بمناسبة صدور روايته الجديدة (لحن الحب والخلود) احتفت جمعية الثقافة للجميع بالباحث والروائي طارق السلطاني ضمن منهاجها الاسبوعي الخميس الماضي وبمشاركة عدد من الادباء والنقاد والباحثين. وذلك من خلال حفل توقيع سبقه الحديث عن تجربته الثقافية ولمحات من سير
بمناسبة صدور روايته الجديدة (لحن الحب والخلود) احتفت جمعية الثقافة للجميع بالباحث والروائي طارق السلطاني ضمن منهاجها الاسبوعي الخميس الماضي وبمشاركة عدد من الادباء والنقاد والباحثين. وذلك من خلال حفل توقيع سبقه الحديث عن تجربته الثقافية ولمحات من سيرته الحياتية، اضافة الى افتتاح معرض جمع فيه ما اصدره في مجال البحث والتأليف. ومن بين تلك العناوين التي تضمنها: "اميركا وعودة الميلاد ،ونحو أمم متحدة جديدة ،والعين الثالثة ،وأوراق وبراعم ،وبرق الحقيقة لقضية لوكربي، وسر الراحلين ،وشذرات انسانية ،وألف حلم وحلم ،ورجل بين ملكتين وغيرها".
وبيّن مقدم الجلسة القاص خالد ناجي ان المحتفى به من مواليد بغداد 1943 انهى دراسته في ثانوية الثقافة المسائية الأهلية عام 64 ولم تتح له حياته العملية دخول الجامعة، فقد كان يعمل مساعد وكيل اخراج كمركي للبضائع منذ عام 57 فانصرف لذلك حتى حصل على اجازة مزاولة الاخراج الكمركي وعلى عدة عضويات غرفة تجارة وغرفة زراعة واتحاد الناقلين العراقيين. وقد تمكن من تأسيس العديد من الشركات من بينها شركة الساير التي اضطر لبيعها بسبب الحصار الجائر في عام 90 وفي عام 92 لم يتبق امامه سوى التفرغ للكتابة بعد حصوله على عضوية اتحاد الادباء والكتاب العراقيين. لافتاً الى ان الكتابة هموم لها مسبباتها ونتائجها التي يحمل اعباءها الكاتب، فكيف تعامل السلطاني مع معاناته.
وخلال حديثه ، اوضح المحتفى به انه تضرر كثيراً بسبب الحصار الذي جعله يبيع شركاته بعد تعرضه لخسائر جسيمة. وقال: اردت معرفة ماهية هذا السلاح الرهيب الذي فتك بنا وجعل العراقيين يموت بعضهم جوعاً وآخرين تجردوا من انسانيتهم فتوحشوا ومنهم من سلك طرقاً لمعيشتهم تتناقض مع تقاليدهم واخلاقهم، فانتشرت الجريمة وتخلخلت القيم الاجتماعية. الأمر الذي جعلني ابحث في العلوم السياسية وتاريخ الحروب واسبابها وعن الأمم المتحدة والنظام الداخلي لمحكمة العدل الدولي، حتى انجزت مخطوطة بعنوان (نحو أمم متحدة جديدة) تناولت فيها بعض الدول التي تعرضت للحصار والعدوان، وبعد مرور سنة انجزت مخطوطة أخرى، ثم بدأت افكر بتوظيف تاريخ الحروب والحصار وما تعرضت له بلدان مثل كوبا وليبيا وفلسطين والعراق الى مادة روائية فكانت اول رواية اصدرتها عام 2005 بعنوان (عودة الميلاد).
وفي مداخلته بين الشاعر حامد الياسري ان رواية (لحن الحب والخلود) للكاتب السلطاني تناولت حقبا زمنية من تاريخ المجتمع العراقي حيث نجد شخوصها يعانون من حالات الخوف والمرض والظلم والسجون.
فيما اوضح الناقد علوان السلمان ان الكاتب في هذه الرواية اعتمد المشهدية المرتبطة بالواقع في سياق فكري يكشف عن براءة ينعدم فيها الراوي. مشيراً الى ان السرد فيها ينفرد بواقعية تسجيلية تتسم بالحركية البعيدة عن الفنية، وهي تعانق سرداً تاريخياً توثيقياً بدأ من سومر وتأسيس الحضارة في وادي الرافدين وحتى الحروب الأخيرة.