اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ارتفاع الاسعار مرض موسمي يصيب التجار

ارتفاع الاسعار مرض موسمي يصيب التجار

نشر في: 21 يونيو, 2015: 12:01 ص

قدوم شهر رمضان هذا العام حل مع الأزمات التي يعيشها العراق اذ تفاقمت أكثر، بعد ان انضم الى قائمتها ارتفاع الاسعار بشكل كبير ومقلق للكثير من المواطنين خاصة الفقراء منهم واصحاب الدخل المحدود. فالمسؤولون لايهتمون ولايبالون بما يعيش فيه الناس من وضع مرتبك

قدوم شهر رمضان هذا العام حل مع الأزمات التي يعيشها العراق اذ تفاقمت أكثر، بعد ان انضم الى قائمتها ارتفاع الاسعار بشكل كبير ومقلق للكثير من المواطنين خاصة الفقراء منهم واصحاب الدخل المحدود. فالمسؤولون لايهتمون ولايبالون بما يعيش فيه الناس من وضع مرتبك بشتى مجالات الحياة. وربما تكون موجة النزوح الجماعي التي حصلت في بعض المدن هي الاقسى والاكثر مأساوية وتأثرا بهذا الوضع. 
 
اضافة الى ازمات تجذرت،من حيث وضع امني غير مستقر، وانفلات بالاسعار وعدم السيطرة على ارتفاعها، وسوء الخدمات ، وازمة الكهرباء، وتوقف الصناعة الوطنية، وجملة مشكلات اخرى. لكن تبقى المشكلة التي ترتبط مع حلول شهر رمضان والمتمثلة بارتفاع اسعار المواد الغذائية دون حلول او معالجات.
عادات متوارثة 
اعتاد العراقيون التبضع وشراء المواد الغذائية ومستلزمات رمضان الاخرى، قبل حلوله بايام الامر الذي يفتح باب الجشع والاستغلال للكثير من التجار في زيادة اسعار المواد التي يكون عليها اقبال كبير. وعن ذلك يقول محمد اياد موظف: ان قدوم شهر رمضان هذه السنة جاء ليواجه جملة من مشاكل كثيرة اثرت بشكل كبير على المعروض من المواد الغذائية والاستهلاكية وارتفاع هائل في أسعارها، البعض يوعز ذلك الى ارتفاع اسعار صرف الدولار الاميركي والبعض الاخر الى الازمات الامنية التي جعلت ملايين العراقين النازحين من بيوتهم يعتمدون في معيشتهم على المعونات والمساعدات الانسانية. مبينا: ان هذه المنظمات تقوم بشراء مايوجد من مواد غذائية في الاسواق من اجل توفيرها للنازحين وبكل الاحوال المتضرر هو المواطن ولاحلول حكومية بالافق فالامر يبدو انه يبقي الحال على ماهو عليه وحتى اشعار اخر.
الدول الاوربية
تخفض الاسعار 
الاعلامي احمد العسكري اشار الى هذه الظاهرة معلالا الامر بجشع التجار واقبال الناس غير المبرر على شراء وتخزين المواد الغذائية المتوفرة طوال الايام في الاسواق. مبينا ان الامر تحول الى موسم تجاري ربحي اذ يستغل البعض من التجار شهر رمضان وطقوس العائلة العراقية بأيامه. العسكري اوضح: ان العديد من الدول التي فيها مسلمون اعلنت عن تخفيض الاسعار بمناسبة حلول الشهر مثال ذلك كندا التي اعلنت عن تخفيض الاسعار احترما ودعما للمواطن الكندي المسلم ، لكن للاسف نشهد عكس ذلك في المجتمعات الاسلامية. 
النازحون معنا 
