البارحة جمعتني طاولة ممتعة مع كاتبة مصرية وأخرى عراقية، وضمت أيضا مخرجين سينمائيين سوري ومصري. لم تحظ السياسة ولا الحرب بنصيب يذكر انما كانت الحصة الكبرى للحديث عن نصابين احياء يعيشون بيننا ونعرفهم هم وضحاياهم حق المعرفة.
اكتشفت ان لكل منا قصة، او واقعة ان احببتم، مع واحد من أولئك النصابين او أكثر. يفترض ان المنصوب عليه يحزن، لكننا كنا نضحك ونستمتع شأننا شأن أي ضحية تأنس بذكر جلادها.
دار الحديث عن الأسباب او الدوافع التي تدعو الانسان للنصب على أخيه او اخته الإنسانة. استعنت برأي لكاتب يصف النصابين بأنهم "خليط من المنتفعين وحسني النية والمرضى النفسيين"
سألني المخرج المصري بالعراقي: شلون يعني؟ انك تجيد العراقية يا صاحبي. لم يجبني بل غنى لي اغنية لسعدي الحلي دون أي لكنة. والله حسبته عراقيا نصب عليّ بادعائه انه مصري. رد على الصديق السوري لا يمعود انه مصري ومن محافظة المنيا.
المهم ان هذا الصديق السوري مر على ذكر اسم نصاب من أبناء جلدتي، أضافت الكاتبة العراقية اسما آخر أيضا منا وفينا. شيء كما الغيرة هزني لأنني ما وددت ان يكون ابطال جلستنا نصابين، فقلت لها بصراحة انه منتحل وليس نصاب. بأجمعهم ردوا عليّ: وشنو الفرق؟ بصراحة صرت اجيبها منّا ووديها منّاك وما ضبطت. أخيرا تراجعت وقلت لهم نعم انه نصاب لكنه من النوع الذي يبحث عن "هدف بحري كبير" ونحن بحمد الله ليس فينا من هو كذلك.
كاد المصري ان يسقط عن كرسيه من شدة الضحك. اعجبه الوصف جدا وصار يردده كما "المزة". اقسم علي ان اشرح له سر التسمية.
يا صاحبي، ان الأصل فيها جاء من سخرية العراقيين بالبيانات العسكرية العراقية ايام الحرب مع ايران. كان النطاق العسكري، في ايامها، يكثر من ترديد "وقد اصابت طائراتنا هدفا بحريا كبيرا ثم عادت لقواعدها سالمة" يابا شنو هذا الهدف؟ بس الله يدري.
من غرائب الصدف اني وجدته يستعمل للسخرية أيضا في بريطانيا يتداوله بعض من المثقفين العراقيين القاطنين في منطقة "ايلنج". اول مَن سمعته منه كان صديقنا الراحل شريف الربيعي. وما المقصود؟ هو ان هناك نوع من النساء أو الرجال يصطاد الزناكين او الزنكينات بحجة الزواج او بناء العلاقات الغرامية. فقد يكون الهدف البحري الكبير ارملة او مطلقة او عانسا تمتلك عقارا حتى وان كان شقة مثلا. وربما يكون بالنسبة للمرأة النصابة رجل اعمال بلغ من العمر عتيّا: صيدة دسمة.
هنا لم تضحك زميلتنا العراقية بل تحسرت. ها خير؟ الآن عرفت سر خراب العراق: لقد وجده النصابون فعلا هدفا بحريا كبيرا فأغرقوه.
هدف بحري كبير
[post-views]
نشر في: 12 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
لماذا نسمح لهؤلاء ن يصطادوننا يااستاذ هاشم لأننا سمحنا لانفسنا ان نكون أهدافا سهلة امامهم فالعيب فينا قبل ان يكون العيب فيهم فالعراقي أستاذ في الكلام اما بالفعل يكون اول المتنصلين وهذه هي ازدواجية الشخصية العراقية كما حللها الأستاذ الراحل علي الوردي