اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > لأن مدينتهم تستحق الأفضل..استياء بغدادي من سوء عمل الأمانة

لأن مدينتهم تستحق الأفضل..استياء بغدادي من سوء عمل الأمانة

نشر في: 18 يونيو, 2015: 12:01 ص

بالمصادفة ، شاهدت تقريرا بثته فضائية اماراتية عن استعدادت احدى مدن الامارات لاستقبال شهر رمضان، وكيفية تنظيم العمل بين الدوائر المعنية خدمة للمواطن الاماراتي والسائح. ومن خلال متابعة اخبار شهر رمضان في العراق، وبعيدا عن سلوك التجار وجشعهم في ارتفاع ا

بالمصادفة ، شاهدت تقريرا بثته فضائية اماراتية عن استعدادت احدى مدن الامارات لاستقبال شهر رمضان، وكيفية تنظيم العمل بين الدوائر المعنية خدمة للمواطن الاماراتي والسائح. ومن خلال متابعة اخبار شهر رمضان في العراق، وبعيدا عن سلوك التجار وجشعهم في ارتفاع اسعار المواد الغذائية. أعلنت أمانة بغداد عن اعداد خطة خدمية خاصة بشهر رمضان تنفذها الدوائر البلدية والتشكيلات الساندة لها.

وذكرت مديرية العلاقات والإعلام ان الدوائر البلدية ستضاعف عملها خلال نوبات العمل الليلية التي تستمر حتى ساعات الصباح الأولى لتنفيذ الأعمال الخدمية كتنظيف وغسل الشوارع ورفع النفايات والانقاض وتأهيل شبكات الماء والصرف الصحي وتهيئة الحدائق العامة لإقامة الأمسيات الرمضانية بعد تجهيزها بمنظومات الإنارة والخدمات الضرورية الأخرى .موضحة: ان الجهد الليلي سيكون باشراف امينة بغداد والوكلاء والمديرين العامين للدوائر البلدية كل ضمن رقعته الجغرافية مع المتابعة اليومية من قبل احد المديرين العامين الذي يكون بصفة امين خافر بالتناوب يتولى متابعة وتنسيق العمل بين الدوائر البلدية والقوات الأمنية لتسهيل حركة ومرور العجلات التخصصية خلال تنقلها في الشوارع.

