كلما ارتفعت درجة حرارة الجو..هبطت قدرات الطاقة الجسدية على العمل وهبطت معها الذبذبات الفكرية عن الحركة والتفكير الى ان تصل الى حالة من الخمول الجسدي والفكري تصعب فيهما الحركة والعمل والانتاج..لهذا فان عامة البشر يجعلون فترة توقفهم عن العمل وحصولهم على اجازتهم السنوية في فصل الصيف..
اعضاء مجلس النواب العراقي معذورون اذن – ياجماعة – فقد تكالبت عليهم بوادر حر الصيف الذي لن يشعروا به الا حين يقفون احيانا في المناطق الشعبية التي يزورونها لتأكيد وجودهم بين ناخبيهم أملاً في الحصول على دورة انتخابية جديدة، وكذلك تزايد الخلافات السياسية بينهم الى درجة تحوّل قاعة البرلمان الى ساحة للمصارعة الحرة ما أثرعلى اعصابهم ونفسياتهم وربما يؤثر على ادائهم السياسي فيؤخر اقرار العديد من القوانين المهمة والبت في القضايا الشائكة والعالقة غالبا..الحل اذن هو ان يتمتعوا بعطلتهم التشريعية واستغلال ماجمعوه من (وارد) للاستجمام في جبال بيروت وتركيا او في شرم الشيخ واوروبا والابتعاد قليلا عن متاعب العراق وتأجيل التفكير فيها الى حين عودتهم سالمين غانمين، فالقوانين المهمة التي لم يصلوا الى اتفاق لإقرارها كقانون الحرس الوطني وقانون الاحزاب وغيرها لايجب ان تشغل بالهم خلال فترة استجمامهم لأنها ستظل عالقة حتى بعد عودتهم وربما سترثها الدورة البرلمانية الجديدة مادامت خلافاتهم تظل قائمة ودائمة كما انهم لن يتدخلوا لفترة في المعركة المصيرية مع الارهاب لابالتأييد ولابالتنديد وسيتركونها لقادتها..
رئيس البرلمان سليم الجبوري (خصَمَ) القضية حين قال ان الخلافات الموجودة بين السياسيين في القضايا المهمة بما يتعلق بوحدة القيادة ودور العشائر واسنادها ودورالقوات العسكرية أثرت بشدة على معنويات المشاركين في المعركة مؤكدا على ان الاستعداد لمعارك الانبار ليس بالمستوى المطلوب. وكان السيد بهاء الاعرجي اكثر ايضاحا حين قال ان تحرير المدن من داعش يحتاج الى الاستقرار السياسي ونبذ الخلافات لتحقيق النصر..من الواضح اذن ان المعركة مع الارهاب ستصبح ايضا شأناً عالقاً وستطول وربما ترثها الحكومة الجديدة مالم تصدق تنبؤات الرئيس الاميركي باراك اوباما بانتهائها خلال ثلاث سنوات..
نوابنا اذن بحاجة الى الراحة والاستجمام ولتبقَ كل المشاكل العراقية عالقة مادام السياسيون العراقيون يعولون دائما على صبر المواطن العراقي وسكوته على التأجيلات المستمرة لكل قضاياه المهمة لأنه لن يصل الى اقناعهم بمعاناته حتى لو تظاهر وبكى بمرارة تفقده وقاره امام كاميرات القنوات الفضائية كما ان خلافاتهم السياسية لن تنتهي حتى لو فقد الشعب كل شيء..لابأس ان تشرب الأم العراقية دموعها بانتظاران يسمع أحد السياسيين صوتها وهي تطالب بعودة ابنها او جثته على الأقل من مذبحة سبايكر وان يقضي النازحون صيفاً قاسياً في اسوأ ظروف معيشية وان تبقى الحال على ماهي عليه في كل مفاصل الدولة بل ويزداد سوءاً فقد تساوى الامر لدى الشعب ولم يعد البرلمان يشكل لديه إلا حلبة للنزاع والشجار في حالة حضوره،وقضايا مؤجلة في حالة غيابه!!
قضايا عالقة
[post-views]
نشر في: 29 مايو, 2015: 09:01 م