كان عزيز يسنين واحدا من كبار كتاب تركيا، يحصد التكريم اينما حل ويحظى بالجوائز بعد كل قصة ينشرها، وفي شبابه حكم عليه بالسجن بسبب قصة قصيرة، اراد فيها تقليد المعلم تشيخوف، وبعد خروجه من السجن قرر ان يغير اسمه من محمد نصرت الى عزيز يسنين ، الاسم الذي تقرأ له تركيا، في المدن والقرى والارياف.
عن تجربة الخوف والهروب من الاسم، وضع يسنين العديد من المؤلفات، ولعل من أهمها، رسائل الى المثقفين.. وهي خليط من المقالات الهجائية والقصص القصيرة، يحاول الكاتب من خلالها ان ندخل معه عالما شبيها بما يجري في بلادنا، يكتب يسنين: "ذات يوم في دولة ما، صرخ رجل بأعلى صوته قائلا: يا إلهي لقد دخل خازوق بي، البعض قال: ولكن ما دخلي أنا بخازوق غيري، ومع مرور الأيام ازداد عدد الذين يصرخون "لقد دخل خازوق بي" بداية كانت الخوازيق تدخل في أشخاص من عامة الناس، وبعد ذلك بدأت الاستغاثات من شخصيات رفيعة في الدولة، وبعد فترة من الزمن راح الوزراء الذين لم يكونوا يصدقون بحكاية الخوازيق التي تدخل بغيرهم يطلقون أصوات الاستغاثة، ولم يبق رجل في الدولة لم يذق طعم الخازوق، باستثناء الملك وحاشيته".
لقد عشنا من قبل ظاهرة رمي الصحفيين من سطوح البنايات ، واليوم نعيش سيناريو "غزوة اتحاد الادباء"، التي يعود الفضل في نشرها للحاج كامل الزيدي ايام كان رئيسا لمجلس محافظة بغداد، وهي غزوات الغرض منها نشر نظرية الخوف التي سيتم من خلالها تدجين الجميع واقتيادهم، وبناء جمهورية رعب جديدة على أنقاض جمهورية الخوف التي ظن الناس جميعاً أن ستار النهاية أسدل عليها.
مطلوب منا جميعاً أن نصبح جبناء، وأن نمارس فضيلة الخوف، مطلوب منك ومني أن نحمل لقب مواطن "ذليل" بامتياز، مطلوب منا أن نراقب أصحابنا ليل نهار، وأن نتحول في لمحة بصر الى مخبر سري، مهمته تنظيف البلاد من الذين يرفضون الانصياع لأوامر اصحاب السيارات المظللة، مطلوب منك أن تؤمن أن أصحاب "" التقوى والايمان " يريدون حمايتك من الرذيلة، والحفاظ عليك من شرور الأعداء، و"أكاذيب" اتحاد الادباء، ومطلوب مني أن لا اغادر مرحلة وصايا القائد التي لها الفضل في صياغة القيم التي علينا الإيمان بها.
حالنا اليوم لا يختلف عما جرى في قصة يسنين، حيث لاتزال الخوازيق تتعدد ولا أحد يعير لها الاهتمام، كثيراً ما فكرت ومنذ زمن بعيد بوضع المثقف العراقي وتساءلت أي نوع من المثقفين نحن؟ فاكتشفت للأسف أننا لا نملك سوى أصوات خائفة ومستغيثة، لا تخرج إلا بعد أن ينتهي كل شيء ويقع "الفاس بالراس" ويكون الذي ضرب ضرب، والذي هرب هرب.. بصراحة وإن كانت قاسية "لاننا جبناء".
لأننا جبناء
[post-views]
نشر في: 19 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
ابو اثير
هذه ألأنتهاكات والتعسف وفرض ألأمر الواقع هي من الحكم الشمولي ألأسلامبولي الجديد الذي يحمل شعاره من لبس لباس وعمامة الدين وأخذ ينظر الى المدينة الفاضلة ... التي لوثت وتلوثت بقدومهم وأستلام مقاليد البلاد والعباد .. أخرج الى ساحات وشوارع بغداد السلام ماذا ست
ياسين عبد الحافظ
شكرا للمقال،لامست الحقيقة،لقدكتبت تعليقا على مقالة لهاشم العقابى قبل اكثر من عشرة ايام اوصيته بالصرخةفهو وغيره من الكتاب وبحكم مهنتهم معول عليهم، لقد عشت الخوف منذ طفولتى لاعبته وارعبنى،غالبته وغالبنى، حاول ان يؤرق ليلى(وهذا اكثر ماكرهته ،لكنى كنت احس بنب
كمال يلدو
شكرا لك يا رائع، لقد ابدعت!
محمد هادي صالح
قبل ايام نشرت احدى السيدات على صفحتها ، حكاية نيسين الذئب أصله خروف ملخصها ان خروفا تعرض لعذابات شتى على يد راعيه ، نتيجة لذلك تحول تدريجيا الى ذئب كاسر ذبح قطيع نعاج راعيه بالكامل انتقاما منه كتبت تعليقا على الحكاية ، اعيد نشره حكاية بمعنى رائع ،