واكد مزارعون وفلاحون في احاديث لـ (المدى) انه قرب كل سايلو او مخزن ينتشر عدد من السماسرة الذين يساومون الفلاحين ويبتزونهم باسم المدراء والمسؤولين لاستحصال رشا كبيرة تصل الى مليون دينار عن الشاحنة الواحدة . من جهتها اكدت الشركة العامة لتجارة الحبوب محاسبة المقصرين ووضع خطط لاستيعاب كميات الحبوب المسوقة ومحاسبة من يثبت تورطه بأخذ رشا .

بعلم المسؤولين

ويقول الفلاح ستار عبد الكاظم انه عندما سوق منتجه الى سايلو الرصافة الواقع في منطقة المدائن في بغداد فوجئ بالرشا التي تفرض على الفلاحين وبشكل علني. مبينا: ان هذه الرشا تبدأ من الموظف الذي يخرج لتسجيل الشاحنات الواقفة امام السايلو، اذ يساوم الفلاحين بدفع مبلغ (250) الف دينار وادخال الشاحنة في نفس اليوم وفي حال رفض دفع المبلغ عليه ان ينتظر دوره بالدخول بعد (8) ايام. 

واضاف عبد الكاظم: هذا الموظف يساوم الفلاحين بشكل علني وامام الجميع ، بعدها يأتي دور السماسرة الذين ينتشرون امام السايلو وبأسماء وهمية مهمتهم اخذ مبلغ مليون دينار عن كل شحنة تدخل الى السايلو مقابل مرور الشاحنة من الفحص المختبري واعطائها الدرجة الاولى في التصنيف، مسترسلا: ان هذه العملية تتم عن طريق اتفاق بين موظف المختبر والسمسار اذ يعطي السمسار رقم بطاقة الدخول التي تعطى لسائق الشاحنة الى الموظف المذكور قبل دخول المحصول وعند الفحص يعطى الفلاح الدرجة الاولى حتى ولو كان المحصول فيه شوائب. مبينا: ان هذا الاتفاق يتم بعلم مدير السايلو . اضافة الى ذلك هناك مبالغ تدفع الى حماية السايلو عند دخول الشاحنة في البوابة الرئيسية تبلغ من خمسة الى عشرة الاف دينار. 

كما اشار الفلاح ستار عبد الكاظم : الى ان الفلاح الذي يرفض ان يدفع تتعرقل عملية دخوله الى السايلو وعليه ان ينتظر اكثر من (8) ايام يدفع خلالها (400) الف دينار كأجور اضافية لصاحب الشاحنة وفي الاخير فان محصوله لن تعطى الدرجة الاولى ما يعرض الفلاح لخسائر كبيرة. 

لجنة وتحقيق ؟!

احد المزارعين (طلب عدم ذكر اسمه خوفا من تبعات حديثه)، ذكر ان الفساد مستشرٍ في السايلوات بشكل كبير اذ ان اغلب مدراء السايلوات والمخازن التي تتسلم محصول الحنطة تفرض على المزارعين دفع مبالغ او رشا. مستطردا: انهم يعطون مبلغ مليون دينار عن كل شاحنة تدخل الى السايلو ، واذ تدخل اكثر من شاحنة باسم نفس المزارع يطلبون منه دفع مبالغ اكبرعن اقرانه بحجة الكميات الكبيرة المسوقة وكأن الفلاح وجدها في الشارع منثورة وجمعها. كما اوضح: نحن مجبرون على الدفع خصوصا بعد فشل الشكوى التي قدمناها في وزارة التجارة وطرحنا لهذا الموضوع امام المسؤولين الذين طلبوا منا اداء القسم على المصحف الشريف قبل الإدلاء بشهاداتنا وفعلنا ذلك. مضيفا: حضرت لجنة من النزاهة والمفتش العام في الوزارة الى سايلو الرصافة ببغداد الذي كان محل الشكوى وتم توقف دخول الشاحنات لمدة خمس ساعات وبعد الجولة الميدانية التي قامت بها اللجنة من اخذ اقوال الموظفين والفلاحين داخل السايلو وبعد اجتماع مطول مع مدير السايلو لم يتغير شيء بل على العكس خرج لنا مدير السايلو بعد ذهاب اللجنة واعلنها لجميع الناس انه قد اشترى هذا المنصب بخمسين الف دولار وانه لن يتوقف عن هذا العمل وان الفلاح والمزارع الذي لا يعجبه الامر فليذهب ويقدم شكواه الى اية جهة ، وكان يتكلم مع الناس بكل وقاحة بعدها استسلمنا لهذا الامر . 

