تصوير/ محمود رؤوف
 أكثر من عشرة رجال مرور ، ضباطا ومراتب ، ينظمون حركة السير والمرور .لكن هذه المرة بـ (عكس الاتجاه) والامر هنا يبدو قانونيا.  تقاطع وزارة المالية والممتد من مجمع الكليات/ باب المعظم الى طريق الخط السريع محمد القاسم، بات عق

تصوير/ محمود رؤوف

 أكثر من عشرة رجال مرور ، ضباطا ومراتب ، ينظمون حركة السير والمرور .لكن هذه المرة بـ (عكس الاتجاه) والامر هنا يبدو قانونيا.  تقاطع وزارة المالية والممتد من مجمع الكليات/ باب المعظم الى طريق الخط السريع محمد القاسم، بات عقبة كبرى في حركة السير والمرور البغدادية اليومية، خاصة بعد اغلاق الجهات الامنية الطريق. هذا الاغلاق سبب مشاكل عديدة لطلبة الكليات والمعاهد وموظفي وزارة الصحة والمالية وبقية الدوائر الاخرى الواقعة في تلك المنطقة المحصورة او في باب المعظم.   المفارقة في الامر ان يخالف رجال المرور المكلفين بتطبيق القانون / القانون. وبالطبع يمكن اعتبار هذه المخالفة قانونية مثلما ذكر احد الضباط الذي يشرف على تنظيم حركة السير.

مشكلة المالية
مواطنون قالوا في احاديثهم لـ (المدى) "إن اغلاق هذا الطريق أدى الى تأخرنا عن الوصول الى اماكن اعمالنا اضافة الى تأخر طلبة الجامعات في اوقات الدوام الرسمي"، وبين على محسن موظف فى دائرة صحة بغداد / الرصافة أن الاجراءات الامنية التى أغلقت منفذ الدخول الى الخط السريع بعد تعرض مقر وزارة المالية الى عمليات ارهابية لأكثر من مرة . مطالبا القوات ألامنية بإعادة النظر فى هذا الغلق بسبب المعاناة اليومية خصوصاً فى موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة وحلول شهر رمضان.
من جهة اخرى شكا عدد من طلاب الجامعات في مجمع باب المعظم من هذه المشكلة اليومية التي باتت هما اخر يضاف الى هموهم الدراسية الاخرى. خاصة اولئك الطلاب الساكنين في مدينة الصدر والحبيبية والكرادة وبغداد . اذ بينت الطالبة هيلين عبد الوهاب / المعهد التقني: أن مصيبتنا (وزارة المالية ومقرها). هيلين توضح "اني أسكن منطقة بغداد الجديدة ولو فتح الطريق المغلق من بداية الخط السريع لكان وصولنا لا يتجاوز النصف ساعة أما الان فنقضي ساعتين او اكثر للوصول والفضل يعود للسير عكس الاتجاه".
اما التدريسي في كلية الآداب سلام الدليمي فقد بين "ان منظر القطوعات وغيرها التي تنتشر في بغداد وطرقاتها وشوارعها تترك آثارا سلبية على نفسية المواطن العراقي الذي بات يشعر بأنه رهن الاعتقال"، مضيفا أن "كثرة الممنوعات والحواجز جعلت المواطن يفكر ألف مرة قبل أن يخرج إلى الشارع متوجها إلى مكان يقصده لغاية معينة". ويوضح سلام أن ما يشاهده الفرد من فوضى وتجاوز على نظام المرور يولد في نفسه الامتعاض والتذمر بسبب الأضرار التي تلحقها هذه الاختناقات المرورية المستمرة بالحياة العامة فضلا عن الآثار الاقتصادية لا سيما هدر الوقت والجهد والتعطيل.

إعادة النظر
رغم ان وعد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي برفع المنغصات التي تعيق المواطن بممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي وبدء تنفيذ جزء من هذه الوعود، إلا أن الكثير من هذه المشاكل والمطبات لازالت معلقة كحالها منذ سنين . وعلى سبيل المثال قطع الممر الجانبي الذي يربط السير القادم من باب المعظم، والسير المتأتي من القناة، الجامعة المستنصرية، والمار بمحاذاة وزارة المالية، والذي اغلق على اثر تعرض الوزارة لحادث ارهابي قبل سنوات عدة.
احمد معتز من منطقة الحبيبة يوضح أن معاناته مع العمل والوصول إلى مقره متأخرا عدة مرات بسبب الازدحام في التقاطعات المؤدية إلى هناك. ويقول معتز :"كنت اغادر من البيت في الساعة السادسة صباحا وأصل إلى مكان عملي الساعة الثامنة والنصف اي بعد موعد الدوام"، متسائلاً :"هل يعقل أن يخرج الطالب من بيته في الساعة الخامسة صباحا ليصل الى مكان دراسته". مناشدا المسؤولين بإيجاد حلول مجدية وسريعة لأن الازدحام اصبح لا يطاق وقد يصيب الناس بآثار سلبية ونفسية سيئة.
اما كاظم صهيود ،سائق سيارة اجرة، فهو يشّبه شوارع بغداد هذه الايام وخاصة شارع التقاطع بمعارض السيارات، قائلا: توجد شوارع في بغداد عندما تمر بها تشعر بأنك في معارض للسيارات، حيث الجميع واقف لا يتحرك، والزحام اصبح شديدا مما يؤثر سلبا على نفسية الناس بشكل كبير.
واضاف كاظم :"فكرت مرارا وتكرارا في ترك عملي كسائق اجرة وبيع سيارتي، لكن سرعان ما اعدل عن قراري لأنها مصدر رزق عائلتي الوحيد". موضحا: "أن المشوار الذي كنا نقضيه في ربع ساعة لا نستطيع الآن قضاءه بساعة، وهو ما بدأ يوتر اعصاب الركاب وجعلهم في نفور وتذمر وهم يقضون وقتاً طويلاً محاصرين في مقاعد السيارات وسط الشارع".

