TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا تسأل عن داعش منو أبوه؟

لا تسأل عن داعش منو أبوه؟

نشر في: 25 مايو, 2015: 09:01 م

لو خالفكم الحظ وورطكم، مثلما ورطني، بفكرة تخصيص يوم وليلة لمتابعة الاعلام العربي، ومنه العراقي، لاستطلاع آراء الطائفيين من المذهبين حول داعش: من الذي أسسها ومن موّلها ويمولها الى اليوم؟ ستجدون انهما يتفقان على المصدر الاساس لكن كلا منهما يذيله بإضافة أخرى.
كلاهما متفق على انها صناعة أمريكية. هذه يقولها الاثنان كحقيقة "ايمانية" ثابته. بالنسبة للإسلاموي السني فانه يؤمن بان أمريكا لا شغل يشغلها مذ "خلقها" الله غير تشويه سمعة الإسلام فاخترعت القاعدة ثم أتت بداعش أخيرا لتحقق حلمها الازلي. تسأله وما الذي ستربحه وهي التي خسرت ما خسرت في 11 سبتمبر 2001 ثم هذا الذبح الداعشي لمواطنيها على الهواء؟ يرد عليك وهو يمسد لحيته ساخرا من عقلك ليسألك: وهل تصدق مثل هذه الملاعيب والمسرحيات "المفضوحة"؟
هنا يتفق معه الإسلاموي الشيعي. فأمريكا هي الشيطان الأكبر. تسأله وما الدليل؟ أليست هي من لذتم بها لتخليصكم من صدام وخلصتكم؟ وعلى الرنة ذاتها يرد عليك غاضبا: يمعود انت صدكت انهم قضوا على صدام؟ وعندما قلت له "مصجما" انها كما تقول لعبة من ألاعيب أفلام هوليود، رد علي "رحم الله والديك".
لكن اين يختلف الاثنان؟ بالتذييل. فالشيعي الطائفي يكاسر كأس أمريكا بالسعودية وقطر وربما اغلب دول الجوار. أما "زميله" السني فالمسألة محسومة لديه عقليا ودينيا: انها إيران. وهذه طبعا لا تخضع للنقاش مطلقا. انهما متفقان في الأصل لكنهما مختلفان في الفروع.
زبدة موضوعي انني قررت من اليوم ألا اناقش أي معطوب عقليا بالطائفية او بالأدلجة الحزبية والقومجية عن أصل داعش. المصيبة هنا هي انك حين تسمع جواب أي طرف منهما تجد في جيبه سيناريو مدعوم بعشرات الأدلة المصفطة تصفيطا متقنا. لكن اختلاف جناحي هذه الامة هو فعلا "رحمة"، لأن العقل المتوازن لن يصدق قصتين مضبوطتين ضبطا "امعدّل" وهما متناقضتان تماما.
زين شتسوي يبنادم؟ لا حل غير ان "تغلس" لتريح نفسك من التعب. وان كنت لا تعرف كيف فأنصحك بالعودة لمثل عراقي قد يغنيك عن التفكير بطرح سؤال حول كل ما يدور حولنا من مصائب ونكبات وانتكاسات من الموصل الى الأنبار: لا تسأل عن "النغل" منو ابوه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ستار التميمى

    اخى استاذ هاشم الورده انت زين بمصر بس انى بالكوت تعبت من الشرح لهم ومليت الى ان وصلت الى نتيجه ان العراقيين مصابون بمرض اسمه نضرية المؤامره مو فقط بالنسبه لامريكا بس حتى تعاملهم فيما بينهم فالكل يضن ان المقابل يريد ان يخدعه ولا احد يثق بالاخر

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram