
الى متى يا رب نظل بحاجة الى من هو اخو اخيته بحق ولا يخاف بالعراق لومة لائم ليكشف رسميا سبب عودة الخوف على بغداد مرة أخرى؟ وينكم يمعودين؟
يمعودين .. ما الذي يحدث في الأنبار؟
[post-views]
نشر في: 23 مايو, 2015: 09:01 م