منذ ايام ونهر الفيسبوك يسبح في بركة من التعصب والطائفية، بسبب لعبة كرة قدم اراد البعض ان يحولها الى معركة شيطانية، تضعنا في قاع من العنصرية والهمجية.
المشهد الآن من صفحات الفيسبوك يردنا إلى حالة عصر الجاهلية والحرب التي اندلعت اربعة عقود بسبب مباراة حاسمة بين الحصان داحس الذي ينتمي الى عشيرة عبس، والحصان الغبراء المنتمي الى عشيرة ذبيان،
مشهد معركة داحس والغبراء، ذاته اراد له البعض ان يتكرر بسبب عصبية وجهل بعض متفرجي كرة القدم في ملعب زاخو ممن تلفظوا بكلمات لاتليق بمباراة بين فريقين عراقيين، وهو الامر الذي دفع ادارة النادي الى اصدار بيان تعتذر فيه عن الاساءة التي تسبب بها بعض الجمهور من المتعصبين لفرقهم المحلية، لكن الامر لم ينته عند هذا الحد فرمي زجاجات المياه والصراخ دفع البعض الى ان يزيد الحرائق اشتعالا بدلا من أن يحاول إطفاءها، سياسيون وجدوا فى كرة القدم ضالتهم للضحك على عقول الناس وصرفهم عن قضاياهم الحقيقية.
فى تفاصيل وجديدة للمباريات وجدنا: قنوات تليفزيونية وصحف تحشد الجموع للقتال، وليس للحديث عن مباراة كرة قدم حدثت فيها مخالفات مرفوضة طبعا، استدعاء محموم لأناشيد وأغان وطنية وكأن اصحابها يريدون تحريرنا من الاستعمار، او الانتقام لسبي النساء الايزيديات
حالة الدروشة تلبست الزعيمة حنان الفتلاوي التي طالبت بموقف موحد تجاه ما جرى في المباراة، وحديث الزعيمة الفتلاوي بالتاكيد لن يذكرنا على الفور بمأساوية الوضع فى الموصل والانبار، وكيف ان بعض نوابنا الافاضل ليس لديهم الاستعداد ولا الرغبة لمساءلة القادة الامنيين، عن ما جرى في هذه المدن.
زعيق وهتافات، وجماهير فيسبوكية تريد الثأر من رماة القناني واصحاب الهتافات، وفي النهاية المسألة كلها لا تتعدى ركلة كرة قدم. وأعتذر، لمحبي الكرة عن هذه التعابير، لكن ما حدث، بعد المباريات، لم يكن مباراة في تحليل اللعبة، بل كان مباراة في الجهل وفي الكشف عن النفوس البدائية والمريضة.
هل تستحق مباراة كرة قدم كل هذا الابتهاج الطائفي؟ هل تستحق المسألة أن يخرج علينا رئيس لجنة الرياضة والشباب البرلمانية ليهدد ويتوعد؟ أليست القضية كلها في نهاية المطاف، مباراة تنتهي باطلاق صافرة الحكم ؟
عوّدنا ساستنا الافاضل على انتشار آفة النسيان، وتبلّد المشاعر والأحاسيس، ويصرون على ان ننسى معهم أرقام الضحايا، مثلما نسِينا أرقام الأموال التي نُهبت خلال الأعوام الماضية، قُتل عشرات الآلاف وهُجّر وشُرّد الملايين، ودُمّرت مدن، إلا أن أرقامنا الرسمية لاتزال تؤكد أن العدو الحقيقي ليس في الموصل والانبار وانما في ملعب زاخو وأتمنى عليكم أن تتخيلوا فقط "50 ألف قتيل وجريح..ومليونان ونصف المليون مهجّر، وأكثر من ألفي طفل مشرّد يموتون خلال عام واحد فقط "، ثم نكتشف ان المسؤول الاول لم يكن القائد العام للقوات المسلحة، ولا الثلاثي كنبر وغيدان والغراوي، وانما جمهور أرعن في ملعب زاخو!.
الفتلاوي وتوك شو رياضي!!
[post-views]
نشر في: 6 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
لقد وجدت النائبة المهرجة الفتلاوي في ما حصل في ملعب زاخو الرياضي مادة دسمة وفرصة لا تعوض لبث سمومها وكراهيتها الطائفية نحو شريحة مهمة وفاعلة من الشعب العراقي المكون من باقة يانعة جميلة من ألأقليات والمكونات المذهبية والقومية والعرقية ... أليس هي من صاغت ن