في كتابه(بابلو نيرودا عاشق الحياة)، يبين آدم فينشتاين، كيف تحول نيرودا من شاعر الحب المشهور الى شاعر سياسي مشهور عالميا يتكلم عن المضطهدين والمقهورين،فقصيدته(دعني اشرح اشياء قليلة)على سبيل المثال كتبها عن الحرب الاهلية الاسبانية،مستذكرا العبارة الشهي
في كتابه(بابلو نيرودا عاشق الحياة)، يبين آدم فينشتاين، كيف تحول نيرودا من شاعر الحب المشهور الى شاعر سياسي مشهور عالميا يتكلم عن المضطهدين والمقهورين،فقصيدته(دعني اشرح اشياء قليلة)على سبيل المثال كتبها عن الحرب الاهلية الاسبانية،مستذكرا العبارة الشهيرة(تعالوا وانظروا الدم في الشوارع) كان نيرودا كما يصفه الكاتب فينشتاين شخصا مليئا بالحيوية والمرح،كريماً،اجتماعياً،انسانياً،وحتى بطلاً(من الجدير بالذكر انه ساعد 2000لاجئ من الهروب من اسبانيا ايام حكم فرانكو عام 1939 وهروبه الجريء من تشيلي عبر جبال الانديز عام 1949)رغم انه لم يكن بلا اخطاء(اعجابه المشين بستالين)
مؤخرا نشرت صحيفة الغارديان مقالا للكاتب (ادم فينشتاين) ،تناول فيه اخر مستجدات التحقيقات بقضية موت الشاعر حيث يشير ان اكتشاف نوع من البكتيريا "غير العادية" في عظام بابلو نيرودا قد فتح الباب امام إمكانية أن يكون واحدا من أعظم شعراء القرن العشرين ، قد مات مسموما في احد المستشفيات التشيلية.
وجاء هذا الاعلان من قبل فريق الطب الشرعي في اسبانيا بعد أربعة أشهر من أعلان القاضي التشيلي أن التحقيقات قد انتهت ويجب اعادة دفن جثة الشاعر.
توفي الشاعر بابلو نيرودا، الذي فاز في عام1971 بجائزة نوبل للأدب، يوم 23 أيلول عام 1973، بعد 12 يوما فقط من استيلاء الجنرال أوغستو بينوشيه على السلطة في انقلاب عسكري. السائق الشخصي للشاعر نيرودا، مانويل أرايا، تحدث الى المجلة المكسيكية( بروسيسو) في عام 2011 قائلا أن الشاعر، والذي كان عضوا لفترة طويلة في الحزب الشيوعي التشيلي، كان قد قتل عن طريق اجراء حقن لمعدته من قبل خصومه السياسيين حينما كان يرقد في المستشفى في عاصمة البلاد، سانتياغو .
أمر ماريو كاروزا، القاضي المسؤول عن القضية، باستخراج جثة نيرودا من قبره في منزله في جزيرة نيجرا، على ساحل شيلي على المحيط الهادي، في 8 نيسان 2013. وتم فحص عظامه في تشيلي،وفي ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة ،وفي مورسيا في جنوب اسبانيا، واخيرا في سويسرا. في تشرين الثاني 2013، أعلن خبراء الطب الشرعي أنها لم يجدوا أي دليل على التسمم، على الرغم من أن التحقيقات لم تنته رسميا.
وأعادت الحكومة التشيلية التحقيقات في كانون الثاني من هذا العام، وأمرت باجراء اختبارات جديدة لغرض الكشف عن بروتينات اتلفتها عوامل كيميائية، وبعد شهر واحد - وبسبب عدم وجود أي علامات للتسمم - أمر القاضي كاروزا باعادة جثة نيرودا الى قبره الواقع أمام منزله الساحلي.