ستة اشهر ؟!
العميد عمار وليد من اعلام المرور العامة بين لـ ( المدى) أن موافقة لجنة عمليات بغداد المشكلة من قبل عمليات بغداد والخاصة باعادة النظر فى الطرق المغلقة فى عموم المحافظة أوصت بفتح هذا التقاطع منذ ستة اشهر وحصل ذلك ضمن توصيات لجنة عليا في قيادة عمليات بغداد والتى أقرت من خلالها فتح العديد من الطرق المغلقة وبانسابية يتم من خلالها فتح أغلب الطرق التى تم غلقها مسبقاً. منوها الى عدم معرفته بأسباب تاخر تنفيذ هذا التوصية الحاصلة من اللجنة. مشيراً الى أن فتح هذا الطريق سيسهم بشكل واضح فى تقليل لازدحامات التى تحصل فى الشوارع المؤدية الى باب المعظم مروراً بمجمع الكليات ووزارة الصحة ودائرة مدينة الطب بالاضافة الى ضبط الطريق المؤدية باتجاة الخط السريع والمعروف بشارع محمد القاسم .

لجنة مشتركة
أمانة بغداد وعبر مكتب ألاعلام والعلاقات بينت لـ (المدى) أن هناك لجنة مشتركة بين الامانة وقيادة عمليات بغداد تدرس امكانية اعادة فتح عدد كبير من الشوارع المغلقة في العاصمة بهدف فك الاختناقات المرورية وتأمين انسيابية السير ورفع العبء عن كاهل المواطنين ومنها التقاطع الخاص بمدخل شارع محمد القاسم والمجاور لوزارة المالية سيما أن اسباب الغلق جاءت بعد تعرض مقر الوزارة الى أعمال ارهابية لأكثر من مرة . مسترسلا : ان افتتاح هذه الشوارع يأتي ضمن توجة مكتب القائد العام لرفع المعاناة عن المواطنين تزامناً مع النجاحات والانتصارات التي تحققها القوات الامنية في ضرب اوكار الزمر الارهابية وعودة الامن والاستقرار الى ربوع العاصمة بغداد.
واوضح مكتب الاعلام والعلاقات ان افتتاح الشوارع المغلقة ينعكس بشكل ايجابي على تقديم افضل الخدمات للمواطنين من خلال منح مرونة اكبر للعجلات التخصصية التابعة للدوائر البلدية في الحركة والتنقل لاداء الواجبات المناطة بها ومعالجة المشكلات التي تعاني منها المناطق السكنية. مبنياً أن افتتاح الطرق المغلقة سيرافقه جهد لازالة الحواجز والكتل الكونكريتية والاسلاك الشائكة واجراء عمليات الصيانة للطرق والارصفة المتضررة كما يتم تعويض وترميم جميع ألارصفة والساحات العامة با بهى وأجمل صورة .

مسلسل الحوادث
المواطن حسين على رسول من سكنة المنطقة يوضح أن هذا الغلق سبب الكثير من الحوادث المرورية يومياً سواء النزول من شارع محمد القاسم باتجاة باب المعظم أو العكس او المركبات القادمة من ساحة الموال فى شارع فلسطين. مستطردا الى المشاجرات التي تحدث يومياً بسبب مضايقة مركبة لخرى وامام رجال المرور. حسين رسول بين أن المشكلة الحقيقية ليست بوجود مقر وزارة المالية فهناك حلول واجراءات يمكن اتخاذها من قبل عمليات بغداد أو حماية الوزارة والتى يتم من خلالها عدم السماح لمركبات الحمل بالمرور او الوقوف عند القرب من مقر الوزارة وهذا معمول به اصلاً حالياً . داعيا الجهات المعنية الى حل هذا الاشكال الحاصل ورفع المعاناة عن المواطنين خصوصاً فى لايام القادمة لمناسبة حلول شهر رمضان .

النظرة الانسانية
اما احمد داود سلمان ،سائق تاكسي 54 عاماً، فيوضح "أن الهم الوحيد الذي يقلقني قبل الخروج من البيت الى مكان ما هو ازدحام الشوارع وهموم السيطرات والمناقشة اليومية مع الراكب (سوف أتأخر عن العمل) . وهذا مشهد يومي مزعج لي وفعلا فأني أخرج احياناً الى مكان لا يستغرق الوقت لوصوله نصف ساعة لكن الازدحامات تكون صاحبة الموقف". متمنيا على الجهات المعنية أن تنظر الى الموضوع بنظرة انسانية وموضوعية لان المواطن بدأ يتذمر من الازدحامات ومن الاجراءات التي تتخذها الجهات الامنية والتي تسبب هذه الاختناقات في الشوارع ، دون مراجعة لو دورية الى هذه الاجراءات.