اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > فوضى ساحة الطيران ....... إلى متى ؟

فوضى ساحة الطيران ....... إلى متى ؟

نشر في: 8 يونيو, 2015: 12:01 ص

 بغداد / قيس عيدان ... تصوير/ محمود رؤوف عشرات الأفراد من الحمايات الأمنية بمختلف الألبسة والزي العسكري ينتشرون في أرجاء ساحة الطيران التي تعجُّ بالفوضي والزحام منذ الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من اليوم ومزاجية سائقي الكيا وعربات الستوتة والعربات

 بغداد / قيس عيدان ... تصوير/ محمود رؤوف
عشرات الأفراد من الحمايات الأمنية بمختلف الألبسة والزي العسكري ينتشرون في أرجاء ساحة الطيران التي تعجُّ بالفوضي والزحام منذ الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من اليوم ومزاجية سائقي الكيا وعربات الستوتة والعربات الخشبية والحديدية اليدوية، بسطيات امتزجت في بضائعها رائحة الفواكه والخضار، والأعداد الكبيرة من المتسولين اذ تتعاون على احتضانهم أرصفة وشوارع هذه الساحة.. عيون من قلق عمال البناء تتخذ من الجانب الآخر مأوى لها، هذه الساحة لم تسلم من الاعمال الارهابية ، فقد تعرضت للعديد من تفجيرات العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وكان اغلب الضحايا فيها من الباحثين عن لقمة العيش.. هذه الساحة اصبحت فوضي معلنة امام الجميع لم تتمكن جميع الأجهزة المختصة من ضبطها.

