المسؤولون في "العراق الجديد " اعتادوا على اتهام وسائل إعلام عربية واجنبية الفضائيات على وجه التحديد ، تبني خطاب عدائي ضد العملية السياسية ، يهدف الى تقويض التجربة الديمقراطية باجراء لقاءات وحوارات مع رموز النظام السابق ، وشخصيات دينية وعشائرية ، شجعت جماعات مسلحة متطرفة على اثارة الاضطراب في الوضع الامني ، حتى وصلت الاوضاع الى سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى واجزاء واسعة من محافظتي صلاح الدين والانبار .
يوم كان نائب رئيس الجمهورية الحالي اياد علاوي رئيسا لمجلس الحكم المنحل، زار دولة الامارات ، وحصل من مسؤول على كل وسائل الدعم اللوجستي والفني لتأسيس فضائية ، تبرع بها علاوي الى احد الاعلاميين فأسس فضائية ، كانت موضع اتهام منذ اليوم الاول لبث برامجها من قبل المسؤولين في "العراق الجديد" .
حكومات "العراق الجديد" المتعاقبة بعد الغزو الاميركي صرفت مليارات الدولارت لاستحداث مؤسسات ما يعرف بإعلام الدولة ، خضعت لارادة المتنفذين ، ففشلت في مواجهة الاعلام المضاد ، ثم توجهت اليها اصابع الاتهام بوصفها صوت المسؤول الحكومي الاول ، فاصبحت أداة لاثارة الخلاف السياسي لصالح صاحب القرار الاوحد ، حتى وصفها خصومه بانها تبث سموم الكراهية ، وتهدد السلم الاهلي.
عشرات الاعلاميين وعبر مقالات الرأي وحتى التخطيطات الكاريكاتيرية ، اشاروا الى حالة جلد العراقيين ، بسياط فضائيات وصحف ووكالات انباء ومواقع إلكترونية واضح من خطابها، انها تعمل على تأجيج الانفعالات والدوافع والانتماءات المذهبية في التعاطي مع الاحداث التي تشهدها المنطقة والساحة المحلية ، وباعتماد مايعرف بالاعلام الموجه ، استطاع حاملو السياط ان يفجروا "الغدد الطائفية".
الإصابة بمرض اضطراب "الغدة الطائفية" تتطلب توفير اقنعة وقاية توزع بين العراقيين ضمن مفردات البطاقة التموينية ، للحصول على حصانة من سموم الفضائيات العربية ، وخطاب الاعلام المحلي ، الحريص جدا على تلميع صور شخصيات سياسية ، وتشويه الاخرى ، فامتد حبل نشر الغسيل على الاراضي العراقية حتى الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش .
الدول المتحضرة صاحبة التقاليد الراسخة في اقامة النظام الديمقراطي لجأت الى خصخصة الاعلام للتخلص نهائيا من مشاكل انحيازه للحكومة او المعارضة ، فوفرت مبالغ طائلة لأغراض التنمية ، بعد ان شرعت قوانين تنظم عمل وادارة وسائل الاعلام ، تضمن حقوق العاملين فيها ، مع منحهم حق الوصول الى المعلومات من الجهات الرسمية .
القوى السياسية العراقية المشاركة في الحكومة الحالية تمتلك وسائل اعلامها الخاصة لا احد يعرف مصادر تمويلها ، خطابها لسان حال حزبها ، يخضع لمتغيرات طبقا للعلاقة مع صاحب القرار ، في هذا الاطار تدور العملية الاعلامية في " العراق الجديد".
العراقيون اطلقوا على الرياح الجنوبية الشرقية المصحوبة بغبار كثيف اسم" السموم " تعبيرا عن انزعاجهم منها ، منتظرين رحمة الكهرباء الوطنية ، لتشغيل اجهزة التبريد ومتابعة فضائيات ، فشلت مليارت الدولارات في مواجهة خطابها الإعلامي المسموم .
سموم الفضائيات
[post-views]
نشر في: 16 يونيو, 2015: 09:01 م