اجهدت أقلامنا وهي تسطـِّر الكثير من الملاحظات والنصائح من اجل النهوض بالواقع الكروي العراقي فنيا واداريا..وكان سيل ما كتب وقيل يذهب الى حيث غرف الأرشيف من دون ان يحظى بنظرة تمعن وتدبّر من قبل القائمين على شؤون الكرة يظهر حرصهم على استيعاب كل اشارة او مقترح يمكن ان يُشكل اضافة تخدم أداءهم وتجعل لمعنى التضامن والتواصل حيزاً كبيراً في عملية البناء الحقيقي لكرة قدم متطورة .
مباراة اليابان الودية التي ستقام غداً على ملعب نيسان كانت من المفروض ان تكون بروفة اخيرة قبل مواجهة منتخب اندونسيا ضمن رحلة تصفيات كاس العالم 2018 وكاس اسيا 2019 قبل ان يتم الغاؤها بعد ايقاف نشاط الاتحاد الاندونسي من قبل الاتحاد الدولي..هذه المباراة تم تحديد موعد لها قبل اكثر من شهر وبالتالي فان اجراءات وتوقيتات جمع اللاعبين كان من المفروض ان تدخل ضمن حسابات الاتحاد والملاك التدريبي وصولا الى الاستفادة من المعسكر الذي يسبق المباراة لتهيئة المنتخب والظهور بأداء فني عالٍ يرسل اشارة صريحة بجهوزية اُسودنا للدخول في المنافسات القارية.
المعسكر التدريبي القصير ظهرت عليه علامات الفشل حسابيا ومنطقيا برغم التصريحات ومساحة التفاؤل بعد ان فقد القائمون له عناصر واُسس الارتقاء به والاستفادة منه بدنيا وتكتيكيا حينما هربت من بين أيديهم الحلول واُجبروا على القبول باسلوب (جمع اللاعبين بالتقطير) وخاصة ممن يشكلون العمود الفقري للمنتخب مع اخطاء سبقتها تمثلت في زج الفريق بمباراة استعراضية غير ضرورية ادت الى اصابة لاعبين أساسسين تعذر عليهم مرافقة الوفد اضافة الى اغفال عامل الإجهاد البدني في رحلة طويلة متعبة استمرت ساعات من التنقل والانتظار ما اضطرت الملاك التدريبي الى التركيز على تمارين الاستشفاء وهو ما يعني ان عنصر الانسجام والتطبيق المثالي لمفردات الخطط التكتيكية ستصاب بالضعف لضيق الوقت وعدم اكتمال وصول جميع اللاعبين الى المعسكر بالشكل الصحيح.
مباراة اليابان وإن كانت تدخل ضمن اللقاءات الودية الا انها تشكل اهميية كبيرة في تأكيد علو كعب الكرة العراقية بتاريخها وحاضرها وهي كذلك ستكون تحت انظار ومتابعة دول آسيا لما يمثله المنتخبان من ثقل على الساحة الكروية في القارة الصفراء، لذلك فان المسؤولية والحرص تفرض ان يظهر اُسود الرافدين بمستوى يليق بمكانتهم التي أشادت بها وسائل الإعلام اليابانية كثيرا وهي تتوقع ان تشهد المباراة إثارة وتنافساً وخاصة بعد ان عانى المنتخب الياباني كثيرا امام منتخبنا في آخر لقاء جمعهما ضمن نهائيات كاس آسيا 2015 قبل ان يحسمه بهدف وحيد جاء من ركلة جزاء.
إن ما جرى من اخطاء تنظيمية لمعسكر اليابان لابد ان يكون درساً يُضاف الى سلسلة طويلة من الاخفاقات الادارية التي تسببت في النيل من امكانية اعداد المنتخبات الوطنية بالطريقة المثالية وتسببت في ارباك عملية الإعداد والتجهيز.. وما نتمناه أن لا تمر تلك الاشكاليات مرور الكرام من دون وقفة ودراسة تضمن تصحيح كل السياقات والحسابات الضيقة ومحاولة الخروج من دائرة التمني اوالركون الى تحفيز اللاعبين واخطاء الحكام او ضربات الحظ في اقتناص الانجازات.وصولا الى اعتماد التخطيط الدقيق المسبق كنظام تعتمده كل اتحادات العالم المتطلعة نحو النجاح والتطور.
نقول: الجماهير الكروية تنتظر من ابناء اكرم سلمان تقديم عرض كروي مشرف برغم كل الظروف الصعبة التي رافقت رحلة الاستعداد لمواجهة الكمبيوتر الياباني وهي تضع ثقتها المطلقة برؤية اللاعبين في قمة أدائهم يكون رسالة اطمئنان على الخطوة الاولى نحو التهيؤ الجدي لتحقيق طموح التنافس لانتزاع احدى بطاقات التأهل الى نهائيات كاس العالم المقبلة إن شـاء الله.
اليابان ومعسكرنا التعبان!
[post-views]
نشر في: 9 يونيو, 2015: 09:01 م