بحلول فصل الصيف تتطلع انظار العراقيين الى وزارة الكهرباء للتخلص من ارتفاع درجات الحرارة بتوفير الطاقة للتخفيف من تحمل اعباء معاناة مريرة لا تقل شأنا عن المخاوف من تمدد مسلحي تنظيم داعش في ارض محافظة الانبار .
مشكلة الكهرباء لغز عراقي فشل الراسخون في العلم بحل شفراته وطلاسمه ، مليارات الدولارت انفقت على هذا القطاع الحيوي ، ولم يشهد تحسنا ملحوظا طيلة السنوات الماضية ، وبحسب المتحدث الرسمي باسم الوزارة مصعب المدرس تم انفاق قرابة اربعين مليارا لانشاء محطات جديدة لتوليد الطاقة وتحسين شبكة التوزيع . المسؤولون الكهربائيون من فئة" ثلاثين امبيرا" حرصوا هذه الايام على الادلاء بتصريحات لا تختلف عن الوعود السابقة في زيادة ساعات التشغيل ، مع دعوة المواطنين في احياء العاصمة بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية الخاضعة لسيطرة القوات الامنية ، القابعين تحت "خط الشعواط" الى الالتزام بترشيد الطاقة لتحقيق العدالة والمساواة في حصول العراقيين على قدر من الطاقة الكهربائية تخلصهم من الشعواط اليومي .
ارتفاع درجات الحرارة يعد بحسب الخبراء الاقتصاديين احد العوامل المهمة في تعطيل التنمية الاقتصادية والبشرية ، دليلهم في ذلك ان "بلدان الشعواط " تشترك بصفة التخلف واضطراب اوضاعها السياسية ، شعوبها تلجأ الى استخدام وسائل بدائية لمواجهة الارتفاع المرعب في درجات الحرارة ، فانتعشت صناعة "المهافيف" منذ العصور السومرية وحتى الدخول في القرن الحادي والعشرين ، بعض الدول ، وبحكمة قادتها وساستها اصحاب القلوب الصافية المؤمنة بالمصالح الوطنية ، تجاوزت عقبات تحقيق التنمية باعتماد برامج اقامة البنية التحتية فوفرت الخدمات الاساسية لشعوبها ، من خلال الاستعانة بشركات اجنبية ، لم تدفع للمسؤولين المحليين ملايين الدولارات مقابل الحصول على عقد تنفيذ محطة انتاج الطاقة الكهربائية او مشاريع الصرف الصحي .
تزامنا مع ارتفاع دخان الشعواط في السماء العراقية ولتفادي اندلاع تظاهرات احتجاجية للمطالبة بتحسين الخدمات ، بدأت وزارة النفط بتوزيع حصص اصحاب المولدات الاهلية من الوقود باسعار مدعومة بعد زيادة الحصة الشهرية الى الضعف ، لغرض الاسهام في سد النقص الحاصل في الطاقة الكهربائية.
اعلن وزراء الكهرباء في الحكومات المتعاقبة ، ومن تولى الاشراف على ملف الطاقة ، امكانية تصدير الفائض من الطاقة الكهربائية الى دول الجوار . اصحاب التصريح المتفائل جدا بعثوا برسالة اطمئنان للقابعين "تحت خط الشعواط" بان موعدهم مع الجنة الارضية قريب جدا ، بالتخلص نهائيا من لعنة القطع المبرمج ، بتبني توزيع الطاقة على وفق الاستحقاق الانتخابي بين احياء العاصمة ، بدءا من المنطقة الخضراء المحصنة مرورا بشعلة الصدرين الى العشوائيات المنتشرة في اطراف بغداد.
مشكلة الكهرباء في العراق يمكن ان تتحول الى فتيل لاشعال ازمة سياسية ، هذه الفرضية تؤكد صحة ما ذهب اليه خبراء الاقتصاد بان ارتفاع درجات الحرارة يعد احد عوامل التخلف ، وترسيخ الشعواط .