أغلب، بل كل، الذين يعترضون علينا حين نكتب، او نقول، بان العراق يمر اليوم بأسوأ مما كان عليه في زمن صدام، يردون علينا بأن ذلك اجحاف وظلم. هذا اذا لم يتهموننا بالترويج للبعث او القاعدة او حتى داعش. حجتهم ان العراق صار "ديمقراطيا" والذين يحكموننا اليوم أتوا عن طريق الانتخابات. نعم انا معهم انها انتخابات لكنها "محاصصة". والمحاصصة تضع الوطن موضع "الفصلية". أتعرفونها؟ حسنا، انها تلك التي تدفعها العشيرة ثمنا لطيش أو سفالة احد افرادها. أحيانا يكون الثمن أكثر من فصلية واحدة وقد يصل الى 40 أو 50 كما سمعنا قبل أيام عن احدى حوادث الفصل "العظيمة" بالبصرة.
العشيرة التي تتسلم "الفصلية" او "الفصليات" توزعهن كزوجات على رجالها. وهنا يختارون أتعسهم وأكسلهم وفي الأغلب يزوجوهن لمن قدماه مدندلتان بالقبر. الهدف هو الانتقام من عشيرة "الفصلية" واذلالها. هكذا هي المحاصصة بالضبط. تتسلم الكتلة او بالأحرى "الطائفة" الفائزة المناصب الكبيرة وتعطيها لمن ما كان سيحصل على وظيفة "فرّاش" لو كان الامر بحسب الكفاءة. مع احترامي "للفراشين" طبعا.
كان في زمن صدام برلمان. لكن مهمته كانت تنفيذ ما يريده الدكتاتور مع تصفيق وتطبيل. واليوم لدينا برلمان أيضا. لكنه عاطل عن العمل من حيث مصالح الناس والوطن. المحاصصة الطائفية جعلته "حديدة عن الطنطل". بقاؤه من عدمه واحد. شغلته الوحيدة ان يوزع "الفصليات" حسب الهوى الطائفي ثم ينتظر رأس الشهر ليقبض المقسوم.
خذوا لجنة التحقيق في سقوط الموصل. من فيهم اهل للتحقيق والفهم بأمور العسكر معا؟ احسبوهم ستجدونهم عُيّنوا حسب المحاصصة. والنتيجة؟ تروح السنة ترد السنة والموصل بيد داعش؟ الموصل تسقط خلال ساعات واللجنة "الموقرة" لحد اللحظة لم تطلع الشعب حتى على سير تحقيقات أسباب سقوطها.
يفترض ان البرلمان شغلته الأساس التشريع والمراقبة. لكن ان يتخذ دور المحقق والقاضي وفي أمور مست سيادة البلد واحتلال ثلث أراضيه، فهذه سابقة لم يسبقه فيها برلمان عالمي ولا محلي في الضحك على الناس.
وبما انها تجرأت علينا بهذه الطريقة واخفت عنّا ما لا يحق لها اخفاؤه كمواطنين، سأقول لأعضائها: اضحكوا على أنفسكم أفضل. ان أسباب هذا التعطيل الطويل في كشف النتائج ليس لأنكم مخلصون ولا لأنكم جادون. الحقيقة انكم لا تبحثون عن أسباب السقوط فهذه نعرفها تماما ونعرف الرأس الذي دبّرها. انكم يا حضرات أطلتم بالتحقيق بسبب انكم تبحثون عن اعذار ومبررات لتبرئة المتهم الأول والرئيس في القضية. وشتّان شتّان بين من يبحث عن الاعذار الكاذبة وبين الباحث عن الأسباب الحقيقية للسقوط. لا حل الا في حلّ لجنة هؤلاء الضاحكين علينا وتحويل القضية الى ساحة قضاء نزيه يدير محاكمتها على الهواء الحر.
سقوط الموصل والبحث عن الأعذار
[post-views]
نشر في: 13 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
من المعيب في مجلس النواب العراقي أن يكون رئيس اللجنة ألأمنية في المجلس المذكور شخصية عليها علامات أستفهام وقضايا وملفات قضائية مركونة لا يتقرب منها أي قاضي للنظر فيها أضافة الى أنه خضع منذ مدة الى ألأيقاف من قبل رئيس تنظيمه وأحيل الى التحقيق ألا أنه خرج س