استيقضنا في بداية شباط الماضي على خبر كان العنوان الرئيسي لمعظم صحف العالم، ومنها بالتأكيد صحف هذه البلاد "داعش تحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً"، بعدها بساعات قلائل توالت برقيات الاستنكار والتنديد من معظم سياسيي ومسؤولي بلاد النهرين، فيما ذهب قادة البلاد مجتمعين لحضور مجلس عزاء "الكساسبة"، منذ ايام وخبر اعدام الجندي العراقي مصطفى ناصر يحتل صفحات الفيسبوك وتويتر ولكنه يقابل بتجاهل وصمت من قبل مسؤولينا السياسيين والأمنيين، باستثناء بيان خجول من وزارة الدفاع لا يتعدى ثلاثة اسطر اراد اصحابه ان يذروا الرماد في العيون، عشنا في شباط الماضي هوجة برقيات التأييد للاردن، مسؤول كبير يصدر بيانا، واخر يخرج على الفضائيات متأثر جدا، فيما اعلنت قواتنا الامنية تضامنها مع نظيرتها الاردنية، ولكن ماذا عن الجندي الذي علق بوحشية؟ الأنباء خجولة ومترددة ، فنحن الشعب الوحيد الذي لم يعد اكثر من أرقام في سجلات الموتى والمشردين ، فيما النائب كاظم الصيادي يحذرنا بانه سيقف في بوابة المنطقة الخضراء ليقتص من الذين انتصروا عليه في وزن الريش.
شهادة مشعان تبين انها مزورة هذا اقصى نشغل به هذا الشعب الذي ظل ساهرا ليعرف كيف حصل مشعان على ثماني درجات في درس القومية، واعلى الدرجات في درس الفلسفة، وهو الذي صدع رؤوسنا بخطب ووصايا ملهمي القومية العربية.
تعودنا منذ سنوات على ادمان مشاهد القتل والدمار، لم تعد ارقام القتلى مهمة ولا حجم الخراب، في كل يوم مجزرة جديدة لكننا ننتظر متى تطل علينا عالية نصيف بتصريح ناري جديد،
لقد تعودنا، للأسف، أن مشهد ذبح جنودنا وتعليقهم ليس مهما جدا، فهذا امر عادي يحصل كل يوم ولايستحق بيان من اعلى السلطات، ولا مؤتمر برلماني ولامجلس فاتحة تليق بحجم الضحية.
لا خبر في الصفحات الاولى، ولا برقية تعزية حتى من الصومال، ولن نجد كلمة مواساة من العم اوباما او استنكار من الصديق بوتين، نحن شعب لا يحب برقيات التعزية، لاحظوا ان الصحافة العالمية والعربية لم تعد معنية باعداد القتلى في هذه البلاد، فهي مشغولة بامر السيدة ام سياف، اما ان يصل عدد المهجرين الى ثلاثة ملايين، والبعض يقول مليونين ونصف، فالامر مجرد فوارق بسيطة، الخطأ وارد في كتابة الارقام ، إذا لم يعد مشعان الى البرلمان فربما نتعرض الى كارثة سياسية كما اخبرنا احد النواب "الافاضل"،. ما كنا نراه في مشهد الطيار الاردني كارثة أو جريمة، لا يستحق ان يهول في قضية مقتل الجندي العراقي، أنه أمر طبيعي، كان معدل القتل قبل عامين نحو 30 في اليوم، العام الماضي ضرب في عشرة، كل شيء يخضع لقانون النسبة والتناسب مع الاعتذار لوزير خارجيتنا.
لا "كساسبة" في العراق
[post-views]
نشر في: 27 مايو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
الى الاستاد على حسين اننى اشاركك تماما في ارائك وتحاليلك----ولكن متى تنتظر من شعب رباه البعث العربى لمدة 40 سنه من الدمار الشامل فيزياويا ونشر الامراض الروحيه وعلى راسها الخوف في كل لحظه من الحياة في المنزل او على خطوط النار ضد ايران وضد الكويت وضد الشي
بغداد
شايفين بحياتكم صعاليك أتفه من صعاليك المنطقة الخضراء يجتمعون وهم حائرون على مود تغيير شعارات راية من لبيك يا حسين الى لبيك يا صلاح الدين والناس النازحين المشردين الجياع الذين فتكت بهم الامراض ابوهم مشتعل والموت بالجملة والأطفال الرضع اصبحت قبورهم رميهم في
ابو سجاد
يااستاذ علي رجعنا من جديد نخاطب هؤلاء الخونة مخاطبة سياسية هؤلاء ليسوا بسياسيين ولاانسانيين وانما مجموعة قتلة ولصوص نرجوا منك ومن جميع الشرفاء من الكتاب ان يغيروا خطابهم تجاه هؤلاء ويكون الاسلوب هجومي وبقوة يليق بحجم هؤلاء الخونة واليوم يومكم وسيكتب التار