قصيدة "المجرشة" المنسوبة للملا عبود الكرخي، أحن لقراءتها بين حين وآخر. وان كنت قد كتبت عنها غير مرة لكني ما أعدت قراءتها الا ووجدت فيها معنى او درسا جديدا. ليلة اول البارحة التي جاءت بالذكرى الأولى لنكسة الموصل، دفعتني لا شعوريا صوب تلك القصيدة الخالدة.
كل نكسة غالبا ما تكون نتيجة لسبب او أسباب ما. ولا يمكن محو آثار النكسات او النكبات دون تشخيص أسبابها أولا. ثم العمل على قطع دابر تلك الأسباب ومن كان يقف وراءها من دون مجاملة او محاباة، ثانيا. عكس ذلك ستتوالى الانتكاسات كما حدث في سنجار بعد الموصل مباشرة، او كما حلت النكسة الثانية في الرمادي قبل أيام.
صاحبة "المجرشة" كانت أيضا تعرف سبب بؤسها وتعاستها: انها "المجرشة". وكانت تدرك ان الحل في ان تكسرها وتلعن أبو راعيها. ليش ما سوتها؟ يبدو انها لا تمتلك الشجاعة. والنتيجة؟ ظلت كما هي مظلومة منكسرة تندب حظها العاثر الى يوم يبعثون. ان الرمادي ما كانت ستحتلها داعش وتنكبنا بها مرة أخرى لو كنا قد كسرنا "مجرشة" نكسة الموصل. الذي ضيع الموصل ليس الجيش العراقي انما قيادته الحمقاء. ولم يتبرع بها أهلها للدواعش كما يروج البعض بل سلمها لهم أصحاب العقول الطائفية الرعناء من الطرفين. ولأن أيا من هؤلاء لم ينل جزاءه ولم يسحل من ياخته الى قفص الاتهام انتكسنا بالرمادي.
ستظل أيها الشعب العراقي تعاني الى الأبد اذا ظننت انك بدماء ابنائك الأبرياء، فقط، ستغسل عار النكسات. عليك ان لا تقلد اختك صاحبة "المجرشة" في قولها: ساعة واكسر المجرشة ... والعن أبو اليجرش بعد
حظــي يا هالوادم نــــزل ... والجايفه حظها سعد
سلمت امري وسكتت ... للي وعدني ابهالوعد
نصبر على الدنيا غصب ... للّحد ونباريها
هذا جلد للذات يزيد المظلوم قهرا والمتغطرس جهلا وطغيانا. انه العجز بعينه الذي لو استمر فسنخرج من نكسة لنقع بانكس منها.
قم واكسر "مجرشة" النكسات والعن أبو السواها، ثم ارمها هي واصحابها في مزبلة التاريخ لتعيش في بلد خال من النكسات والنكبات.
اكسروا "مجرشة" نكسة الموصل
[post-views]
نشر في: 10 يونيو, 2015: 09:01 م