 بغداد / المدى

 تلقى مدير شرطة الشطرة إخبارا من احد المواطنين بعثوره على جثة شخص يعرفه يدعى (ك) جثة هامدة مضرجة بالدماء نتيجة اصابته بعدة اعيرة نارية وقد وجده في احدى السواقي القريبة من منزلة ... توجه ضابط التحقيق مع مفرزة من مراتب الشرطة الى محل الحادث وبسؤال والده وزوجته وبقية افراد اسرته عن اسباب قتل ابنهم وهل يتهمون احداً في قتله اجاب جميعهم بالنفي حيث لا توجد عداوات او خلافات بينهم وبين ابناء العشائر في المنطقة ... اشاع هذا الحادث البشع المرعب والفزع الشديد في نفوس المواطنين ..

 

وخصوصا ان المجني عليه معروف لديهم جيدا وله علاقات وطيدة ومتينة مع ابناء المحلة والمواطنين حيث تربى مع ابناء الحي منذ صغره ودرس في مدارسه وله اصدقاء عديدون من ايام الدراسة وبعدها ... تمّ تشكيل فريق عمل من قبل مدير الشرطة ضم خيرة ضباط الشرطة للقيام بالتحقيق في الجريمة الغامضة ... وبعد اول اجتماع لفريق العمل وضعوا خطة لمعاينة مسرح الجريمة معاينة دقيقة للوصول الى تصور واضح عن اسباب ارتكاب الجريمة والعثور على أية ادلة او آثار تفيد في كشف غموض الحادث كذلك جمع المعلومات عن اصدقاء المجني عليه واقاربه ومحيط اسرته وفحص علاقاته المختلفة وتحديد خط سير المجني عليه قبل الحادث، وآخر مشاهدة له قبل مقتله ... بعد ايام توصلت المعلومات لفريق العمل المشكل ان وراء قتل (ك) سائق سيارة حمل وهو في نفس الوقت زوج شقيقة المجني عليه حيث اشترك مع زوجته بالقتل وتنفيذ الجريمة ... اما اسباب قتله فتوصل فريق العمل الى الاسباب الرئيسة وهو وجود خلافات سابقة ما بين (ك) وشقيق زوجته على قطعة ارض تعود الى (ك) وقد بنى عليها منزل الجاني دون اخبار (ك) الذي كان مسافرا خارج العراق .. وعندما عاد من سفره وجد الارض قد استغلت من قبل شقيق زوجته فطلب التعويض المادي ... لإنهاء الخلاف ... ولكن الجاني رفض التفاهم وحل المشكلة رغم محاولة الاسرة انهاء هذه الخلافات بالطرق الودية ... واشارت المعلومات أيضاً الى ان الخلافات والمشاكل احتدمت بضراوة شديدة في الاسابيع الماضية قبل مقتله حتى وصل الامر الى قيام (ك) بإحضار اسطوانات غاز داخل منزل شقيقته واعطى لزوج شقيقته مهلة 24 ساعة لإحضار المبلغ وإلا سوف يدمر المنزل بما فيه عن طريق تفجير اسطوانات الغاز ! وعلى ضوء هذا التهديد ... قرر المتهم (ي) وزوجته وضع خطة جهنمية للتخلص منه دون ان يتطرق نحوهما ادنى شك ... وعقدا العزم على التخلص من (ك) بعد ان حول حياتهما الى جحيم يومي لا يطاق ... واتفقا معا على استدراجه مع جميع افراد العائلة الى منزل شقيقة الجاني لتناول طعام الغذاء في جلسة عائلية جماعية ... ويعرف الجاني بأن (ك) سوف لا يحضر الى هذه الدعوة وينام طيلة ساعات النهار ... وعندما حضر الجميع ولبوا الدعوة ... تسلل المتهم (ي) دون ان يشعر به احد الى منزل المجني عليه القريب منهم ... ودخل عليه في غرفة نومه .. فوجده يستغرق في سبات عميق ... فأخرج مسدسه الكاتم الذي كان يحمله بين طيات ملابسه ... وأمطر المجني عليه وهو نائم بوابل من الاعيرة النارية ... ولم يتركه سوى جثة هامدة غارقا في بركة من الدماء فوق سرير نومه ... وحمله في سيارته ورماه في ساقية مهجورة ... وعاد بعد ذلك سريعا الى سكنه حتى لا يشعر به احد ويفتضح امره ! ألقت الشرطة القبض على الجاني وزوجته ،وبتضييق الخناق عليهما اعترفا تفصيليا بارتكاب الجريمة البشعة وارشدا عن السلاح المستخدم في الجريمة ! في تبرير الجريمة الشنيعة قال المتهم (ي) في افادته امام قاضي التحقيق ... انا نادم على ما حدث ... ولكن المجني عليه هو الذي اضطرني واجبرني على ذلك ... فأنا زوج شقيقته .. .وهو خال اطفالي ... 

ولكن عندما عاد من الخارج منذ حوالي شهرين كانت حالته المادية سيئة للغاية ... وطالبني بمبلغ كبير للارض ... بعدها بدأ في اختلاق المشاكل مع شقيقته بسبب ادعائة بملكيته للارض التي اقمت عليها بيتي .. ومطالبته لنا بمبلغ اكثر من (50) مليون دينار ثمنا للارض كتعويض له رغم اننا نعرف ان هذه الارض تعود لورثة وليس له تحديدا ... وعندما رفضت اعطاءه التعويض ... طلب مني مغادرة البيت ومغادرة المدينة نهائيا ... حاولت العائلة والعشيرة حل هذا الخلاف بينهما بالطرق الودية .. إلا ان جميع المحاولات باءت بالفشل حتى وصل به الامر مؤخرا الى تهديدي انا وزوجتي واطفالي بالقتل وإشغال النيران في منزلنا اذا لم نقم بدفع المبلغ ... وقام بتجيهز اسطوانات الغاز وربطها بسلك كهرباء وساعة توقيت قبل الحادث بساعات ... وبعد ان اصبح (ك) يشكل خطرا شديدا على حياتي انا وزوجتي واولادي فقمت بإعداد مسدسي الكاتم وكمية من الطلقات النارية وتوجهت لقتله قبل ان ينفذ تهديده ... لقد اخبرت الشرطة بمكان المسدس الذي رميته في ساقية قريبة ... أنا الآن في انتظار مصيري المجهول حيث وجهت لزوجتي نفس التهمة ... وبهذه الحالة سوف نترك اولادنا في الشارع بدون رعايتنا ... وسط مصير مظلم وقاتم ينتظرنا !