السمك والمسؤولون
كرار عباس -56 سنة - من سكنة المنطقة، يوضح ان الساحة الواقعة في قلب العاصمة بغداد هي محطة مرور وانتظار للنقل سيما أن معظم العمال والموظفين المارين من هنا هم من مناطق مدينة الصدر والشعب والزعفرانية متوجهين الى اماكن عملهم في الشورجة والسنك والكرادة. ويضيف قائلا: علاوة على ذلك يوجد هنا المسطر الخاص بالحرفيين والعمال العاملين بالأجر اليومي . الساحة اصبحت مزعجة للمشاة والسواق بالرغم من بعض المحاولات الخاصة من قبل الأجهزة الأمنية للقضاء على المتجاوزين لكن لم تظهر اية نتيجة لهذه الحملات! ويرى كرار انه نتيجة لهذه الفوضي فقد استغل الإرهاب التجمعات ونفذ أعماله الإجرامية التى راح ضحيتها العشرات من المدنيين .
محمد جدوع، موظف فى وزارة الإعمار والإسكان، يلفت الى أن جميع عواصم العالم تتميز بأناقة الساحات العامة فيها، ومنها على سبيل المثال مدن تركيا وايران وغيرهما من البلدان، وان هذه الساحات تكون محطات انطلاق للباصات وغيرها. جدوع يصف ساحة الطيران بالكارثة، اذ ترى باعة السمك يجاورون باعة الاحذية المستعملة والفواكه، ويشير الى التوقف المفاجىء لسيارات الكيا والستوتة والمشاكل التى تحصل ما بين رجال المرور والشرطة المحلية او الاتحادية ومواكب المسؤولين التي تزيد من ارباك حركة السير في الساحة .
الالتزام بالقوانين
منذر نائل، مهندس فى إحدى الدوائر الحكومية، يرى ان الفوضى موجودة في كل مكان ولا يوجد تنظيم من قبل الجهات المختصة وإن وجد التنظيم في ساحات النقل الخاص نرى عدم التزام اصحاب السيارات بآلية العمل المعمول بها ويترك له حرية التنقل بالاضافة الى اختفاء المواقف النظامية في عموم العاصمة بغداد ما ساعد في استغلال أي ارض لجعلها موقفاً للسيارات او مكان تجمّع لأصحاب البسطيات حتى لو كانت مخصصة لقضايا اخرى، وهذا ليس موجوداً فى ساحة الطيران فقط ، بل في جميع الساحات العامة. مبينا: يبدو أن المواطن العراقي اصبح لا يهتم بالالتزام بالقوانين والأنظمة ومثال على ذلك نرى فى كل دقيقة مشاجرة ما بين اصحاب السيارات ورجال المرور !
واضاف نائل: يبدو أن الحريصين على هذا البلد قليلون جداً ، فكل القضايا مترابطة مع بعضها مثل غلق الشوارع وفوضى المجاري ومشكلة الكهرباء والاختناقات المرورية بسبب السيطرات كل هذا جميعا ساعد على جعل السير في شوارع بغداد والساحات العامة لا يسير بالشكل الطبيعي .
رفع التجاوزات
مصدر في دائرة الإعلام والعلاقات في أمانة بغداد قال إن الامانة والدوائر البلدية قامت بالتنسيق مع دوائر الحراسات والأمن في بغداد للقيام بحملة واسعة لرفع التجاوزات التي تعيق حركة المرور والسير اضافة الى تأثيرها على جمالية العاصمة. المصدر أوضح ان هناك معاناة كبيرة جداً لمنتسبي الامانة في هذا الجانب بسبب ما يقوم به اصحاب البسطيات من رمي النفايات وتركها على ارصفة الشوارع، ما يُضاعف من مسؤولية الامانة التي عليها يقع واجب رفعها، وهي في هذه الحالة تقوم بترحيل المتجاوزين من المكان. وهناك قوانين وانظمة إلا ان الامانة لا تستطيع تنفيذها نظراً لأن المتجاوزين يرفعون بسطياتهم حال حضور دوريات الامانة ويتلقون مساندة من الدور السكنية القريبة والمحال التجارية التي تتستر عليهم. موضحاً :ان الامانة دأبت على شن الحملات على التجاوزات لاسيما التي تؤثر على نظافة وجمالية العاصمة وأهمها التجاوزات على الشوارع الرئيسة من قبل اصحاب البسطيات والعربات الجوالة.
غرامات مالية
الدائرة القانونية في أمانة بغداد تشير الى الاجرءات القانونية بحق المتجاوزين ،فهناك غرامات مالية تصل الى (500)الف دينار على الذين يمتنعون عن ازالة تجاوزاتهم بعد انتهاء مدة الإنذار الرسمي الذي يوجه لهم بموجب القرار (296) المعدل والذي خوّل الامانة صلاحية متابعة الظواهر السلبية التي تشوّه منظر العاصمة بغداد. واوضحت ان حملات إزالة التجاوزات لن تقف عند التجاوزات الصغيرة بل تشمل ساحات ومعارض بيع السيارات والمباني والدور غير القانونية على الاملاك العامة موكدة أن الحملة ترمي بالدرجة الأولى إلى المحافظة على جمالية مدينة بغداد.
ارتباك وفوضى لا مثيل لهما، مع زحام عشوائي للسيارات وعربات متعددة الانواع والاحجام، وكأنك في مدينة على الحدود وليس في قلب عاصمة شغلت الدنيا. النفايات في كل مكان بعضها يتشكل في هيئة تــل، الكتل الكونكريتية تقطع اوصال المكان، لا شيء تراه منتظما. هكذا هي ساحة الطيران قلب بغداد والموزع لحركة مرورها اليومية.
أمانة بغداد سبق ان أعلنت، من خلال ملاكات دائرة بلدية مركز الرصافة، انها تمكنت من إعادة تأهيل وتطوير ساحة الطيران بشكل كامل وبكلفة اجمالية بلغت اكثر من (114) مليون دينار بعد ان كانت تعاني من الإهمال وعدم الإهتمام لفترة طويلة .موضحة: ان عملية التأهيل شملت نصب (18) رمزاً تمثل عدد محافظات البلاد تتوسطها سارية علم إضافة الى تجهيز الساحة بخدمات الإنارة والتزيين والرصف بالمقرنصات الملونة ووضع تصميم خاص لسنادين ومزهريات زراعية من شأنها تجميل الساحة؟!
إلا ان الحال يقول غير ذلك وهذا ما اكده عبدالكريم كاظم صاحب محل ملابس مستعملة: بخصوص سارية العلم هي امامك انظر حالها وحال العلم الذي تجرّد من الوانه بسبب حرارة الأنواء الجوية. مضيفا: اما ما يخص المقرنصات والسنادين والمزهريات فتعال معي نبحث عن إحدهن!
اختناقات مرورية
منتظر حسين، منتسب في دائرة المرور العامة، يوضح أن العاصمة منذ 2003 تتفاقم الاختناقات المروية فيها يوما بعد يوم نتيجة غلق العديد من الطرق والزيادة الحاصلة فى أعداد السيارات، مضيفا: بعض الاختناقات المرورية يصعب معالجتها ما لم تتكافل وتتكاتف جهود الجميع من الوزارات المختصة مع المواطن وسائق السيارة ورجل المرور. موضحا: ان اول المعالجات اللازم اعتمادها لتطبيق القانون على الجميع في ما يخص اشارة المرور وتعليمات رجل المرور التي للاسف الشديد هناك عدم التزام العديد من اصحاب المركبات وخصوصاً مواكب المسؤولين التي تمر فى ساحة الطيران وغيرها من الساحات والتي ترى تواجد العديد من رجال المرور ونقوم بدورنا من خلال فرض غرامات وحجز المركبات لكن العدد كبير والتجاوزات اكثر مما نتوقع .
التجاوز على رجل المرور
أحد رجال المرور المتواجدين فى ساحة الطيران رفض الكشف عن اسمه اوضح أن هناك تجاوزات وضغوطاً تحصل على رجل المرور يومياً وتحديداً في ساحة الطيران نتيجة الفوضي الحاصلة وعدم التزام السواق بنظام الكراج التابع لهيئة النقل الخاص، واصحاب العربات والستوات وغيرهم من المتجاوزين ، موضحا: ان هناك حملات شارك فيها عدد من الاجهزة الامنية لغرض القضاء على هذه التجاوزات لمنعها لكنها سرعان ما تعود في اليوم التالي بذريعة (اصحاب عوائل وهذه ارزاقنا) . مستطردا: يتعرض رجال المرور الى ضغوطات كبيرة من قبل مدير المرور العام وضباط القواطع والمفارز المرورية، كما يتعرضون الى تجاوزات بين آونة واخرى من قبل بعض المسؤولين في الدولة وحماياتهم او من قبل بعض المواطنين ممن يقف خلفهم مسؤولون او اشخاص متنفذون !!

لماذا سُميت بـ(ساحة الطيران) ؟
في حزيران 1933 تأسست جمعية الطيران العراقية من قبل وزارة الدفاع لغرض تطوير الطيران والتوعية به بعد وصول الدفعة الاولى من الطيارين العراقيين من بريطانيا. وفي البداية كان مقر الجمعية في وزارة الدفاع في منطقة الباب المعظم،إلا أن الجمعية تمكنت بفضل نشاطها من جمع مبلغ مكنها من انشاء بناية خاصة بها في نيسان عام 1934 في منطقة الباب الشرقي ، وأخذ البعض يُسمي الساحة التي شُيد عليها صرح الجمعية بساحة الطيران، وقرر مجلس امانة العاصمة بجلسته المنعقدة في الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1940 تسمية الساحة المطلة عليها بناية المركز العام لجمعية الطيران بـ(ساحة الطيران).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram