الصحفي في جريدة المدى عضنفر لعيبي طرح سؤالا على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي عن سر الظهور اليومي لشخصيات عشائرية بمحافظة الانبار على شاشات فضائية عربية ومحلية، "شيوخ الفضائيات" بحسب تعبير لعيبي كرروا احاديث سابقة، غير مطلعين على اوضاع محافظتهم، كبيرهم وصغيرهم لايمتلك رؤية واضحة يمكن ان تساعد الاجهزة الامنية في تنفيذ عملياتها لتحرير الانباريين من حجيم داعش.
شيوخ الانبار اصحاب الاطلالة اليومية على شاشات الفضائيات، بعثوا برسالة الى المشاهدين مفادها بانهم على خلاف دائم، ليس باستطاعة التحالف الدولي والاشقاء العرب حسمه لبلورة موقف موحد يسهم في اقل تقدير في تقديم المساعدات لنازحي الرمادي، ثم صوغ خريطة طريق انبارية لحل مشاكلها الداخلية المتوارثة نتيجة التنافس على شغل مناصب في الحكومة المحلية، والحصول على مقاولات تنفيذ مشاريع اعادة البنية التحتية، اسباب الخلاف هذه لطالما ذكرها "شيوخ الفضائيات" اثناء ممارسة لعبة تبادل الاتهامات من العيار الثقيل.
حميد الهايس أكد في اكثر من مناسبة قدرة رجاله على طرد الدواعش بنصف ساعة، وسام الحردان قائد صحوات المحافظة يصيح ويستريح، طالبا من الحكومة تزويد رجاله بالسلاح، والغاء قرار ايقاف رواتبهم الشهرية، الشيخ نعيم الكعود يستغيث لحماية اهالي ناحية البغدادي، وآخر من اربيل اعلن رفض عشائر الانبار مشاركة "ميليشيات الحشد الشعبي" في عملية تحرير مدن المحافظة، لاعتقاده بان الفصائل الموالية لايران ستكون على مشارف حدود الدول العربية فتهدد وجودها وامنها القومي.
شيوخ الفضائيات تفوقوا على المحللين السياسيين بالظهور على الشاشات، وعلى الرغم من خطورة الاوضاع الامنية في الانبار، واستمرار نزوح النازحين من الرمادي وسط توقعات بتصاعد وتيرة النزوح مع بدء تنفيذ العمليات العسكرية، لم يتفق شيخان على رأي واحد، كأن الجميع يتحدث عن قضية تحدث في مكان آخر يقع خارج الكرة الارضية، هذا التعبير اطلقه مقدم برنامج لبناني الجنسية اثناء الحديث مع ضيفيه من شيوخ الانبار، الاول اتهم الحزب الاسلامي بالوقوف وراء حصول الكارثة في الرمادي لاستحواذ الحزب على مناصب مهمة في الحكومة المحلية، والثاني حمل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية اختيار قادة امنيين باعوا الرمادي للدواعش، حديث الضيفين كاد يصل الى اعلى درجات مقياس ريختر فاضطر مقدم البرنامج للذهاب الى فاصل، ثم العودة الى "حلبة الصراع" لاستكمال الحلقة المخصصة لتسليط الضوء على اسباب نكبة الانبار، وتكرار سيناريو الموصل.
في اللهجة الانبارية المحلية عادة ما يكون حرف الميم حاضرا في الفعل بدلا من واو الجماعة وصلوا، وصلم، سقطوا، سقطم، داخوا، داخم، نزحم نزحوا الى بغداد، "شيوخ الفضائيات" مصطلح غضنفر لعيبي المبتكر "داخم" فنقلوا دوختهم الى العراقيين القلقين جدا من احتمال اندلاع دوخة جديدة.
"شيوخ" الفضائيات
[post-views]
نشر في: 23 مايو, 2015: 09:01 م