عندما وقف الرئيس المصري امام الالمان، وبجانبه المستشارة الألمانية، ليقول لهم انه "لولا مصر وشعبها الذي خرج بالملايين لمكافحة الفاشية الدينية في 30 حزيران لكان للمنطقة شأن آخر"، كان صادقا ودقيقا أيضا. حقا لضاعت مصر كما ضاع العراق اليوم.
كل الفاشيات، دينية كانت ام علمانية، مثل العقرب لا دواء لها غير "الدك". التباطؤ في سحقها سيكلف الامة التي تساهلت مع بوادر ظهورها بحورا من الدم وخرابا في عقول الناس يجعلهم يسفكون دماءهم بأيديهم وهم لا يشعرون.
قدر العراق انه خرج من فاشية البعث ليسقط في حفرة الفاشية الطائفية الأشد خرابا من الفاشية الدينية. انها ثقافة تملي على الناس مفاهيم ابسطها ان يسمى الجبان شجاعا والفاشل "مختارا" والعاقل منبطحا. اما أخطر وأبشع ما فيها فإنها تأتيك بجاهل يفرض عليك قبوله بحجة الانتخابات او الاستحقاق الانتخابي، بحسب لغته.
من الظلم القول ان العراقيين رضخوا للفاشية الطائفية حين كشفت عن وجهها الأسود. لقد خرجوا في 25 شباط عام 2011 لكنهم وللأسف لم يتهيأ لهم جيش مثل جيش مصر ولا قائد مثل السيسي. كما ان الاعلام العراقي خذلهم، أيضا، إذ كانت تقوده ثلة ممن يسمّون أنفسهم مثقفين او صحفيين شوهد بعضهم في صف قوات الأمن ومع "العشائر" التي جاء بها الحاكم الفاشي لقمع المتظاهرين ضد الطائفية بالعكل والعصيّ.
كانت حجة الاعلام الرسمي في الدفاع عن السلطان الفاشي أنه مع خيار الشعب. أي لأن الشعب منح الحاكم أكثر الأصوات. من قال ان الذي ينتخبه أكثر الناس سيكون حاكما صالحا؟ ألم يكن مرسي قد حصد الملايين منها؟ العاقل الذي لم تتمكن الفاشية الطائفية من عقله يقف عند السبب الذي جعل هذا الشخص او ذاك يفوز انتخابيا.
خذوا صدام حسين قبل مرسي وقبل المالكي وارجعوا الى ما حصل عليه من عدد الأصوات. لماذا لم نحترمها او نعترف بها؟ أليس لأننا نعلم جيدا انها جاءت بفعل الخوف؟ وما الفرق بين الخوف والطائفية كسبب؟
كل من أسهم في افشال مظاهرة ساحة التحرير في 25 شباط يجب ان يكون مصيره اليوم كمصير مرسي وقادة حزبه. فلولا أولئك الفاشيون الذين قمعوا نهضة العراقيين الأولى بوجه الفاشية الطائفية لما كثر اليوم لبس السواد عند نسائنا. ولما كانت هناك سبايكر ولا حتى داعش من الأصل. وما كنا بحاجة حتى الى أبناء الحشد الشعبي الذين يضحون اليوم بدمائهم الطاهرة ويتركون امهاتهم وآباءهم بطرك الدموع والحسرات.
الفاشية الطائفية
[post-views]
نشر في: 7 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
د عادل على
الطائفيه ليست منحصرة على العراق فقط-------جارتنا العربيه السعوديه كانت ولازالت قاسيه مع شيعة شرق السعوديه حيث ابار النفط والحملات الطائفيه على النجف الاشرف وكربلاء الحسين عليه السلام من قبل الطائفيين السعوديين والدين يسمون بالوهابيين أظهرت الوجه الدموى
ابو اثير
لا توجد بضاعة في تأريخنا وحاضرنا ومنذ آلاف السنين مزدهرة كبضاعة الدين ... لذلك تقدمة شعوب الغرب نحو الرفاهية والصناعة والزراعة والتكنولوجية عندما أختارت شعار الدين لله والوطن للجميع ... أعطيني مثالا واحدا على الدول التي أخذت الدين هدفا ومنهاجا لها ونجح
ابو سدير
والله كلامك ذهب استاذ هاشم وعلى الراس لكن سيبقون الطائفيون هم القادة مادام هناك جيش طائفي ايضا لايساند قائدا على غرار السيسي وسنبقى نعاني ولا ارى ضوءا في نهاية النفق ...واحسرتاه على عراقنا الذي ضاع واضاعنا معه ومن الظلم ان يحيا فاشلا سموه مختارا وطائفي من
عبد الباسط الراشد
اتفق مع دكتور ان الاحزاب الدينية تستخدم الدين مطية للوصول الى السلطة وانها اقصائية بطبعها وطائفية وعنصرية, لكن السيسي لم يكن صادقا يوما وهو ايضا استخدم الارهاب والفاشية في قتل الالاف ليس لمصلحة مصر انما للسلطة ايضا, ومقارنة الانتخابات التي فاز بها الاخوان