ما الفرق بين من يهشّم تمثالا في متحف الموصل وبين الذي يمزق الكتب الساكنة في مؤسسة أدبية؟ تتبعوا الخيط الذي يغذي أدمغتهما وستجدونه واحدا. كلاهما يكره العقل الذي انتج كل ذلك ويحتقر كل ما له علاقة بالحياة من فن وابداع وعطاء ويدافع عن شيء اسمه "عقيدة" او ينفذ واجبا "شرعيا". انهما: داعش. سواء كانا في الموصل أو بغداد.
لا وصف عندي للهجوم الذي تعرض له اتحاد الادباء يوم الأربعاء الفائت سوى انه هجوم داعشي فاشي بالشكل والمضمون. وان ظن منكم أحد انهم لم يجزّوا الرؤوس كما يفعل دواعش الدولة الإسلامية فصبر جميل. انه اول الغيث. وستحل الكواتم التي تلاحق المبدعين محل السكاكين.
لو تذكرتم معركة كربلاء جيدا لتنبهتم الى انها بدأت بسهمين او ثلاثة من النوع الخفيف رشق بها القوم جماعة الحسين عندما كانوا يصلون. قال لهم الامام: انهم رسل القوم اليكم. فيا أدباء العراق ومثقفيه ان هؤلاء الخمسين قاتلا، الذي داهموا اتحادكم، رسالة داعشية متقنة عليكم ان تقرأوها جيدا. ضعوا في بالكم انها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة.
المتحف الذي حطم في الموصل لم يكن يشكل خطرا عسكريا او امنيا على داعش التي احتلتها. وكذلك اتحاد الأدباء ليس له فعل امني او عسكري. هاجمهما الدواعش لأن كلا منهما رمز عراقي يحمل فكرا مختلفا. والرموز التي تشهد على جمال الحياة او تلك التي تبثها في عقول الناس ترعب الهمج أينما كانوا.
نعم كان بيان الاتحاد الاحتجاجي ضروريا لكني تمنيته ان لا يخرج بهذه السرعة. ان الظلاميين اختبروكم يا زملاء من قبل وكرروا الاختبار هذه المرة بشكل أكثر وحشية. استغرب مخاطبة الاتحاد "للجهات المسؤولة" بحجة ان أي تجاوز على المؤسسات الثقافية إنما هو تجاوز على هيبة المسؤولين ووجودهم! كأنكم تعلمون ان لا شيء ذا قيمة لديهم سوى هيبتهم الشخصية. لا يا حضرات ان اتحاد الادباء ليس هيبة لمسؤول. انه رمز عراقي واهانته بهذه الطريقة إهانة للعراق كله.
ارفقوا بيانكم بفعل: خذوا مفتاح الاتحاد لرئيس الوزراء وقولوا له قولا لينا: أما ان تحمي الاتحاد مثل أية سفارة او أي بيت من بيوتاتكم، أو اغلقه إرضاء لوجه الدواعش.
الدواعش يهاجمون اتحاد الأدباء
[post-views]
نشر في: 20 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
رمزي الحيدر
أذكرك بما كتبته أنتَ قبل أيام !!!. سلاما ياعراق موقف المثقف العراقي من الفاشية الدينية عدت من الحوار مهموما وانا استعرض أسماء مثقفينا، خاصة الذين تخصصوا بالبحث في شأن التراث الديني والمذهبي في أيامنا هذه. بصراحة وجدت الرجل كان على حق. نعم وجدت بهم من ي