ياعزيزي السيد نائب رئيس الجمهورية "اسامة النجيفي" آسف لانني نسيتك امس بسبب انشغالي بالمشهد الثوري الذي قام بادائه السيد بهاء الاعرجي، لن يصدق "فخامتك" عندما أقول إنني متشوق جدا للكتابة عنك، وأحيانا أسال نفسي لماذا لا اهتم بالنائب الثاني لرئيس الجمهورية وانا الذي صدعت رؤوس القراء بالحديث عن النائب الاول والابرز.
بالامس وانا أتابع كوميديا التصريحات التي يتحفنا بها العديد من المسؤولين، لم أجد غير سؤال واحد طرحتُه منذ عدة أشهر، وما زلت ابحث عن اجابته: لماذا يتصرف البعض معنا وكأننا شعب خارج من الكهوف؟ لماذا يريد النجيفي ومن معه فرض عالمهم الوهمي علينا، فيستبدلون ملفات مهمة مثل الإصلاح السياسي والخدمات وضياع المدن، بحديث عن التعاون مع الصومال في مجال مكافحة الارهاب، ليثبت للعالم اننا نعيش ازهى عصور الكوميديا؟
يوم ضاعت الموصل، كُلف السيد اسامة النجيفي بمهمة تحريرها فخرج علينا الرجل يحمل بندقية صيد يجرب فيها اولى خطوات التحرير، بعد أشهر غاب النجيفي، ثم ضهر فخامته وقال ما معناه، انسوا قضية البندقية فقد هيأت 50 الف مقاتل يقفون الان على ابواب ام الربيعين، بعدها اختفى "فخامته" لكنه خرج علينا قبل ايام ليقول: لنركز على الحل في الصومال، هل تريدون منا ان نضحك ام نبكي، يا عزيزي اسامة النجيفي هل صحيح ان طريق تحرير الموصل يمر عبر مقاديشو؟
أعتذر من القراء الأعزاء، لأنني أتحدث في هذه الزاوية كثيراً عن فذلكات سياسيينا، وأعيد على مسامعهم حكايات النجيفي والمطلك والفتلاوي، ولكن ماذا يفعل كاتب مثلي مطلوب منه كل يوم أن يملأ هذه المساحة بحادثة من حوادث هذا العراق الجديد؟ ماذا أكتب وأنا أرى بلادي منذ سنوات تحتل ذيل قوائم الرخاء والأمان والاستقرار؟. أيها القارئ العزيز لعلّ أسوأ ما نمر به اليوم أنك وأنا لم نعد بحاجة إلى أصحاب أجندات يشككون بمنجزات ساستنا الافاضل، الناس تعرف كل شيء، وكل مواطن يملك من المعرفة حول فضائح المسؤولين أكثر بكثير مما تتسع له هذه الزاوية الصغيرة، ودعوني أستشهد بالسيد ابراهيم الجعفري حين قال يوم امس "السياسيّ العراقي في الحكم استطاع أن يُنشِئ منظومة سياسيّة تتوزَّع المسؤوليّة بالحكم، ويصطفُّ فيها كلُّ أبناء العراق من دون استثناء المسيحيّ، والمُسلِم السُنـّيّ والشيعيّ، واستطاعوا أن يتعايشوا مع بعضهم. التنوُّع السياسيّ موجود في الخط الأوَّل من المسؤوليّة".
إلامَ تسألوننا عن الخراب، ونحن من نعتقد ان مايجري في غرف الساسة وقبة البرلمان انجاز يضعنا في مصاف الدول المتقدمة، وهؤلاء الذين ينشئون منظمة سياسية متطورة حسب قول الجعفري لم نجد أحداً منهم، يسأل لماذا يهتم النجيفي بالصومال وينسى اهالي الانبار، ولماذا يعتقد وزير الخارجية ان وجود "نسيبه" كجندي مجهول في الوزارة يمنحها نكهة مميزة.
هل سمعتم ما قاله "فخامته"
[post-views]
نشر في: 23 مايو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
طامة كبرى هل المرة حل مشاكل الصومال والعراق بعد ديمضراطية جورج بشبوشي اصخم من الصومال ؟ لا وجود لدولة في العراق بل هؤلاء مرتزقة مأجورين مطلوب منهم من الاخ الاكبر ( الذي كتب عنه جورج أورويل ) ان يمثلوا ادوار المسرحية المأساوية التي رسمت لهم فقط غير هذا لا
حسين علي الحمداني
كلام حلو ورائع جدا استاذ علي