كل يوم لا أجد أمامي غير أسئلة طرحتها منذ أشهر وما زالت بلا إجابات، كل يوم وانا اتابع كوميديا بعض القنوات الفضائية، وكوميديا الهجوم على الجيش العراقي الذي يصر البعض على جعله نسخة كاربونية من مجلس القبائل والعشائر، وكوميديا المصالحة الوطنية التي طالما يبشرنا القائمون عليها أمس بأنها لا تزال مستدامة والحمد لله، وكوميديا الخطب الحماسية التي تطلقها الزعيمة عالية نصيف بين كل وجبة طعام واخرى، وكوميديا صالح المطلك الذي ينسى احيانا انه نائب لرئيس مجلس الوزراء.
اتابع وانا اسأل لماذا يتصرف البعض وكأنهم غزاة لبلاد احتلوها؟ وان العراقيين مجرد اسرى عليهم ان يدفعوا الجزية معتقدين أن تحقير الآخر والقضاء عليه أولوية تتجاوز ملفات الخدمات والإصلاح السياسي والانفلات الأمني؟ ولماذا يصر القائمون على بعض القنوات الفضائية على ان نعيش معهم أجواء كوميديا سياسية ساذجة تقوم على محاولة اختراع عدو وهمي وتصدير أوهام للناس البسطاء من أن العالم كله متورط في مؤامرة خارجية لإسقاط النموذج الثوري في العراق ومحاصرته وإجهاض هذه التجربة الديمقراطية الرائدة في المنطقة؟.. كلام وخطب وشعارات اقرب إلى الهلوسة منها الى السياسة، برامج أصبحت مخيفة ومرعبة، كذب شديد، قسوة بالغة، اجتراء على القانون، احتيال على الناس لأتفه الأسباب، استهانة بالحياة، انتهاك لحرمات الآخرين، لا عقل ولا قلب ولا ضمير.
الأمثلة كثيرة، وبعض القنوات تفزعنا كل يوم ببرامج يشيب لها العقل، فهذا المجتمع الذي نريد له جميعنا الأمن والطمأنينة والسلام وكراهية العنف والدماء، بدأت تغزوه برامج طائفية، خطيرة الشيء اللافت فيها هو الاستهانة بالبلاد، وبالنسيج الاجتماعي.
قنوات يسيطر عليها سياسيون يسعون إلى تحويل الشاشات إلى منصة ومنبر لخطاب أحادي وكاره، لا تبادل للمعرفة، ولا نقدها عبر الفرجة، الصورة في هذه القنوات ليست فضاء يتشارك فيه المتفرج، لكنها منصة لخطاب يسمح لهم بإهدار دم كل من يختلف معهم بالرأي.
لقد تحولت من قبل حياة العراقيين بفضل قنوات التحريض مثل الجزيرة إلى كوابيس ثقيلة يشاهدونها ليلاً، وتؤرقهم نهاراً وتقتل في نفوسهم الأمل والتفاؤل، ولهذا نجد اليوم بعض القنوات المحرضة على الطائفية تلعب على نفس الأسطوانة، حين تصر أن العراق لن ينفع معه أي تغيير، وان الحل في عودة عقارب الساعة الى ما قبل لحظة تولي العبادي رئاسة الوزراء.
الاستهانة بالجيش أصبحت هي الظاهرة الجديدة والمميزة في برامج هذه القنوات، لا أحد يريد لهذا الجيش ان يستعيد عافيته، وكثير من القنوات أصبحت أداة استفزاز وتحريض، و القانون لا يأخذ مجراه، والعدالة بطيئة جداً.
قنوات تحرض على الطائفية من أجل السلطة والنفوذ، وفي الوقت نفسه تلقي الخطب والشعارات حول النزاهة والوحدة الوطنية ومصلحة البلد. والحقيقة أن العراق بالنسبة لهم ليس سوى أكياس اموال وتحريض طائفي لا مثيل لقبحه..
ليس بـ"آفاق وأخواتها" تبنى الأوطان
[post-views]
نشر في: 3 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
صح كلامك فعلاً هؤلاء الصعاليك في المنطقة الخضراوية يتصرفون كأنهم غزاة والشعب العراقي كلهم اسرى عندهم ؟! فعلاً هذا المشهد وهذا هو المخطط المراد وإلا هل هي صدفة ان ترى معظم المتسلطين على راس الشعب العراقي كلهم يحملون جناسي الغزاة من رئيس الجمهورية ونوابه ور
د عادل على
لو راجعنا تاريخ حزب البعث العربى الاشتراكى نرى بدايه هدا الحزب كانت في لبنان وسوريا --ميشيل عفلق واكرم الحورانى الغوا احزابهم ليكونوا حزب البعث------ماهى فلسفة هدا الحزب؟؟؟ مثلما كان يعتبر هتلر المانيا فوق الجميع كان عفلق يؤمن بالرساله الخالدة لامة يعرب و