مرور عام كامل على نكبة حزيران العراقية بسيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى لم يحفز الساسة العراقيين المشاركين في الحكومة الحالية على بلورة موقف موحد لمواجهة خطر التهديد الارهابي ، اللجنة التحقيقية المشكلة لمعرفة اسباب سقوط الموصل لم تنجز تقريرها النهائي ، لعرضه امام البرلمان ، بعد ان استجوبت قادة عسكريين ومسؤولين محليين ، لكنها كما يبدو لم تتوصل الى رأس الخيط ، فضاعت "الشليلة" توزعت اطراف خيوطها بين دهاليز مظلمة وغرف مغلقة ، اللجنة بحاجة الى المزيد من الوقت ، خصوصا انها اعلنت توجيه اسئلة تحريرية لرئيس الحكومة السابقة نوي المالكي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة ، ففي زمن حكمه حصلت النكبة ، والى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، ورئيس البرلمان السابق اسامة النجيفي ، للاجابة على اسئلة تساعد اللجنة التحقيقية في تشخيص المسؤولين المقصرين بمعنى اخر ، من يقف وراء " أم المصائب العراقية " .
سقوط الموصل فتح ابواب جهنم على العراقيين ، من تداعيات الحدث نزوح الملايين من مناطق سكنهم ، اعداد كبيرة من المدنيين او منتسبي القوات المسلحة والمتطوعين سقطوا قتلى وجرحى اثناء تنفيذ العمليات العسكرية ، مدن بالكامل تحولت الى خراب ، التهديد مستمر ، فصول الماسأة تعرض بمشاهد رعب يومية ، فيما يحرص الساسة على اطلاق تصريحات متفائلة ، باطلالة يومية عبر شاشات فضائياتهم تعرض زياراتهم الى مخيمات النازحين واشرافهم المباشر على توزيع الثلج بين الاسر النازحة.
نينوى ومدن اخرى في محافظتي الابنار وصلاح الدين تحت سيطرة داعش ، الحكومة منشغلة بالازمة المالية والامنية ، تدعو التحالف الدولي لشن المزيد من الغارات الجوية لاستهداف معاقل تنظيم داعش ، ومجلس النواب منح لاعضائه حق التمتع بعطلتهم التشريعية ، والكتل النيابية هي الاخرى منشغلة بترتيب اوضاعها الداخلية ، التحالف الوطني الحاكم مازال يبحث عن آليات انجاز "المأسسة" بطريقة الدكتور ابراهيم الجعفري لتحقيق معجزة اختيار رئيس التحالف ، وقادة اتحاد القوى العراقية يعقدون اجتماعاتهم لاختيار المرشحين لشغل مناصب الهيئات المستقلة ، محافظ نينوى المقال من منصبه اثيل النجيفي ، بادر بخطوة استباقية قبل حلول الذكرى الاولى لسقوط محافظته فنظم استعراضا عسكريا ، ليبعث برسالة الى الولايات المتحدة وتركيا ودول عربية تفيد بانه المرشح الوحيد لنيل لقب بطل التحرير وليخسأ الخاسئون في اشارة الى من صوت ضده في البرلمان وجرده من لقب رئيس جمهورية نينوى .
للمطربة الراحلة وحيدة خليل اغنية توجه فيها سؤالا الى من قابلها بالصدود فكان سببا في معاناتها : (منين ابديلك واسولف قصتي حظي جابك حتى تسلب راحتي) العراقيون اليوم وتزامنا مع مرور عام على" أم المصائب " ليسوا بحاجة الى معرفة نتائج اللجنة التحقيقية ، فهم على اطلاع كامل بخفايا الامور ، لكنهم بلا حول ولا قوة ، ينتظرون صحوة الضمير السياسي لمحاسبة من كان سببا في نكبتهم على طريقة المرحومة وحيدة خليل ، انت اسباب الاذية .
أم المصائب
[post-views]
نشر في: 9 يونيو, 2015: 09:01 م