نهائي أوروبي مثير حقاً يشهده الملعب "الأولمبي" في العاصمة الألمانية برلين اليوم السبت حيث من المتوقع ان يكون حافلاً بالمزيد من المفاجآت التي يأمل عشاق فريقي برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي ان تكون إيجابية لحسم لقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم الملتهب بكل فصوله.
هناك حقائق لابــدَّ من المرور عليها ، فبرغم فوز يوفنتوس ببطولة الدوري الايطالي لثلاثة مواسم متتالية تحت قيادة كونتي بطريقة 3-5-2 ، لكن فشل الفريق تكتيكياً في بطولة الدوري الأوروبي لأن مراقبة بيرلو في خط الوسط مع بعض اللاعبين المؤثرين ساعد على تفكيك خطوط الفريق برغم قوتها حيث تعطلت ماكنة هجوم اليوفي وضعف التوازن بين عدد اللاعبين في الدفاع والهجوم إلا أن شجاعة مدرب اليوفنتوس ماسيميليانو أليغري الذي نجح اوروبياً بفضل تغييره للنهج التكتيكي والابتعاد عن خطة اللعب بـ3-5-2 والتحوّل الى خطة اللعب 4-4-2 بطريقة الماسة وقد نجحت أدواتها بتقديم مستوى رائع ساعده في ذلك مهارة ولياقة لاعبيه والنزعات الهجومية وتماسك وحدة الفريق ككتلة واحدة.
ففي خطة كونتي كانت مراقبة بيرلو تفكك الفريق بينما في خطة أليغري وجود بوغبا وماركيزو وأمامهم فيدال في تشكيلهم لطريقة الماسة مع الارتكاز بيرلو سيطروا على منطقة الوسط وشكلوا قدرة هجومية كبيرة مع المهاجمين تيفيز وموراتا ساعدتهم بالصعود للمباراة النهائية بعد فترة طويلة جداً منذ عام 1973 وكذلك فوزهم ببطولة الكأس بعد صيام دام 20 عاماً. ويمكن تلخيص لعب اليوفي لخطة الماسة أن كثافة خط الوسط وقوة لاعبيه الاربعة بيرلو الارتكاز وعلى جانبيه بوغبا وماركيزو، وفي الامام اللاعب فيدال القوة الهجومية الاختراقية بالعمق الهجومي ، مع تحرك بوغبا بين الخطوط وفيدال بالعمق بقوة وصلابة ، ووجود الثلاثي في خط الوسط يعوضون بيرلو في حالة مراقبته، فضلاً عن تمتع ماركيز بلياقة بدنية عالية وذكاء تكتيكي. ومن المؤشرات الفنية الاخرى هو نجاح الثنائي الامامي تيفيز وموراتا بالتحرك بالسرعة والاقتحام بالعمق وشكّل هؤلاء الثلاثة في الوسط مع المهاجمين قوة ضاربة بالعمق ، واصبح العمق في الوسط رائعاً "هجوماً ودفاعاً" .
من الملفت انه وجود خطة من دون أجنحة لن تنجح إلا بوجود قدرة هجومية للظهيرين ايفرا وليشتاين ورجوعهم وانضمامهم للعمق مع قلبي الدفاع ورجوع فيدال مع بيرلو بالعمق الدفاعي.
يبقى هناك دور كبير لبوغبا وفيدال بالمساندة الهجومية والتحرك الطولي للملاعب باختراق دفاعات الخصم .
أما فلسفة برشلونة تؤكد على اللعب الجمعي وباللمسة الهجومية والاحتفاظ بالكرة بأسلوب (التيك تاك) واللعب بالمثلثات في كل اجزاء الملعب برغم الاعتماد الكبير على مهارة وموهبة ميسي الفردية.
ستراتيجية برشلونة الهجومية واضحة من خلال الاحتفاظ بالكرة عند حيازتها بينما عند فقدانها يعمل الفريق فوراً على استعادة الحيازة والتحرك معاً للضغط على حائز الكرة المنافس ضغطاً أفقياً وعمودياً وقطرياً.
الصراع التكتيكي بين الفريقين يشير الى ان المباراة مهمة جداً ومثيرة ويراعى فيها الجانب النفسي ومراقبة الثلاثي ميسي ونيمار وسواريز لضرب شعارهم (التفاهم– التعاون – القناص)، ويجب ان يحسب حساب مهارة ميسي في التهديف والمراوغة وصناعة الاهداف، مع ضرورة التحرك اللامركزي للثلاثي والاسناد الخلفي ، ويتطلب عمل كبير للظهيرين في الهجوم وفي اللعب الضاغط .
حارسا المرمى جيدان الايطالي المخضرم بوفون والالماني لبرشلونة تيرشتيغين فدورهما في حسم النتيجة مثل دور المدربين لويس انريكي لبرشلونة وماسيميليانو أليغري مدرب يوفنتوس في حسم النتيجة ، وبرغم ان نسبة الترشيحات لفوز برشلونة بالمباراة لكنه سيواجه فريق يوفنتوس بمباراة صعبة وفريق متطور ومتوازن دفاعياً وهجومياً وبإمكانه تحقيق مفاجأة كبيرة نتمنى أن نشاهد مباراة رائعة.