عجيب ... غريب ؟!
المهندس (امين الغزي) استغرب التصريح والاعلان نافيا وجود اية آلية تعمل في الليل خاصة واننا على بعد يوم او يومين من شهر رمضان، كما لم نر اي اهتمام فيما يخص الساحات العامة والحدائق وانارتها مثلما اعلن. اما الطامة الكبرى فهي مشكلة النفايات والازبال التي تغلق بعض الطرق بسبب تراكمها اليومي. الغزي ابدى تخوفه من ان يكون الامر بشكل معاكس اذ يتحجج البعض من العاملين بصيام شهر رمضان الامر الذي يؤدي الى تلكؤ العمل. 
لكل حي ومحلة ومدينة في العاصمة خصوصية ، والكاظمية احدى هذه المدن اذ تتمتع بخصوصة دينية طقسية، خاصة مع شهر رمضان اسوة بشقيقتها الاعظمية، اذ تقول السيدة انعام عبد المجيد (موظفة): ان لشهر رمضان خصوصية تكمن في الفترة التي تعقب الافطار، فالكثير من اهل بغداد اعتاد قضاء هذه الاوقات في الاضرحة والمراقد الدينية ومنها الكاظمية ، شاكية من كثرة البسطيات والتجاوزات على الارصفة والشوارع الامر الذي يعيق الحركة، مطالبة بذات الوقت بضرورة تنظيم الشارع وتحديد مساحة مناسبة للباعة واصحاب المحال بعرض بضاعتهم.
تنظيم ومتابعة ؟؟
هناك الكثير من الظواهر العشوائية التي تنتظر قرارات ومتابعة من قبل امينة بغداد مثل الأسواق الشعبية المهملة والتجاوزات الفظيعة على الشوارع والأرصفة والساحات العامة، غياب الرقابة الصحية والبلدية لمجازر ذبح المواشي والدجاج وبيع الأسماك والخضار على الأرصفة بل وحتى الشوراع ، وسط تقصير وعجز دوائر الأمانة والاجهزة الساندة في المتابعة الجادة لتنفيذ القرارات. من جهتها ،وحسب موقعها الالكتروني، نفذت أمانة بغداد حملة جديدة لازالة التجاوزات الحاصلة على الارصفة والشوارع الرئيسة والساحات العامة ضمن قاطع بلديتي المنصور والكاظمية حفاظاً على نظافة وجمالية العاصمة بغداد. وذكرت مديرية العلاقات والإعلام ان ملاكات دائرة بلدية المنصور قامت بالتعاون مع مديرية الحراسات والامن في امانة بغداد وبالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد بحملات مكثفة لازالة التجاوزات شملت ازالة (91) كشكا وبسطية و(506) لوحات اعلانية، و (18) موقعا لبيع الاغنام و (16) كتلة كونكريتية واغلقت(5) مواقف للسيارات .مضيفة: ان دائرة بلدية الكاظمية نفذت حملة لازالة مواقع بيع الاغنام واخذ التعهدات على اصحابها بعدم تكرار المخالفة وتغريم عدد منهم .مبينة: ان الدائرة ازالت ايضاً عددا من المخالفات البنائية ، و (55) بسطية وعددا من الكرافانات والمولدات المتجاوزة وتوجيه انذارات نهائية لاصحاب المطاعم والمحال التجارية بعدم التجاوز على الارصفة والزامهم بتعهدات بعدم تكرار التجاوز.
عن تلك الحملات ، قالت المهندسة الاستشارية (سلوى احمد) : ان الامر لايكفي ان تقوم بحملة هنا واخرى هناك دون متابعة دورية وفرض غرامات رادعة لمن يخالف، مشددة: ان اصحاب المحال التجارية يتجاوزن على الرصيف بكامله، تاركين مسافة ضيقة لمرور الناس. سلوى اشارت الى اسواق المنصور والكرادة وبغداد الجديدة وشارع فلسطين والبياع. مطالبة باهمية وجود الاسواق الشعبية او النظامية او تحديد المساحة التي يمكن ان يستغلها اصحاب البسطيات فليس من العدل رفعها في ظل الظروف المعيشية الحالية.
تراكمات وتهديدات 
من اكبر مشاكل العاصمة بغداد تراكم النفايات والنقص الواضح في عدد الآليات والحاويات. اضافة الى عدم وجود خطة مدروسة لجمع ومعالجة القمامة باعتماد طرق تقنية حديثة تحولها الى مواد طاقة، لتتحول بغداد الى مدينة المعاناة والبيئة الملوثة بالروائح والأدخنة نتيجة حرق النفايات المتراكمة امام البيوت والمدارس بشكل خاص. 
