اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > صحة وعافية > الثقافة الشعبية ومضار الجو الحار

الثقافة الشعبية ومضار الجو الحار

نشر في: 14 يونيو, 2015: 12:01 ص

عرضت بصورة مبسطة عبر مقالات رؤية علمية عن الجو الحار وتأثير الشمس الحارقة على الانسان. وكيفية التأقلم وعوامل الاختطار المحلية. وذكرت سلسلة من المعاناة التي تتعلق بالجو الحار بدءاً بالشنج العضلي ومروراً بالاعياء الحراري والغشي وضربة الشمس. وهناك معانا

عرضت بصورة مبسطة عبر مقالات رؤية علمية عن الجو الحار وتأثير الشمس الحارقة على الانسان. وكيفية التأقلم وعوامل الاختطار المحلية. وذكرت سلسلة من المعاناة التي تتعلق بالجو الحار بدءاً بالشنج العضلي ومروراً بالاعياء الحراري والغشي وضربة الشمس. وهناك معاناة اخرى لم اذكرها وهي تأثير الجو الحار على الجلد لا سيما تسببه بالحصف.

وارغب في هذه المقالة أن اعرض اختلاف وجهات نظر ثقافة المجتمع الشعبية التي كثيراً ما تتعارض مع المفاهيم الطبية التي يعتقد بها الطبيب ويطبقها في ممارسته العملية. يعكس مفهوم اضرار الحر واثره على الانسان البسيط وجسمه البون الشاسع بين التفسير الشعبي للمعاناة والمفاهيم الطبية الحديثة، وسأتطرق إلى بعض الممارسات التي يعد اليها المريض حينما يعاني من التشنج أو الاعياء الحراري خصوصاً. تعد اعراض الاعياء الحراري اعراضاً شائعة وقد تصيب معظم العاملين بالجو الحار في العراق لعدم وجود ثقافة صحية تزودهم بأسس الوقاية من الجو الحار. وغالباً ما تكون اعراض الجو الحار عامة ولا يمكن ربطها بجهاز معين كالصداع والنحول والانهاك وفقدان الشهية والغثيان وآلام العضلات والخفقان وغيرها. فالمفاهيم الشعبية تربط الصداع مع الضغط فإذا عانى المريض من الصداع يقال له ان ضغطك قد ارتفع. وينصحون المريض بالحجامة، وإذا انخفض الضغط يعطون المريض المغذي عن طريق الوريد. وكلاهما خطأ علمي فاضح يؤشر مدى انحدار ثقافة المجتمع الصحية. وطبقاً لهذه المفاهيم انتشرت اماكن الحجامة في الاوساط الشعبية انتشاراً لافتاً للنظر، وحينما تتكلم عن هذه الممارسة تُعارض أيما معارضة لتداخلها مع المفاهيم الدينية السائدة. وأما المغذيات الوريدية فاصبحت تعطى في البيوت ولا يحتاج المريض للذهاب الى المستشفى، وهذه ممارسة طبية خاطئة أيضاً. إذ ان فتح وريد وادخال قثطرة صغيرة فيه ستؤدي الى حدوث مضاعفات, وبقاء الوريد مفتوحاً إلى الخارج من دون رعاية طبية محكمة قد يؤدي الى دخول الجراثيم فيه مباشرة ما يتسبب باخماج وانتان دموية تنتشر في جميع انحاء الجسم عن طريق الدم وقد تودي بحياة الانسان. ويشخص الصداع الناتج عن الاعياء الحراري بالتيفو وهو مصطلح شعبي يشير إلى الصداع وينصح المريض باجراء فحص الويدال. والويدال فحص ليس له قيمة علمية تُذكر وقد شطب من الكتب العلمية. أما في مجتمعنا العراقي فإن التيفو يصعد إلى 320 ويهبط إلى 160 ويستمر لأعوام كثيرة ويعاود على الشخص كل سنة ولعدة سنوات. وهذه مغالطة علمية كبيرة. ويعالج شعبياً علاجاً مضحكا ويتلخص العلاج بكي الرأس بطرق غريبة. ومن البحث والتقصي فقد يشير مفهوم التيفو إلى مرض التيفوس الذي ينقل عن طريق القمل سابقاً حين كان منتشراً في الازمنة الغابرة. وبقى على شكل مفهوم شعبي مؤثر في الممارسة الطبية الشعبية العراقية. أما التيفو الذي يفهمه الطبيب والذي انحسر ايضا من المجتمع العراقي بسبب محطات الآرو لتنقية المياه المنتشرة بعد 2003 هو حمى التايفوئيد. وهي عصيات السالمونيلا التي تصيب الامعاء الدقيقة وتؤدي إلى نوع خاص من الحمى والصداع واعراض محددة يتمكن الطبيب من تشخيصها وعلاجها بصورة كفوءة. ويكتسب المريض بعدها مناعة جيدة ونادرا ما يصاب به مرة أخرى. ولأن طيف المعاناة المرتبطة بالجو الحار كثيرة ومتنوعة وغير مترابطة وعامة كالصداع والغثيان والنحول والانهاك حتى تصل إلى الكآبة لذلك هنالك تشخيصات شعبية لا تمت للطب بصلة. كالحسد والعين والجن وما إلى ذلك من خزعبلات يستفيد منها المشعوذون وممارسوا الطب غير المؤهلين لأن اغلب الاعراض تخف وتتحسن عند اخذ قسط من الراحة وتناول السوائل والعصائر.
وأما لماذا يسلك المجمتع العراقي سلوكا بعيداً عن الطب فأعتقد أن ذلك بسبب الهوة الشاسعة بين الأطباء ومجتمعهم. والعقبة الكؤود التي تحول بين الاطباء والمجتمع هي اللغة. فعلى الأطباء إن أرادوا أن يكونوا مؤثرين في مجتمعهم, عليهم استخدام لغة بسيطة يفهمها المجتمع والتعاون معه لرفع مستوى الثقافة الشعبية الطبية. ليطبق اجراءات الوقاية الصحية من الجو الحار وكما يقال "درهم وقاية خير من قنطار علاج".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تناول هذه الأطعمة بكثرة سيجعلك تعاني الصداع

تناول هذه الأطعمة بكثرة سيجعلك تعاني الصداع

معظم آلام الرأس التي يعانيها الإنسان هي آلام الرأس التوترية، وبالنسبة لبعض الأشخاص، فإن الأجواء المثقلة مثلاً بدخان السكائر أو بالعطور القوية، قد تسبّب لهم صداع الرأس، أما عند آخرين، فإن التوتر المفرط وقلة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram