TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أهـــــــــل "مــكّتِـــنــــا" لا يـــــــدرون بشــعـــابــِهــــا

أهـــــــــل "مــكّتِـــنــــا" لا يـــــــدرون بشــعـــابــِهــــا

نشر في: 6 يونيو, 2015: 09:01 م

عندما توفيت أم حسين الخبّازة في بداية السبعينات كان ولدها حسين معنا في الصف الثالث الابتدائي. واحد من أذكى التلاميذ وأشطرهم. ظل هكذا حتى وصل الإعدادية مصرا على تحقيق حلم امه بأن يصبح طبيبا. تزوّج أبوه بعد عام من وفاة أمه فصار له أخوة من ابيه. كانوا يكرهونه لأن امهم تكرهه لا أكثر ولا أقل. نجح متفوقا بالفرع العلمي. كلية الطب ،غصبا عنها، قبلته في آنها. اليوم هو طبيب بارع بدرجة مستشار في احد المستشفيات الأردنية.
في آخر ايام دراسته الإعدادية كان يعمل في البناء "يِجبن" الجص ويناوش الطابوق. أما اخوته فمثل اخوة "الخضراء" دلال في دلال في دلال. يكدّ عليهم بعد ان تنزع منه أمهم ما يكسبه كشعرة من جلد خنزير كما كانت تقول.
اكثر ما آلمني في تعاملهم معه انه يوم تخرجه من الإعدادية بمعدل جاوز الـ 95% خاف ان يخبر امرأة ابيه واخوته حتى لا يكيدون له كيدا. حضر الى المقهى ولم يذهب الى بيت ابيه وصار يهمس لنا بنتيجته نحن أقرب أصدقائه ويحلّفنا ان لا نخبر أحدا. عندما سمع بالخبر صديقنا الشيوعي رحيم طار من الفرح وعزم على ان يقيم له حفلة فرح في بيته الذي يقع في قطاع ابعد من قطاعنا.
ذهبنا الى هناك فوجدنا الزينة قد علقت واخوات رحيم استقبلننا وكأنهن اخوات حسين. كان يوما فرحا أبيع المتبقي من سنيّ عمري لمن يجيئني بمثله اليوم.
الذي استوقفني بكاء حسين. ولك ليش تبجي؟ الفرح بدون اخوتي يظل ناقصا. ابكانا معه. لا أدرى لماذا حين يجتمع الفرح مع الألم تتوجع البلاعيم؟
مرة أخرى اوجعتني بلاعيمي وانا الذي كنت كما الطائر فوق الغيم من شدة الفرح بفوز فريقنا بكأس آسيا 2007. ليش؟ لان احتفال الفوز لم يكن على أرض العراق بل في الامارات وفي دبي بالتحديد. كثر الله خير الامارات لكن العريّس الذي لا يعرّس بين اهله يظل مكلوم القلب. ظننتها ستكون آخر "لوية" بلاعيم ولن يفرح العراقي بعدها الا بين اهله.
قبل أيام تعدى الألم البلاعيم ليمس الضلوع وانا أرى دبي تحتفل بتكريم مبدعنا العموداتي الكبير خالد القشطيني. من هو الأولى بهذا الاعتزاز بغداد أم دبي؟ أخالد الذي اشبع بغداد حبا وكتابة تكرمه دبي وتنساه بغداد؟ هل صار الآخرون يعرفون بشعاب مكتنا أكثر منا؟ يبدو انهم كذلك.
شكرا لحكومة دبي وتعساً لحكومتنا التي لم تنصف مبدعاً حقيقياً ولم تكسر خشم سارق او مارق الى اليوم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram