لا أدري كيف وقع إيميلي الخاص بيد المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية إياد علاوي. فلا يمر يوم، واحيانا لا تمر ساعة، دون رسالة إلكترونية بالعربية تتبعها أخرى تترجمها للإنجليزية. شيء طبيعي وجيد ويفرح أيضا ان يفكر "السيد النائب" بإيصال اخباره "التازة" للناس مباشرة.
كثير من رسائل مكتب علاوي تأتيني تحت عنوان "عاجل". والعاجل عند اهل العلم بالخبر وفنونه يعني مهم جدا. أي انك لو كنت تأكل سترمي لقمتك وتهرع نحوه. وقد يكون "العاجل" خيرا او شرا. إما تستقبله بـ "يا الله" او بـ "يا ساتر". أليس كذلك يا زملاء أم انني غلطان؟ أقسم انني في اكثر من مرة توقعت ان "العاجل" سيقول لنا: ان الرجل استقال لأنه اكتشف بان الرقعة صغيرة والفتق الكبير. وان ما وعدنا به من أحلام اصطدم بصخور المحاصصة والطائفية والجهل المزمن.
تفضلوا معي وهاكم "عاجلا" من مكتب إياد علاوي اخترته عشوائيا: "الدكتور إياد علاوي نائب رئيس الجمهورية خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت: التحدي الكبير للتطرف والارهاب امر واضح، ويجب تبني ستراتيجيات واضحة تدعم الجهد العسكري والاستخباراتي للقضاء على تنظيم داعش".
زين اذا كان الأمر واضحا فما الحاجة للخبر وللإيميل وللعاجل؟ وبعدين، مَن منا لا يعرف المعلومة التي طار بها هذا "العاجل" المستعجل ليوزعها علينا؟
ثم، وهذا بيت القصيد كما يبدو، ان الخبر ذيّل بتنبيه كتب بحروف كبيرة كي لا يفوت من يشكو ضعفا في نظره: "ألان على الهواء مباشرتنا على التلفزيون الاردني وقناة التغير الفضائية". استنسخته لكم كما هو بأخطائه الاملائية. المطلوب منا اذن: اركضوا شوفوه. طبعا حضرة النائب او سيادته "يخرب" عالتلفزيون. مو مشكلة. فأغلب "النواب" هكذا. يموتون على الظهور التلفزيوني. ربما سولة او العلم عند الرب. لكن المشكلة هي ان دكتورنا لا يعرف حتى كيف يختار لمكتبه الاعلامي من يجيد اللغة على الأقل. "مباشرتنا" يا أبا حمزة؟ فهل من لا يعرف الفرق بين "مباشرة" و "مباشرتنا" سيعرف معنى "العاجل" ومعنى صياغة الخبر؟ ارجو ان لا يكون جوابك هذه المرة أيضا: والله ما أعرف!