٢—٢
الصحافة…
يا له من عشق مبهم يستعصي على التفسير ، يبتلي به البعض ، دون سابق تصميم . لا ينطفئ أواره ، ولا تخمد شعلته إلا بانطفاء الانفاس ولا ينحسر مده رغم جسام العقبات
اعود أفض بعض تلافيف الذاكرة لأودعها في كتاب يضم ومضات من محطات خيبتي ونوالي ( قد) يرى النور يوما ، وقد يصحبني- بصمت - لمثواي الأخير.
………..
حين أسلم سكرتير التحرير موضوع الغد ، اختلس النظر إليه ، واقرأ قسمات وجهه ككتاب مفتوح .. حين تربد سحنته ويكفهر وجهه ، اتوقع شرا ! وأحسب حسابا للرفض وصوته الأجش يقرع في مسمعي :: ماكو مواضيع إلا النفط ؟؟ او ، :: مالنا ووزارة الخارجية ؟ ؟ حينها ،أتوارى خلف خيبتي و امد يدي - صاغرة - نحو حقيبتي ، وأستل موضوعا بديلا كنت قد كتبته تحسبا للرفض !!! موضوع منمق لا يضر ولا ينفع !
أما إذا انفرجت اساريره ، فذاك يعني الرضا ونوال القبول - ويعني أيضا- ضمان تسلّم المكافأة كاملة — ثلاثة دنانير شهريا — ( احتفظ بوصل لم اًصرفه تعففا واحتجاجا )
أحيانا ،، ينهض السكرتير ، وطي اصابعه الوريقات ، وأدري إنه في طريقه لغرفة رئيس التحرير ، ليستأذنه بنشر حلقة يمكن تفسيرها بوجهين . فلا لوم ولا عتاب .
…….. كنا — جمهرة الصحفيين حد النخاع — نكتب عن تشجير الشوارع بالنخيل ، بدل الكالبتوس ، فتستجيب أمانة بغداد على التو ، وتشفع الاستجابة بكتاب شكر رسمي ، امتنانا . ونكتب عن تقصير ادارة ( إصلاحية الأحداث ) ، او عن الخروق في عملية الإصلاح الزراعي ، او عن الهدر في هذا المرفق اوذاك ،، فلا يكاد يجف حبر الصحيفة ، حتى يواتينا جواب ما ،،،
بحنين خفي ، أستعيد ذكرى تلك الأيام — ولا أدعي خلوها من طعم العسل المر .. ….
اليوم ابعث بالموضوع ( للمدى ) فلا اخشى رفضا ولا حذفا ولا إضافة … إنما غدت الخشية مضاعفة :: ان لا أحد يقرأ ، ولا أحد يستجيب ، ولا أحد يخاف مما ينشر ، مستظلين بمظلة المحاصصة البغيضة…… وكأن الصحفي يحرث في أرض سبخة ، او يرمي شباك الصيد في البرية ،، ويتوقع ان يعلق في الشبكة بعض سمك !
مهماز الذاكرة .
[post-views]
نشر في: 7 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
سيدتي الفاضلة ... لايهم من يقرأ أو من ينفذ أو يتواصل من المسؤلين الحكوميين ... المهم أن تبقى سطور كلمات كاتبة عراقية نجيبة ومخلصة لوطنها أولا ولقلمها ثانيا هل تصدقين يا سيدتي الكاتبة أنني ومعي الملايين من الشعب العراقي يشعرون بالزهو والفخر لمواصلتك الكتاب