تجري وقائع مسرحية "حفلة سمر من أجل 5 حزيران" التي كتبها السوري سعد الله ونوس في مكان ينتظر فيه الناس ان يخبرهم احد عن ما جرى ولماذا هزمت الجيوش؟ وقد اراد لها مؤلفها الراحل ان يجعلها حفلة سمر لمداواة اثر الهزيمة والترفيه عن المنكوبين.
في تلك الحفلة كان يفترض أن تقدم مسرحية للجمهور ، الا اننا نكتشف ان المؤلف قد اختفى ، وان النص المسرحي لم يكتمل بعد، فيسارع المخرج الى اختراع احداث جديدة واستبدال تواريخ معينة، اي شيء من اجل ملء الفراغ، ولايهم ان تتحول النكبة الى حفلة استعراضية، او مجموعة حكايات تروي احداث من الخيال، حكاية بعد اخرى ميزتها الوحيدة انها لا تقدم أيّ شيء ، يلقي ولو بصيصا من الضوء على تلك الهزيمة.
منذ ان ابتلعت عصابات داعش الموصل وهناك جدل لايريد له اصحابه ان يتوقف، ليس هدفه البحث عن اسباب الهزيمة، وانما الخوض في نقاش عديم اللون والطعم والضمير عن مبررات لما حدث، خرج غيدان ليتهم كنبر ، وقال كنبر ان الغراوي السبب ، وظهر سعدون الدليمي مبتسما للفضائيات يعلن اننا لم ننهزم بعد، فيما الغراوي اطلق لحيته وتدروش، احاديث وحفلات سمر لاتنقطع ، كان آخرها ما خرج به "فخامة " نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي لينبهنا الى أن "الحديث عن قضية سقوط الموصل لا يزال لم يلامس الحقائق بعمقها وبقي الجميع يتخبط بالأطراف ولم يدخلوا بعمق التشخيص والتدقيق".
اذن المالكي يريد منا ان نصدّق ان هناك محاولة للتشخيص والتدقيق، وقد اخبرنا في حديثه امس ان "الذي يهرب من المعركة خائن وجبان وحكمه عسكريا هو الإعدام ومن يتلقى الأوامر العسكرية من سلسلة قادته يعتبر متمردا وحكمه معروف".
نائب رئيس الجمهورية يقدم نفسه اخيرا باعتباره خارج المسألة، فلم يكن هو القائد العام للقوات المسلحة يوم تبخرت الموصل ، ولم يصدر اوامر للجيش بالانسحاب الشامل، ولهذا نرجوا منه ان يتذكر وهو يتحدث عن إخفاق الجيش وفشله، أن من وضع البلاد في هذا المأزق الحرج، هو القائد العام للقوات المسلحة ومقربوه، لاغيرهم، فهم بغطرستهم اجهضوا كل محاولة لعزل الجيش عن التدخل في السياسة، وهم وحدهم من كان يراهن على تفجير الموقف واستغلال حالة التردي الأمني.
للاسف لم يعد لدى فخامته قضايا حقيقية يطرحها، صارت القضية الاساس هي هروب الجنود والمطالبة باعدامهم، ونسي ما جرى في الانبار والحويجة وتكريت ومن بعدها الموصل، ليقف الان خطيبا يخوض معركة التنصل عن المسؤولية، ثلث العراق محتل، وثلاثة ملايين مشرد ومئات الآلاف من القتلى، وخزينة الدولة خاوية، لكن الذنب ذنب الجندي الذي وجد نفسه وحيدا محاصرا من وحوش داعش، اما نحن فعلينا ان نعرف ان السذاجة مسؤولية صاحبها فقط.
حفلة سمر من أجل 10 حزيران
[post-views]
نشر في: 13 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
د عادل على
البعثيون متعودون على الانقلابات العسكريه التي حتما كان لها مساندون ومخططون غرباء وليس من هده الأرض الطيبه-------والبعثيون يجيدون الاغتيال والمؤامرات -----وهم يتامرون الواحد ضد الاخر---دينهم وربهم جمع الألقاب-----هو شقاوة ولكن القابه تناقض حقيقته-----الفار
ابو اثير
الفاجعة ألآن وفي المستقبل ليس في طرد المحتل من العصابات التكفيرية من ثلث ألأراضي العراقية المحتلة ....وبالنهاية سوف يطردون عاجلا أم آجلا على يد الخيرين من الشعب العراقي من الجيش والحشد والبيشمركة والعشائر ولكن الطامة هي ما بعد تطهير هذه ألأراضي وعودة ألآل