١—٢
في ايام السأم، أهرع لألبوم الصور، او أقلب أوراقا قديمة، استرجع بها سويعات ادري — يقينا — انها لن تعود.
في واحدة من تلك الهنيهات، وجدتني انتقي مجلدا قديما لالف باء. ونسخا من جريدة الجمهورية.
يا للحزن الكظيم، وانا اقلب الأوراق التي أضحت “صفراء“ من سوء الخزن وتقلب الفصول، احملها بحنان ام تحمل وليدها، اهدهد مناغاتها الحميمة تتردد في مسمعي كعزف موسيقى.
ألف باء… يا ذاك الالق الطافح بالمسرات والأوجاع. يا نكهة الطلع في مواسم القداح.
بعد تأميم الصحافة، وإلغاء صحف القطاع الخاص. تم توزيع المحررين عشوائيا - كطشار الواهلية - على صحف ما دعي حينها بـ (المؤسسة العامة للصحافة). كان حظي -بعد العمل سنوات في جريدة المنار لصاحبها الصحفي البا رع المرحوم عبد العزيز بركات - ان أكون ضمن كادر جريدة جديدة إسمها المواطن. قفزت منها للكتابة في مجلة الف باء، وباشرت الكتابة في جريدة الجمهورية للعمل بالقطعة (إصطلاح صحفي)
في الطابق الثاني من بناية المؤسسة. كنت اتوجس خيفة من إمكانية رفض ما دبجته من نحت حروف وجمل لساعات من ليلة منصرمة…. بوجل خفي، ادلف غرفة سكرتير التحرير - هادي الأنصاري . عين رئيس التحرير- المرحوم سعد قاسم حمودي -، ويده الضاربة .
لا يفارقني وجلي من رفض المقال، اناوله الورقة المكتوبة بنبض الروح، الصادحة بهموم الناس، واتوقع تعليقه الذي صار عندي كلازمة النشيد:
- ها خو ما إندكيتي بالتيل؟؟!
يقصد إن كان بالحلقة انتقاد لموقف اوتعريض بمرفق رسمي، اونقد لممارسة حكومية، او إشارة اوتلميح لخلل او خطل. وكنت - غالبا - اتحاشي النقاش او التبرير او حتى الجدال، فالنقاش مع السكرتير، بلا طائل كمناقشة (السفسطائيين) حول جنس الملائكة: أذكور هم، ام هن اناث؟؟
كنت ادرك تماما حدة مقص السكرتير ودوره الرقابي المقنن وإنصياعه الأعمى لتعليمات الإدارة وتوجيهات رئيس التحرير والتي من اولوياتها: اكتبوا ما شئتم، بشرط الجودة: ان (لا يضر، ولا ينفع).!!
يتبع …
إزميل في الذاكرة
[post-views]
نشر في: 3 يونيو, 2015: 09:01 م