مديرة احدى المدارس في بغداد الجديدة شكت من تراكم هذه النفايات امام باب المدرسة الامر الذي يثير الاشمئزاز والقرف، مبينة ان هذا التراكم يستمر لايام ويزداد، الامر الذي يضطر بعض ابناء المنطقة الى حرق النفايات لتبقى الروائح الى اليوم الثاني في قاعات المدرسة. خاصة في ظل الامتحانات وظروف الطلاب الحالية.
أمانة بغداد اعلنت في وقت سابق ان مشاريع نظافة العاصمة تمت "خصخصتها"، بتسليمها خدمة تنظيف مناطق بغداد الى شركة تركية، وهذا ما نراه في بعض المناطق مثل الكرادة. لكن ماذا عن بقية مناطق العاصمة والشعبية منها بشكل خاص والتي باتت موبوءة بالزواحف والحشرات والقوارض بسبب هذه النفايات وتراكمها. حيث بينت (ام علي) ان مشكلتهم الكبرى مع تراكم النفايات وعدم مرور آليات الامانة بصورة دائمة فليس من المعقول ان تخصص الية واحدة لعدة محلات وهذا ما يحصل في حي الادريسي في شارع فلسطين.
استياء ومهلة
اثناء جولة في بعض اسواق ومناطق بغداد، واستطلاع اراء الناس حول ما لمسوه من تغيير في وضع مدينتهم الخدمي، عبر اغلبهم عن استيائه وفقدان الامل تدريجيا بتحسن الوضع، خاصة في ظل بقاء الكثير من مسؤولي الامانة في اماكنهم. فيما عبر البعض الاخر عن اهمية اعطاء مهلة اخرى ووقت اكثر قبل الحكم على عمل امينة العاصمة.
بغداد مسؤوليتي ... تقطع!؟
تعتزمُ امانة بغداد، بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني تنفيذ حملة كبرى لتنظيف وتشجير العاصمة بغداد تحمل شعار( بغداد مسؤوليتي ) وان اجتماعاً عقد لمناقشة توفير الآليات والاستعدادات لتنفيذ هذه الحملة التي تهدف الى تنظيف الشوارع الرئيسة في العاصمة بغداد وزراعة الجزرات الوسطية والساحات الفارغة. ويبدو ان هذا الشعار الرنان قد طبق في البدء بتقطيع بغداد وتحديد مسؤولية كل قاطع بلدية، وهذا ما نراه في بعض مناطق بغداد حيث الإشارة الى حدود البلدية، مثل تلك الموجودة في ساحة الاندلس والتي تعلن بدء حدود بلدية مركز الرصافة واخرى معلقة على جسر ملعب الشعب وجسر الربيعي وتقاطع وزارة النقل تعلن بدء حدود بلدية الغدير حيث علق عليها الكثير من الناس بين السخرية والاستهجان من هكذا امور لاتصب في خدمة المواطن. وان كانت هذه حدود بلدية الغدير او الصدر او الاعظمية ما الذي يغني ومالذي يفيد في الامر. وهل ستقلل هذه الدلالات الاعلانية من النفايات وتراكمها. في السابق توضع هكذا قطع في مدخل حدود العاصمة من جهاتها الاربع لكن الذي يبدو ان ستراتيجية امانة العاصمة من خلال حملة (بغداد مسؤوليتي) تهدف الى التقطيع البلدي اولا من ثم العمل. لكن اكثر التعليقات اثارة ما قاله سائق التكسي "للحكومة في مسؤوليها شؤون".
اثناء حديث السائق وبسبب الزحام كان مجموعة من الشباب تشرف عليهم مهندسة يقومون برفع مقرنصات اسمنتية من ساحة جسر ملعب الشعب وابدالها بمقرنصات حمراء على اشكال هندسية ؟!
ساحات السيارات ؟!
انتشرت مؤخرا وبشكل لافت للنظر ساحات وقوف ومبيت السيارات في الاماكن العامة خاصة في الشوراع وبعض الساحات العائدة الى الدولة. مع هذا الانتشار ازدادت اجرة وقوف السيارة خاصة في ظل تدهور الوضع الامني وعدم السماح لاية سيارة بالوقوف في الشوراع حتى لقضاء عمل يتطلب بعض الدقائق. احد المواطنين تحدث عن هذا قائلا: قبل شهر كانت اغلب ساحات وقوف السيارات تستوفي من المواطنين ما بين (3) الى (4) الآف دينار. لكن فوجئنا منذ ايام ان بعض الساحات اخذت تفرض مبلغ (5) الآف دينار عن وقوف السيارة حتى لو كان لدقائق معدودة. علما ان اغلب هذه الساحات غير نظامي خاصة تلك الى حولت الشوراع الفرعية قرب بعض دوائر الدولة الى ساحات وكراجات من غير موافقات رسمية.

