تذكرني إجراءات اتحاد السلة بإقالة المشرف الاسباني على المنتخب الوطني على خلفية الهزائم المدوّية الاخيرة بما كان يتخذ من أوامر وفرمانات إبان العصر العثماني التركي التي درسناها بمادة التاريخ حيث كان يعمد سلاطين الحقبة تلك الى إلقاء أية تبعات بالفشل في أي مفصل من مفاصل الدولة والجيش وجميع القطاعات الى أقرب الولاة ويعصبون جميع اسباب الفشل برأسه ويسوّقونها الى الرأي العام بأن الوالي المعني هو سبب كل الكوارث والنكبات على ان يلتزم حق الصمت ويرحل الى ولاية مجهولة !
هذا ما عمل به اتحاد السلة لتدارك الحديث عن الاخفاق المريب في بطولة غرب آسيا المؤهلة الى بطولة آسيا والخسارات الرباعية التي اشّرت بما لا يقبل الشك والتأويل ان كرة السلة العراقية تعيش أكثر مراحلها بؤساً وتدنياً ولم يعد الشارع الرياضي يتقبل من الاتحاد الاشارة الى مباريات الدوري المنتعشة باللاعبين المحترفين واقطاب المنافسة المحلية المعروفة حيث لم يكن حال الاندية بأفضل منه لدى المنتخب ولا أعتقد إن أي اجراء سيقدم عليه الاتحاد في القريب العاجل سيتدارك الهزائم الجديدة فيه ولنكن واقعيين باننا لا نقوى على مواجهة البلدان الخليجية ايضاً قطر والسعودية والكويت ولا نفكر ابداً في مجاراة ايران او بلدان آسيا الاخرى مثل الصين وكوريا واليابان وتايلاند أو بلدان الاتحاد السوفيتي السابق واضيف الى ذلك ما يتناقله البعض من اعضاء الاتحاد حول مستقبل الناشئين والشباب والنتائج الجيدة المقدمة من منتخب الناشئين تحديداً في بطولة غرب آسيا الأخيرة وتأهله الى الأسياد ، فمنتخبات الناشئين عادة ما تبدع بعمر الزهور ان كان عمر الزهور حقيقياً ولا تشوبه شائبة وتتحدد انجازاتها بهذه الفئة فقط وتختفي الى جهة مجهولة مع تقادم الزمن بما يجبرنا ان نضع الف علامة استفهام حول مصير اللاعبين والشكوك التي تراود البعض منا حول افتضاح الاعمار الحقيقية للمنتخب بلاعبيه .
الحقيقة اننا اليوم حيث نشير الى مشكلة كرة السلة العراقية ونستعرضها بالقلم العريض بعد النتائج الهزيلة في غرب آسيا وهي متوقعة لابد ان نذكر بانها مشكلة مستنسخة لأخواتها كرة اليد والطائرة وربما كانت اتعس منها كثيراً حيث سجلت كرة اليد مستويات قياسية في فارق الهزائم ولم تعرف طائرتنا التحليق ابداً وكأننا في كوكب آخر واشفق على اتحاد الطائرة الجديد بتركته الثقيلة وكمّ المشاكل الهائل الذي ينتظره من اجل ان ارتفاع الطائرة مجدداً ولو استمر بنا الحديث في عرض وتحليل النتائج والهزائم فإننا سنعرّج على الاتحادات كافة ولكن لنتحدد بالسلة والطائرة واليد ونراجع أي الحلول التي قدمت منذ عام 2008 حتى الان ؟ يوم تعهدت الاتحادات بتقديم دراسات مستفيضة عن واقع العابها وعلاجها بالسرعة الممكنة ومع انقضاء سبع سنوات على تلك التصريحات والتعهدات لم نجد في الدوري لهذه الالعاب قيمة تذكر ولم نجد للمنتخبات اية صورة تعكس ولو بادرة أمل على التطور المنشود وبقيت منتخبات الناشئين لديها مسمار جحا الذي تناور فيه وكان اعمار الناشئين جثمت على الصدور ولم تعد تعرف الحركة الى الامام.
ان ما يدفعنا لهذا الحديث وتقليب بعض صفحات الماضي هو الأسى لتاريخ له قيمة تذكر والضياع الذي نعيشه اليوم بما يلزم اللجنة الأولمبية وأية جهة ساندة اخرى المشاركة في علاج هذه الأزمة والمرض الأزلي الذي لازم الاتحادات وفرقها وعلينا ان نقارن انفسنا بالتطور الحاصل لدى دول الجوار وغرب آسيا وان نقتدي بخطوات سوريا والأردن ولبنان وفلسطين والكويت وغيرها ، مشاركة في الحلول ووضع النقاط على الحروف تريح شارعنا الرياضي وتجيب عن تساؤلات كثيرة يطرحها وأولها اذا كانت الاتحادات لم تعرف طريقها الى التطور والانجاز لماذا تستمر بعجلة القيادة وتدور في مكانها خالية من المضمون ،هل سوء حال البُنى التحتية هو السبب والحل ، هل فقدنا القاعدة الرصينة للاعبين صغار لهم القدرة على التطور ، هل انتهت ألعاب السلة واليد والطائرة لدى انديتنا ؟
يقيناً ان الاجابة على كل هذه الاسئلة المتداولة سيريحنا ويضعنا على اول الطريق وإلا فإن اجراءات إبعاد المدربين والتغني بإنجازات وهمية للناشئين والاشبال سوف تكون مستهلكة ولن تجد من يتقبلها.
السلّة وأخواتها
[post-views]
نشر في: 8 يونيو, 2015: 09:01 م