ومع ذلك، فقد أعلن فريق الطب الشرعي في مورسيا انه قد وجد ثلاثة أنواع من البروتين. نوعين منها يمكن ان يكونا بسبب سرطان بروستات في مرحلة متقدمة كان نيرودا مصابا به ، ولكن مصدر البروتين الثالث، ونوع من البكتيريا العنقودية، كانا غير واضحين. وقال الدكتور أوريليو لونا، وهو عضو في فريق مورسيا: "علينا أن نكون حذرين عند فحص البيانات. في هذه اللحظة، كل الاحتمالات مفتوحة. لدي الكثير من الشك في أن ذلك يرجع إلى وجود عدوى اصيب بها خلال العلاج في المستشفى. وإما ان تكون عدوى نقلت اليه أو أنها كانت نتيجة لعوامل ذاتية كان الشاعر يحملها في داخله والتي كانت تسارع من تقليل آلية الدفاع والمناعة ناجمة عن عملية الورم السرطاني".
وأضاف الدكتور لونا أن المزيد من اختبارات الطب الشرعي سوف تظهر فيما إذا كانت البكتيريا كانت من النوع الذي يحمله معظم الأفراد كمسببات الأمراض أو ما إذا كانت البكتيريا قد تم"تعديلها لزيادة تأثيرها". وردا على سؤال عما إذا كان نيرودا قد تلقى حقنة من قبل "طرف ثالث"، أجاب الدكتور لونا: "انه احد الاحتمالات ، ولكن من أجل التوصل إلى استنتاج نهائي، يجب علينا أولا تحديد الخصائص الجينية للبكتيريا. في هذه اللحظة، نحن لا نستبعد أي احتمال ".
هناك مشكلات عديدة تواجه فريق التحقيق في مزاعم التسمم، أهمها عدم وجود سجلات طبية أو أي أدلة مقنعة يمكن الوصول وقت ما كان نيرودا في ساعاته الاخيرة في مستشفى سانتياغو. واضاف "اننا نتعامل مع العديد من الالغاز " وقال الدكتور لونا. "نحن بحاجة لجمع كل المعلومات الممكنة لنكون قادرين على إعادة تصور ما حدث في الساعات الست الاخيرة من حياة الشاعر".
أنصار نظرية التسمم يشيرون إلى أنه في 22 ايلول عام 1973، وذلك قبل وفاة نيرودا بيوم واحد، كان قد عرض عليه ممر آمن للخروج من تشيلي إلى المكسيك، حيث كان يمثل تهديدا سياسيا خطيرا للطغمة العسكرية الحاكمة في سانتياغو.و اختار الشاعر تأجيل سفره.
وقد لوحظ أيضا أن هناك خصما سياسيا آخر للنظام وهو الرئيس السابق إدواردو فري مونتالفا، توفي في نفس مستشفى سانتا ماريا كلينيك في سانتياغو، في عام 1982 بعد أن أعرب عن معارضته للدكتاتورية العسكرية. وقيل في البداية ان سبب موت فراي هو عدوى تلوث بكتيري خلال عملية جراحية روتينية، ولكن ثبت في التحقيقات التي اجريت عام 2006 أنه قد اغتيل بغاز الخردل والثاليوم.
مؤسسة نيرودا في سانتياغو تصر على أنه بعد مرورأكثر من عامين على استخراج جثة الشاعر، فان وجوب دفن رفاته هو مسألة ملحة. ومع ذلك، فإن بعض أفراد عائلة نيرودا الباقين على قيد الحياة يرفضون اعتبار القضية مغلقة، مما أدى الى تأجيل اعادة دفن الجثة الذي كان من المفترض أصلا أن يحدث في نيسان.
العائلة لا تزال منقسمة. فاحد ابناء شقيق نيرودا وهو، برناردو رييس، لا يزال يسخر باستمرار من قضية التسمم، ولكن ابن اخر هو، رودولفو رييس، يأخذ هذه الاتهامات على محمل الجد ويحث على انه يجب أن تجرى جميع الاختبارات الممكنة قبل ان يتم اعادة دفن جثة نيرودا نهائيا جنبا إلى جنب مع زوجته الثالثة، ماتيلد أوروتيا.