 

 

فارزة

سبعة ملايين مواطن او اكثر مع مليون زائر يوميا يعيشون في عاصمة توصف بأنها الأقل أماناً والأكثر فوضى في العالم، بسبب الفساد والإهمال والتهميش،وغياب المهنية وانتشار المحسوبية في ظل عدد من(الأمناء) الذين تعاقبوا عليها، دون أن تتوفر في أغلبهم مواصفات الأمانة والكفاءة والنزاهة والتخصص، ما جعل سكان بغداد يتظاهرون ويستغيثون ويطالبون الحكومة بتسليم الأمانة لمن يستحقها، وهذا ما حصل بعد جهد جهيد، اعلاميا وشعبيا وسياسا، خجول. وجاءت الامينة الاولى في تاريخ العاصمة واستبشر الجميع خيرا، املين تلبية مطالبهم وحقوقهم، وفي مقدمتها معالجة مظاهر القبح والقذارة وتراكم الاوساخ والازبال التي تستفز الذوق،وتثير السخط في النفوس، والتي تتزامن مع صور قبح اخرى متمثلة ببنايات متهرئة مهدمة الواجهات.
طوال الايام الماضية وانا اتصفح موقع امانة بغداد الالكتروني الذي يعلن عن / امينة بغداد / توجه / تشارك/ ترأس / تناقش / تفتتح/ تعرب / تطلع . وما الى ذلك . وجهت بضرورة توفير الخدمات ومضاعفة الجهود؟! ترأست اجتماعا لتدارس تقديم الخدمات؟! ناقشت ضرورة تقديم الخدمات؟! ولكن الخدمات كما هي منذ عهد عبعوب . كنا نامل ان تكون هناك تغييرت ادارية جذرية في المواقع البلدية ووكلاء الوزارة واعداد جهاز اداري وتنفيذي جديد، كنا نامل باعتماد خطة عمل وستراتيجية حديثة ومتطورة في انقاذ العاصمة من الغرق بالنفايات من خلال اعتماد العمل الليلي بالتنظيف والتبليط والتطوير. كنا نامل بتنظيم وترتيب الساحات، واتمام العمل بمشروع حزام بغداد وتشجير الشوراع. مثلما تمنينا اتمام وتنفيذ المشاريع المتلكئة والعمل بها بسرعة اكبر خاصة ان اغلبها تم استلام المخصص لها في موازنات الاعوام السابقة. مثلما نريد التخلص من ازمة السكن وتكاليف الايجار التي ترهق الاف العوائل. انقاذ الناس وارض الدولة من العشوائيات والتجاوز وعشرات الامنيات والاحلام التي يبدو انها مستحيلة التحقيق. لكن يمكن ان نتنازل عنها في الوقت الحاضر في حال كشف ملفات الفساد واعادة الاموال والعقارات والارضي التي سرقت او التي تم الاستيلاء عليها.
ما يحدث الان في بغداد ارهاب من نوع اخطر - انه إهمال الحكومة لجسد الدولة - فقذارة الشوارع والفوضى وتقادم الابنية والتجاوزات والعشوئيات والسطو على اراضي الدولة وتوزيعها من قبل الاحزاب الى اخره مما يحدث في بغداد دليل على هرم مؤسسات الدولة وتقادم الوعي العمراني والتخبط في رسم الخطط والرؤى لبناء وتطوير عاصمة كانت عاصمة الدنيا يوما ما. الشعب الذي يقاتل ويقدم الدماء بسخاء يستحق شوارع نظيفة وزهورا ونافورات وحدائق واسعة ومتنزهات ودور سكن حديثة. شعب يملك ثروة بحجم ثروة العراق الطبيعية والبشرية يستحق افضل واكثر. ولا ابالغ ان قلت يستحق مدنا وكانها "زرِق _ وَرَقُ"؛ لكن ليس على الطريقة العبعوبية، بل (زرِق _ وَرَقُ) بمعناها اللغوي هنا، زرِق / زرقة السماء، وَرَقُ / جمال الدنيا وجدائلها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram