TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نعم: انهم "اكفّاء"!

نعم: انهم "اكفّاء"!

نشر في: 1 يونيو, 2015: 09:01 م

في واحدة من لقاءاته التلفزيونية اعترض وزير الخارجية على استعمال كلمة "اكفّاء" بتشديد الفاء وطالب المذيع بتغييرها الى "اكفاء" من غير تشديد. حجته ان الأولى تعني فاقدي البصر والثانية تعني أصحاب الكفاءة والقدرة. انه على حق من الناحية اللغوية رغم اني لا أرى ضيرا في استعمالها على قاعدة "خطأ شائع خير من صواب ضائع". تبقى في كل الأحوال "لزمة" ناجحة من الجعفري الذي تشغله اللغة والالفاظ أكثر من الأفعال دائما.
لو كنت مكان المقدم في تلك اللحظة، وقد تمنيت ذلك بالفعل، لقلت له اشكرك لأنك اختصرت علي الطريق وكشفت لي سر هذا الخراب الذي يعم العراق. نعم لقد تسلط على العراق واقداره "اكفّاء" لا بالبصر، بل بالبصيرة وقواعد إدارة شؤون الدولة.
وكنت سأبدأ من وزارته أولا حيث الأقربون، في البرنامج، أولى بالمعروف. تفضل يا سيادة الوزير واعرض لنا عدد الاكفَاء وليس "الاكفّاء". اقصد هنا ما الذي قدموه للعراق بالفعل لا بالقول؟ كم دولة جديدة كسبوا للعراق صداقتها بحيث اذا شتمتنا دولة ما او وزير خارجيتها سيقولون لها قفي عند حدّك؟ ثم اثبت لنا انهم لم يتعينوا بفعل انتمائهم لهذه الطائفة او تلك، او لهذا الحزب او ذاك، او ليس بفعل قرابتهم من فلاّن وعلاّن.
ثم لنأخذ المعيار ذاته ونطبقه على كل الوزارات والدرجات الخاصة وزواغير الخضراء. ان لم تجد نسبة "الأكفّاء" فيهم تزيد عن 95% أو أكثر، فتعال عاتبنا او حاسبنا او حاكمنا. لو لم تتعاقب علينا حكومات "الأكفّاء" يا حضرة الوزير لتبلطت شوارعنا وانتعشت مدارسنا وجامعاتنا وأخضرت أرضنا وفاضت نهراننا بالخير. ووالله لما استجدى أطفالنا بالطرقات وعاش جمع من أهلنا في بيوت التنك وقسم من ناسنا يتنفسون بفضل ما تتكرم به عليهم المزابل.
وقبل هذا وذاك، لما شفطت الميزانيات الملياراتية شفطا ولما ضاع ثلث العراق بأراضيه ومدنه هبة للدواعش. ولما كانت هناك مجزرة سبايكر ولا الصقلاوية ولا غيرهما من المجازر.
ولولا "الاكفّاء" لما ضاعت فرصة "سحب الثقة" التي وربك لو لم يفشلوها لكان العراق غير الذي تراه اليوم مقطعا محتلا ودمعته في طرف عينه: بس يرمش اتطيح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اثير

    من سخرية القدر أن يتبأو منصب وزير الخارجية شخصية كارتونية متمنطقة وفي ظروف هي أحلك الظروف الصعبة التي مرت على العراقيين رحمة الله على الباشا لو يكعد من قبره ويشوف ماذا حل بوزارة الخارجية التي كان يتبؤها خيرة سياسي القادة العراقيين وأدهاهم ذكاء وكياسة وسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram