اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مقدمة ابن خلدون في الانبطاح

مقدمة ابن خلدون في الانبطاح

نشر في: 2 يونيو, 2015: 09:01 م

فات ساستنا ومسؤولينا "الافاضل" وهم يحققون الانتصار تلو الانتصار في مجال نهب ثروات البلاد، والاستحواذ على مؤسسات الدولة والتوسع بالفرقة والطائفية، أن يقروأ كتابا صغيرا لمواطنهم "البغدادي" علي الوردي اسمه "وعاظ السلاطين"، ففي هذا الكتاب سيجدون كما وجدنا نحن قراء هذا العلامة حكايتنا جميعا مع مندوبي الطائفية الذين يعتقدون أن الحــلَّ في أزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل، كل منها تبحث عن مظلوميتها.. المهم أن يجد الشيعي خلاصه في مطاردة السُنّي، وأن يرى السُنّي سعادته في تحقير الشيعي وشتمه والانتقاص منه.. هذه هي العقلية التي ترفض أن نتساوى جميعا في المواطنة.. عقلية تعادي ما ليس يشبهها..
علي الوردي يخبرنا ان "الهدف من كتاب وعاظ السلاطين هو تصوير ماذا ستفعل حكايات الطائفية لو أصبحت جزءاً من حياة الناس اليومية.. كنت في ذلك الحين مأخوذا بابن خلدون ومقدمته العظيمة والتي حاولت ان اجد فيها اجابات عن اسئلة كانت تؤرقني ولعل اهمها لماذا نصر على العيش في الماضي؟".
أرجو من ساستنا ايضا أن يقلدو السيد مارك زوكربرغ مؤسس فيسبوك الذي اخبرنا امس أنه سيبدأ في قراءة مقدمة ابن خلدون، ليكتشفوا كيف أن مهمة السياسي هي أن "لا يُسخّر الناس بغير حق، ويجعل مقاديرهم طوع رغباته وشهواته".
حين كتب ابن خلدون مقدمته، أراد أن يقف بوجه مظاهر التخلف التي تحيط بالمسؤول، ألم يحذرنا من أن الغباء والسلطة عندما تتحدان في رجل واحد، فإن هذا دليل على انهيار العمران؟.. ولهذا سعى إلى أن يحذرنا في ثنايا كتاباته من أن نتحول إلى جزء لا يتجزأ من غباء خطاب الطائفية والانتهازية.
لعلنا نتذكر جميعا المقابلات التي كان يجريها مشعان الجبوري في قناة الجزيرة وكيف انه ذات يوم صرخ ولطم مطالبا بانقاذ سنة العراق، وشاهدناه في زيه "الخاكي" من خلال قناة الزوراء يعزي الامة الاسلامية بشهداء القاعدة، وشغلنا السيد ابو يزن، ليس بالأخبار والمقابلات فقط وانما بالمصطلحات الرنانة التي كان يطلقها على كل من يشارك في الحكومة او يدخل البرلمان، السيد مشعان بشحمه ولحمه، اصبح وبقدرة قادر مناصرا لآل البيت وحاميا للشيعة، كيف لا اعرف، فانا مثلكم منذ ان ظهر مصطلح "الانبطاح" انشغلت مثل جميع العراقيين بالبحث عن معاني هذه المفردة في القواميس، وكلما وردت الكلمة على لسان نائبة "منفعلة" اسأل كم وصل عدد الانبطاحيين في هذه البلاد؟، فقد كادت هذه الكلمة ان تعمم على المناهج الدراسية وتتحول الى احدث "كليب" لولا الخوف من حقوق الملكية الفكرية.
هل تريدون الجواب على سؤال كنت قد طرحته في مقال سابق عن انتشار الغباء السياسي؟ الجواب ببساطة: لأنه لا أحد من ساستنا يقرأ.
يكتب علي الوردي: "في أزمنة القحط يظهر من يعتقد انه قادر الضحك على عقول البسطاء".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    الانتهازيون دائما تراهم في الصف الأول مع الطبقه الحاكمه-----------لدا كان السيد مشعان الجبورى من انصار صدام حسين---------عندما سقط صدام اصطف مشعان الجبورى وراء السيد رئيس الوزراء السابق نورى كامل المالكى واصبح عضو الدعوة السيد نورى كامل المالكى وعضو البع

  2. ابو اثير

    أؤيد ما كتبه الزميل د عادل من أن السيد المالكي جمع حوله عندما أستحوذ على السلطة شلة من المنافقين والنفعيين وألأنتهازيين من كل الكتل السياسية المنتخبة زورا في مجلس النواب وكانوا هم سابقا وفي النظام الصدامي السابق مقربين من النظام ومنتفعين منه ألم يصرح مشعا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram