TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "وي.. وي"

"وي.. وي"

نشر في: 17 يونيو, 2015: 09:01 م

ذهب السيد ابراهيم الجعفري الى الصين ، ومعه معجمه اللغوي الخاص ، لكي يطلع عن كثب ، على احوال هذه البلاد التي تحولت خلال العقود الأخيرة من بيوت بسيطة إلى مدن تضاهي نيويورك وباريس ، ومن دولة تسبح في شوارعها الدراجات الهوائية ، إلى بلد يسعى لشراء كبرى الشركات العالمية ، وتذكرون ان "السيد" ، كان قد ذهب ايضا قبل مدة إلى البرازيل، ومعه مفرداته التي لن تجد لها مرادفا في لغة "فاسكو دي غاما" كما اعتقد ان احفاد المرحوم كونفوشيوس ضربوا اخماسا في اسداس ، وهم يحاولون حل هذا اللغز : "نريدها ان تكون روحاً تتموَّج إلى بقية المُبادَرات الأخرى بنسب مختلفة".
الذي لا افهمه كمتابع للرحلات المكوكية للسيد وزير الخارجية ، هو كيف يعود من البرازيل التي اصبحت قوة اقتصادية كبرى ، الى الصين التي تتوسلها واشنطن، من دون أن يدرك، أن ثمة تغير حصل على هذه الكرة الارضية، كيف لم يعرف ، انه لم يعد مسموحا أن يشرد الملايين ويقتل الآلاف من اجل ان نعيد عصر اناشيد المعركة .
حين بدأت الصين قبل ثلاثين عاماً عملية الإصلاح الكبرى والتي قادتها الى مصاف الدول الكبرى، اصبحت احوالها تحير العالم، وهي المعضلة التي ناقشها عدد من الكتاب والسياسيين والمفكرين، حاولوا فهم أفكار كبار فلاسفة الصين بدءاً من كونفشيوس ومرورا بمنثيوس وزيس وانتهاء بتشوشي ، هذه الأفكار والفلسفات ألهمت مفكراً صينياً حديثاً اسمه " واي.. واي" ان يشرح للعالم الأسس التي قام عليها التطور الحديث في الصين والتي تتلخص في:
أولاً: الواقعية قبل الأيديولوجيا.. أي الإيمان بقدرة حقائق الواقع على أن تشكل التغيير ومبرراته.. وبحيث تكون أقوى من أي شعار.
ثانياً: المهم هو الشعب، وتلبية احتياجاته بأي طريقة.. وبكل السبل..
ثالثاً: الإدارة الجيدة أهم من الديمقراطية الزائفة .
رابعاً: التنوع المنسجم القادر على استيعاب كل تلك القوميات والعرقيات في مختلف أقاليم الصين وبحيث تحافظ الدولة على وحدتها
ربما لايعرف السيد الجعفري ان الرفيق دنغ شياو بينغ بانتي الصين الحديثة ، استطاع بدون ان يشغل الناس بالخطب والشعارات ولعبة الالغاز اللغوية ، ان ينقل الصين من عصور العدم إلى سعادتها الحالية ، لم يعد أحد منّا يعرف اسم رئيس الصين، لكننا جميعاً نعرف أن ابناء الرفيق دنغ وضعوا بلادهم في المرتبة الأولى بين سُعداء العالم .
ولهذا اتمنى على السيد الجعفري ان يتعرف على المدعو " واي.. واي" ربما يستطيع اخراج ساستنا من أزمة قصور النظر الذي يعانون منه ، وحتى لا يضطر العراقي وهو يسمع خطب وزير الخارجية ان يهز يده في النهاية وهو يقول : "وي.. وي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    هناك تعبيران يناقض الواحد الاخر------التع بير التعبير الاول يشير الى اشياء غير ملموسه لا نشمها ولا نسمعها لا نستطيع ان نحركها الأول هو PHYSIC والتعبير المضاد هو metaphysic---- مثل الملائكه الجن الروح جهنم جنه القارعه الوسواس الخناس المعراج --

  2. بغداد

    يخبل هذا المقال شكرا لك يا ايها الكاتب الرائع والمبدع . وي وي رح يترجمها ابو حكومة الملائكية والمارد والقمقم والمصباح السحري ترجمتها ويوو ويوو ويوو يعني بزازين كنفونوشية محنفشة الروح الامواجية وتغني بألحان صينية امواج معروف وجرب ههههههههههههههه مقال ها

  3. ابو اثير

    السيد الجعفري الشقنقيري ياسيدي الكريم هو خريج مدرسة حزب الدعوة ألأسلامي وآيديلوجيته ومعه أغلب الساسة على المشهد السياسي .. كذلك أغلب السياسيين من الطرف ألآخر هم خريجوا مدرسة حزب البعث العربي ألأشتراكي ومنهم من باع الحزب وخلع الخاكي ليرتدي العباءة الدينية

  4. د عادل على

    مشكلتنا نحن العراقيين هي ان الجهله اللصوص حكمونا 40 سنه بلا حساب ولا كتاب-----ولهدا ليس عندنا المديرون الاكفاء ولا الوزراء المتخصصون----ثم اخطانا عندما عيننا معلما للابتدائيه رئيسا للوزراء و وزيرا لسته وزارات ------هدا هو مرض الشعور بالعظمه----صدام كان

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram