رحلة منتخبنا الوطني في طريق التأهل الى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الامارات أُريد لها ان تبدأ من زاخو في مباراة استعراضية كمحطة تجميع وتهيئة اللاعبين المحليين ومن ثم التوجه الى اليابان لخوض مباراة وديه مع الساموراي يوم 11 الشهر الحالي.
الخطوة الاولى ومع تحفظنا الكبير عليها كان يمكن تجاوزها بعد ان تعذر حضور جُل اللاعبين الاساسيين من المحترفين ما يعني اضافة جديدة غير مبررة يمكن ان تنعكس بالسلب على تحضير الأسود وربما تعرض البعض للإصابة وخاصة انها لن تضيف أية فائدة فنية سواء على الأداء العام أو على الخطط التكتيكية، بل انها ستشكل عبئاً وارهاقاً على اللاعبين ممن كانوا يعانون من كثرة المباريات في الآونة الأخيرة و بدلاً من ذلك نجعل المدة الزمنية قبل موعد مباراة اليابان فترة استرخاء واستشفاء وتحضير فني بحت لحين اكتمال التشكيلة التي ستخوض المباريات المقبلة.
قرار الاتحاد الدولي الأخير بإيقاف نشاط الاتحاد الاندونيسي نتيجة التدخل الحكومي في إدارة شؤونه وبالتالي إلغاء جميع مبارياته في المجموعة ستفرض حسابات جديدة على الملاك الفني تتمثل بالتركيز على حسم المواجهة مع الأكثر ترشيحاً وهم تايلاند وفيتنام لضمان التأهل بعيداً عن أية احتمالات معقدة بعد أن كان المنتخب الاندونيسي يمثل منافساً يمكن ان يؤثر في نتائج الفرق الأخرى ويعطي مساحة اكبر للمنافسة على بطاقة التأهل.
إن من الخطأ تصوّر البعض أن مسيرة المنتخب ستكون مفروشة بالورود وان بطاقة التأهل في متناول اليــد وخاصة ان المنتخب التايلاندي قدم مباراة كبيرة امام نظيره الفيتنامي وحصد أول ثلاث نقاط له ، وبالتالي فإن سقف طموحه بدأ بالتصاعد إلا ان ترويضه والفرق الأخرى ليس صعباً طالما ان ادوات عملنا والتخطيط المبرمج واختيار اسلوب التعامل كانت على مستوى عالٍ من الدقة والجدية في جميع المباريات التي سنخوضها في التصفيات.
الاتحاد ومعه الملاك التدريبي مطالب ان تكون أجندته التحضيرية اكثر علمية بما يخدم تجاوز مرحلة المجموعات بثبات عالٍ من دون تلكؤ واستغلال يوم (فيفا) في اقامة المباريات الودية مع منتخبات يمكن ان ترفع من جاهزية المنتخب فنياً وبدنياً وتديم زخم التواصل والانسجام بينهم من دون الركون الى ضعف فرق مجموعتنا التي سنواجهها أو التعكز على طول المدة بين مباراة وأخرى.
ولعل مطالبة المدرب أكرم احمد سلمان باستغلال فرصة تواجد جميع اللاعبين لتأمين مباراة مع أحد المنتخبات يوم 16 حزيران بدلاً من مباراة اندونيسيا الملغية بادرة وخطوة تستحق الثناء وتؤكد حرص الملاك التدريبي على مواصلة الاستعداد بهمة عالية وخط تصاعدي يؤمّن الجاهزية القصوى ويرتقي بالأداء بعيداً عن الخمول أو التراخي الذي طالما كان يصيب منتخباتنا نتيجة سوء التقدير وعشوائية العمل التي كانت تهمل عاملي الوقت والتحضير المناسب.
نقول: المرحلة القادمة ستشهد ظهور أسود الرافدين بعقلية وتكتيك ملاكه الفني بما يتناسب وحجم المهمة وهو ما يتطلب تكاتف الجميع من جهات رسمية ووسائل أعلام وجماهير في استيعاب محطات الإخفاق والنجاح التي ستواجه المنتخب بروحية الدعم والتوجيه والتقويم والابتعاد عن التسرع في التسقيط والنقد الهدام وصولاً الى ترصين خطواته والمحافظة على تماسكه والنهوض بكل عوامل التحفيز والمساندة من اجل اجتياز العقبات والتمسك بصورة البطل الواثق نحو تحقيق طموحات التأهل ضمن كبـار آسـيا.
الأسود وزخم الاستعداد
[post-views]
نشر في: 2 يونيو, 2015: 09:01 م