ولفت المزارع الى ان المدير السابق لهذا السايلو كان نزيها وكان يدخل خلال الموسم الماضي في اليوم الواحد اكثر من (250) شاحنة ، اما حاليا فلا يسمح بدخول اكثر من (150) شاحنة في اليوم الواحد من اجل الضغط على الفلاحين لدفع الرشا لذا نحن نطالب بإرجاع المدير السابق الى ادارة السايلو لانه شخص مهني .

أيام من الانتظار

اما سالم شخير (سائق شاحنة لنقل محصول الحنطة) فيقول ان اصحاب الشاحنات اكثر المتضررين لان هذا التأخير يضيع علينا الكثير من العمل ، فانا في العام الماضي استطعت من جلب اكثر من (11) حمولة الى السايلو ، اما في هذا الموسم الذي شارف على الانتهاء فلم اجلب سوى حمولتين الاولى انتظرت (9) ايام حتى دخلت الى السايلو والحمولة الثانية مازلت انتظر دوري في دخول السايلو وانا واقف منذ (8) ايام في الطابور .

تصرف عملي

اما الفلاح سفيح دهش الذي كان غير منزعج من هذا الموضوع فقد بادرنا بالقول : انا اتيت من الصباح الباكر من اجل دفع مبلغ الرشوة لأحد السماسرة لادخال المحصول في وقت مبكر وعدم تأخر الحمولة لان عندي كميات كبيرة انتظر تسويقها الى السايلو ، علما ان رفض الفلاح الخضوع لهذه الامور سيعود بالضرر على الفلاح ومحصوله اضافة الى ان التأخر في دخول المحصول معناه تأخر صرف المستحقات المالية التي نحن بانتظارها منذ شهور وهي ثمرة موسم كامل مليء بالتعب والمشقة .

انشاء سايلوات

الى ذلك ، طالبت عضو اللجنة الاقتصادية البرلمانية وفاء عراك بانشاء سايلوات ومخازن زراعية تتناسب مع كميات انتاج المحاصيل الزراعية . واكدت عراك في تصريح لـ (المدى) ان على الحكومة بناء وتنفيذ مخازن زراعية تتناسب مع الزيادة الحاصلة في انتاج المحاصيل الزراعية خصوصا المحاصيل الستراتيجية التي تؤمن قوت الشعب كالحنطة والشعير. واستدركت عراك : ان الموارد المالية للدولة في الوقت الحاضر لا تتيح للحكومة المباشرة ببناء هذه السايلوات لكن هذا الشيء لا يمنع من وضع خطط ستراتيجية تنفذ عند توفر السيولة النقدية ، مشددة: على ضرورة قيام الدوائر الزراعية والسايلوات بمكافحة الرشا ومتابعة المخالفين والحد من هذه الظاهرة التي تعد امرا غير اخلاقي.

وزارة الزراعة

من جهتها ، اكدت الشركة العامة لتجارة الحبوب اعفاء مدير سايلو الرصافة بسبب ورود شكاوى كثيرة عليه ولعدم كفاءته في تنفيذ خطط الشركة والوزارة وتمت اعادة مدير السايلو السابق علي عاشور . 

وقال مدير اعلام الشركة عامر عبد العزيز لـ (المدى) : ان الشركة وبعد ورود شكاوى كثيرة على مدير سايلو الرصافة في بغداد قررت اعفاءه من منصبه واعادة المدير السابق . مضيفا: ان جزءا من التلكؤ الحاصل في تسويق المحصول تتحمله دوائر الزراعة في المحافظات لانها لم تضع جدولا يقسم الايام على الشعب الزراعية وعدم حصول تزاحم في التسويق فضلا عن ان الفلاح يتحمل جزءا اخر من المسؤولية لانه يتأخر في مراجعة السايلو ويجعل كل مراجعاته مع تسويق المحصول وعند اجراء الفحص المختبري للحنطة ما يسبب ارباكا في ايام التسويق .

خطط مستقبلية

واشار عبد العزيز الى ان الشركة بحاجة الى طاقات خزنية اضافية مثل انشاء سايلوات ومخازن نموذجية علما ان الشركة لديها خطط لبناء سايلوات جديدة لكن تأخر التخصيص المالي حال دون تنفيذ تلك المشاريع والخطط. مطالبا المحافظات ومجالسها بتحمل مسؤوليتها وانشاء مخازن جديدة خصوصا وان العراق مقبل على اكتفاء ذاتي خلال المواسم المقبلة . 

وبشأن موسم التسويق الحالي قال عبد العزيز ان الموسم الحالي يسير بشكل جيد ووفق ما خطط له من قبل الشركة وهو شارف على الانتهاء في بعض المحافظات وهناك ضغط كبير في التسويق في بعض المحافظات لغزارة الانتاج كما هو حاصل في محافظة واسط فيما بدأ هذه الايام التسويق في محافظة كركوك وإقليم كردستان .