اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البرلمان يضع تسعيرة للنساء!!

البرلمان يضع تسعيرة للنساء!!

نشر في: 31 مايو, 2015: 09:01 م

لو أن العراقيين الذين انتظروا الخلاص من دكتاتورية نظام صدام، أدركوا أن الأمور ستنتهي بهم إلى دولة تشجع قانون "الفصلية" و"الدية" العشائرية ولو أنهم تصوروا أن تضحياتهم وسنوات العنف والإرهاب وعقود الظلم ستنتهي بالبلاد إلى أن يحكمها رجال يريدون أن يعيدونا إلى عصر الحريم والجواري، وأن التغيير الذي حلم به الملايين سينتهي إلى كائنات تعشش في عقولها خرافات القرون الوسطى..ترى ماذا سيكون قرارهم؟.
لعل السؤال الذي يشغل العراقيين اليوم، هل يمكن أن يتخيل أحد، أن المسؤولين والساسة هم الذين يصرون على جرنا الى الوراء، بحجة ان المراة ناقصة عقل ودين، من سوء طالعنا جميعا أن تتحول مؤسسات الدولة إلى ملكيات خاصة يمارس فيها المسؤول سلطة الأب الشرعي فيجيز هذا ويمنع ذاك، اليوم الكثير من سياسيينا يريدون دفع المجتمع إلى حفرة يغطون عليها بعقدهم وامزجتهم الشخصية.
اكتب هذه الكلمات وأمامي خبر كوميدي أتحفنا به عدد من السادة المسؤولين الذين يتوهمون أنهم يتحدثون بلسان الشعب، ففي لفتة "حضارية" اخبرنا عضو مجلس محافظة البصرة مجيب الحساني ان الخلاف العشائري الذي حدث بين عشيرتين في المحافظة تم حله بعد اجتماع شيوخ العشائر للفصل في الخلاف، مبينا ان "النزاع حل بدفع دية مقدارها 650 مليون دينار بالاضافة الى ثلاث نساء (فصليات)".
ولان السيد حساني رجل "متحضر" و " حقاني " فقد كان منزعجا من الاعلام "الخبيث" الذي ضخم عدد النساء اللواتي تم الاتفاق عليهم كديّة في اجتماع العشيرتين ، فالاتفاق يا سادة تم على ثلاث نساء " فصليات" فقط لا غير وليس كما حاول الاعلام العميل ان يشيع ان الأمر تجاوز العشرات من "الفصليات".
ولكي تكتمل فصول المهزلة، فقد اخبرنا النائب " المدني حد العظم " رشيد الياسري من ان " العمل بالعرف أمر معتمد بين العشائر لكن موضوعة الـ(فصليّة) يتم التعامل معها على اساس تقدير مبلغ من المال ينوب عنها واضعا سعرا للمراة العراقية حسب نظريته "هو مبلغ الثلاثة ملايين الذي تدفعه العشيرة عوضا عن المرأة في الديات".
هكذا إذن فنسوة العراق مطالبات بأن يقدمن الشكر للسيد النائب، الذي سعى الى إنقاذهن من "الفصل العشائري ، وفتح أمامهن نوافذ المستقبل الوردي الذي سينتظرهن لو تم دفع الثلاث ملايين وهي قيمة التسعيرة البرلمانية التي وضعت للمراة العراقية.
‎ ظلت الناس تأمل بسياسيين يعلون مبدأ المواطنة والدولة المدنية، شعارهم القانون أولا وأخيرا، لكنهم وجدوا أمامهم عقلية سياسية تتعامل مع الجميع باعتبارهم رعايا للاحزاب وللعشائر وللطائفة ، كانت الناس تأمل بسياسيين يخرجون البلاد من عصر الفساد والتخلف إلى عصر الحريات والعدالة الاجتماعية؟ فوجدوا أمامهم ساسة ومسؤولين يريدون إعادة البلاد إلى زمن القرون الوسطى وعهود الظلام وقانون "الدية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ابو سجاد

    كيف نقارن بين هذه العقلية العربيةالمسلمة وبين الغرب الكافر كما يدعون

  2. ام رشا

    تصور يا أستاذ علي داعش يبيع النساء من جهة والعشائر تبيع من جهة أخرى والجهتين تضع لهم قيمة مادية كأي سلعة ومع الأسف هل يليق هذا بالمرأة العراقية المرأة الصابرة الصامدة والصامتة مضرب المثل في التضحية ونكران الذات ..الا يكفيها مانالت من الآلام والاحزان وال

  3. كمال يلدو

    شكرا لقلمك ايها المبدع. يقينا انك تنزع عنهم (لباس العفة) المزور الذي يظهرون به امام المواطن، وتكشفه زيف الوانهم وثقافتهم وماضيهم ايضا. شكرا لك، وعسى ان يأتي يوم وتستفيق فيه الناس النائمة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram