في البدء، شكرا لمحكمة التمييز الاتحادية لانها طمأنتنا، بأن السيد مشعان الجبوري سيبقى جالسا على "أنفاس" البرلمان اربع سنوات قادمة، بعد ان ثبت بالدليل القاطع وبشهادة الملحق الثقافي اللبناني في السفارة العراقية، ارجوكم لا تسخروا من جهلي، وتقولون ماذا يفعل الملحق الثقافي اللبناني في سفارة جمهورية العراق؟، فانا مثلكم مازلت اضرب اخماسا باسداس بعد ان قرأت تصريح محكمة التمييز الذي جاء فيه: "النائب قدّم الوثائق الرسمية التي تؤكد صحة شهادته الدراسية وأن هذه الوثائق صادرة من وزارتي التربية والخارجية السوريتين والسفارة العراقية في دمشق والملحق الثقافي اللبناني في السفارة العراقية في بيروت".
أنا شخصيا، سأصدق كتاب محكمة التمييز، وسامارس اقصى درجات "الغباء"، وافترض ان الملحق الثقافي اللبناني يعمل دبلوماسيا بسفارة العراق فنحن لانزال نرفع شعار "امة عربية واحدة" وان السيد المستشار "اللبناني" متأكد من صحة شهادة النائب الدراسية، ولكن ماذا عن قناة الزوراء التي كانت تهلهل لفديوهات القاعدة، السيد مشعان ظل لسنوات لايخرج على فضائيته الا وبيده اليمنى احدث خطابات عزة الدوري، أو حاملاً البشارة من ملك ملوك العالم القذافي، ستقولون هذا ماض وانتهى، ونحن في مرحلة المصالحة الوطنية، سأصدق اننا نريد ان نفتح صفحة جديدة ولكن ياسادة حتى هذه اللحظة، لم اجد نائبا واحدا خرج علينا ليخبرنا عن مصير اهالي حديثة المحاصرين منذ اشهر، انها اخبار قديمة حتما، ولا تهم كل العراقيين، فماذا تعني محاصرة بضعة آلاف؟ ومن يهتم لخبر ذبح 17 من اهالي هذه المدينة المنكوبة؟ هذه الاخبار تريد ان تشوش على فرحتنا بعودة مشعان، واصحابها مضادين للعملية السياسية.
كنت مثل غيري من المواطنين المغرر بهم والذين ينفذون أجندات "اجنبية " أتمنى لو ان قرارا صريحا وجريئا يصدر بمنع كل برلماني روج للعنف وانشغل بإثارة النعرات الطائفية، فربما يرتاح الناس من فوضى الخطابات والهتافات التي تفاقم أزمة الاحتقان السياسي.
عموما لا أملك إلا أن أهنئ السيد مشعان على احتفاظه وبنجاح ساحق بكرسي البرلمان، فهذه إضافة نوعية غير مسبوقة في عالم البرلمانات الدولية.
وأنا أستمتع بآخر فقرات برنامج مشعان في البرلمان، اكتشفت أن هذه هي الخدمة الوحيدة التي قدمها لي البرلمان في فصله التشريعي الاخير، لقد كسر ما تبقى من هيبة السياسة والسياسيين، وحطم صورة العملية السياسية التي كنا نتوهم، أن أصحابها ساسة، يسعون لبناء "دولة والمؤسسات"، ولو بنسخة مشوهة، فإذا هم مهووسون بالضحك على هذا الشعب المغلوب على امره.
فماذا يعني أن تحاصر حديثة لعدة اشهر؟! وماذا يعني موت عشرات الاطفال من الجوع في الانبار، المهم ان نوابهم يستعدون لقضاء اجازتهم الدورية في شوارع عمّان ودبي ولندن أو يتبارزون في الفضائيات، وفي أضعف "الإيمان" يحوّلون أموال النازحين لإنعاش مدن الجوار.
انتصار مشعان ونسيان حديثة
[post-views]
نشر في: 30 مايو, 2015: 09:01 م