على غرار البرنامج الشهير المنقرض حاليا " ما يطلبه المستمعون " استحدثت اذاعات محلية وفضائيات تابعة لاحزاب وقوى دينية برامج تعتمد اتصالات الجمهور عبر الهاتف للتعبير عن آرائهم في الكثير من القضايا والمستجدات في الساحة العراقية ، هدفها المعلن نقل ما يدور في الشارع تجاه الاحداث امام اصحاب القرار ، لكن هذه الغاية لم تتحقق ، نظرا لان المشرفين على اعداد وتقديم تلك البرامج لهم فيها مآرب اخرى بتشجيع المتصلين على اختيار الفاظ من العيار الثقيل واطلاقها ضد شخصيات سياسية ومسؤولين ، بمعنى آخر تحفيز المتصل على تشغيل منظومة الشتائم ضد شخصية سياسية تبنت موقفا لا يعجب وسيلة الاعلام الحزبية .
الكثير من الاذاعات المحلية والفضائيات تجاهلت بل ضربت عرض الحائط معايير اجراء استفتاء موضوعي لمعرفة آراء الشارع ، فهي تفضل ان يكون المتصل منتميا لفئة اجتماعية محددة ليأخذ كامل حريته في التعليق، ولا ضير من استخدام مفردات الشتم الصالحة للبث لتحقق اهداف البرنامج التفاعلية .
يبدأ البرنامج عادة بتقديم عرض للقضية مع تقرير للمراسل ثم يعلن المقدم ارقام الهواتف للمستمعين والمشاهدين مع توصية ورجاء بسماع الحوار من خلال جهاز الهاتف وليس عن طريق المذياع وجهاز التلفزيون ، قضية اليوم حضرات المستمعين او المشاهدين الكرام نتناول فيها موقف رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري بخصوص رفضه التصويت على اقالة محافظ نينوى اثيل النجيفي ، وتأثير هذا الموقف في الاستعدادات الجارية المتعلقة بتنفيذ عملية عسكرية لتحرير نينوى من سيطرة تنظيم داعش ، بعد قليل نستقبل اتصالاتكم ، ثم يختار المخرج اغنية وطنية .
المقدم : تفضل أخي انت بالجو من المتصل ؟ عبد الرضا من مدينة شعلة الصدرين ، اقول اخي العزيز ان رئيس برلماننا المحترم يريد بقاء اثيل النجيفي بمنصبه ليحتل تنظيم داعش بقية محافظات العراق ، الجبوري يجب ان يكون ممثلا للعراق وليس من حقه الدفاع عن طائفته بحجة تعرضها للاقصاء والتهميش ، طوط طوط ، للاسف انقطع الاتصال مع الاخ عبد الرضا ، ومعي اتصال آخر ، ابو سجاد من محافظة الديوانية ، المشكلة بالتحالف الوطني ، يشكل الاغلبية في البرلمان ، واعطى للآخرين مناصب في الدولة ، كيف تذهب وزارة الدفاع الى جهة تدافع عن البعثيين والصداميين والارهابيين ، يحاول المقدم ان يخفف من حدة لهجة المتصل ، كفى محاربة الشيعة اتباع آل البيت ، مقدم البرنامج يقطع الاتصال الهاتفي بعبارة شكرا لاتصالك عزيزي ابو سجاد وصلت الفكرة ، تعليقات المتصلين في اغلب الاحيان تخرج عن المألوف ، ومن توفرت له فرصة سماع بث تلك الاذاعة او مشاهدة الفضائية سيصل الى قناعة بان الساعات المقبلة ستشهد انداع حرب اهلية ، اججها خطاب اعلامي يدعي الاستقلالية والموضوعية وحماية النظام الديمقراطي من اعداء العملية السياسية .
البرامج التفاعلية للاذاعات المحلية والفضائيات وهي بالمئات بقدر عدد القوى والتنظيمات العاملة في الساحة العراقية تقدم يوميا برنامج " ما يطلبه الطائفيون" وصلت الى نتيجة طوط طوط للأسف انقطع الاتصال ، فاصل ونواصل .
فاصل طائفي
[post-views]
نشر في: 5 يونيو, 2015: 09:01 م