لو كان المالكي سُنيا وقال ان ما يحصل في العراق "ثورة طائفية للشيعة ضد السُنة". ثم لو كان المالكي كرديا وقال انه "لم يحصل للجيش العراقي أن انحلت وحداته ويهرب قادته وينسحب منه أبناء المكون (الشيعي) في اية معركة حتى في الجيش السابق، إلا في الموصل"، فما الذي كانت ستغرد به حنان الفتلاوي؟ وكيف سيكون رد كاظم الصيادي؟ واترك لكم تقدير شكل ومضمون هجوم قناة "آفاق". فلماذا مرت هكذا تصريحات وكأن شيئا لم يكن؟ قطعا وبالمطلق لأن المالكي شيعي. ولأنها الطائفية التي تبيح لابن الطائفة ما لا تبيح لغيره.
كل حرف من الذي قاله المالكي، وليس كل كلمة او جملة، يدخل في لب المادة 4 إرهاب. انها دعوة علنية لإشعال الحرب الأهلية ضد السُنة والكرد. المقرف في هذا ليس الدعوة للحرب والاقتتال بين العراقيين، فقط، بل لغة الجهل والعنجهية المتخلفة التي كان يتمنطق بها. تصوروا انه يسمي داعش "ثورة". يا هنيال داعش على هالبخت لتمنح لقب ثورة بدل عصابة!
ما يئست من احتمال ان يصحو من غفلته مثلما فعلت بعد خطابه الطائفي الأخير. قبلها كنت أشفق عليه لقلة ادراكه بأمور السياسة وانعدام خبرته في إدارة شؤون دولة مثل العراق. اليوم اكتشفت أنه لا يعرف حتى بأمور دينه لحد انه لا يفقه فتاوى المرجعية التي صدرت بعد سقوط الموصل على يديه، واعتبرته هو السبب الأول لما حل من خراب بالعراق. وأقول الأول لأن المرجعية هي التي طلبت تنحيته عن كرسي السلطة كأساس للخلاص. واعتقد انها لو لم تفعل لما طار الرجل. مع هذا كان يتستر بعباءة الدفاع عن المرجعية ويمتدحها. طيب إذا كنت هكذا ترى المرجعية يا حاج، فعلام لم تنسحب من أي منصب وهي التي أفتت بعدم صلاحيتك للقيادة؟
يتهم السُنة بالثورة ضد الشيعة. ويحكم عليهم بالإعدام هم والكرد بسبب "الجبن" و "التخاذل" وترك ساحات القتال، ومع هذا يشتغل نائبا عند رئيس كردي ويجلس بجانب نائب آخر سُني؟ وهذا النائب الأخير اتهمه المالكي علنا بانه تآمر ضد الدولة يوم كان رئيسا للبرلمان. أتشتغل مع متآمر على الدولة و "المذهب" يا مختارنا العصري؟ خو ثور واستقيل حتى تصير كول وفعل.
سأتمنى شيئا على البرلمان رغم يأسي من استجابته. مع ذلك أقوله تفاديا لمن قد يقول: ليش ما اقترحتوا؟ اقتراحي اوجهه لأعضاء كتلة التحالف المدني، ولمن ما زالت لنا بهم ظنة، لدعوة البرلمان للتصويت على ادانة او تأييد الاتهامات و "الاحكام" التي أصدرها المالكي مؤخرا بحق السُنة والاكراد ومعهم الشيعة أيضا. وليش الشيعة؟ لأنه قال عنهم أيضا بان هناك “أوساطاً شيعية تأثرت بأفكار البعثيين والتكفيريين".
بصراحة: ان الرجل ما خلّه شي ما كاله!