بينما علقت الاء كاظم وهي ربة بيت قائلة: هناك عدد من النازحين يقيمون معنا في البيت نزحوا من محافظات طالتها عصابات داعش وسكنوا معنا وعددهم يتجاوز 10 افراد ولايمكن ان نقول لهم انتم (انفقوا على طعامكم) فهذا شهر رمضان شهر مغفرة وخير، لكن ارتفاع الاسعار والأوضاع المعيشية الصعبة تجعلنا في مأزق مادي صعب فكيف يمكن ان نقوم بتقليص النفقات خلال هذا الشهر وكل شي مطلوب توفيره ولانه شهر يتطلب مضاعفة المصاريف لتوفير انواع معينة من الاطعمة، لكن لاحلول يبدو لوضعنا في العراق فكل الامور تسير نحو الاسوأ رغم صبرنا كل تلك السنين الماضية وطموحنا بان التغيير في الحكومة سوف يمنحنا اوقاتا افضل وتحسين واقعنا المعيشي المتعب. 
المنافذ الحدودية 
ارتفاع اسعار المواد الغذائية المرتبط بشهر رمضان له اسباب عدة منها ما اشار اليه الباحث رحيم الشمري: ان ارتفاع الاسعار مع قدوم شهر رمضان يندرج ضمن الحرب التي يشنها تنظيم داعش كون الخطط المتتالية التي يستخدمها هذا التنظيم لاتحدد بالحرب المسلحة فقد استخدم القتل والترهيب والنزوح وكذلك غلق المياه واغلاق السدود وازمة الارتفاع الحاد لاسعار صرف العملة الوطنية مقابل الدولار. مشيرا ان الاقبال المتصاعد من المواطنين المعتاد على التسوق في رمضان وخصوصيته العراقية جعلت الاسعار تلتهب ولاننسى اغلاق منفذين حدودين رئيسيين مع سوريا والاردن بصورة كاملة والاحداث التي تمر بها بعض مناطق العراق وانقطاع الطرق الذي يسبب ارتفاع كلفة النقل الذي ينعكس على ارتفاع اسعار المواد كافة.
واكد الشمري: يمكن لسياسة الدولة الاقتصادية ان تلعب دورا كبيرا في الامر وتسيطر على ارتفاع الاسعار من خلال طرح مواد اضافية وتوزيع مفردات البطاقة التموينية كاملة وحصص اضافية اخرى وتفعيل دور الامن الاقتصادية والرقابة التجارية كذلك ان على التجار كافة ان يضعوا المبادئ الانسانية والشرعية بالاعتبار وفوق كل شي كون المجتمع العراقي يواجه ظروف صعبة واوضاع مأساوية تضرب الفقراء والطبقات المسحوقة.
نازحون بدون مساعدات 
ابو يوسف نازح من محافظة نينوى يسكن منطقة حي الجهاد قال: رمضان خير وبركة ولكن ظروفنا المعيشية صعبة فقدنا منازلنا وما نملك من اموال ونحاول ان نعمل من اجل دفع ايجار منزل لاتتجاوز مساحتة (60) مترا بمبلغ (500) الف دينار شهريا، اضافة الى اننا نقوم بالعمل في تغليف واجهات المنازل والاجور قليلة وحتى البناء اصبح قليلا بسبب الظروف الامنية والاقتصادية، مبينا عدم حصولهم على اي مساعدات من المنظمات الدولية او حتى وزارة الهجرة والمهجرين وكلما نقوم بالمراجعة يقولون ان الاسم لم يظهر بالحاسبة، متنميا على الجهات المعنية والمتمثلة بالمجالس البلدية والمنظمات الحكومية ودوائر وزارة التجارة ووزارة الهجرة الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الصعبة التي يمرون بها، خاصة في هذا الشهر الفضيل. 
من جهتها اعلنت وزارة التجارة عن تجهيز مفردات البطاقة التموينية الى المناطق الساخنة والمحررة عبر محاور مختلفة رغم التطورات الامنية الموجودة في هذه المناطق ولكافة المفردات والتي تشمل الطحين والرز والزيت والسكر. واكد ذلك د. داخل جواد كاظم مستشار الوزارة حسب بيان صحفي منشور في موقع الوزارة. مضيفا: بان الشركة العامة لتجارة الحبوب والشركة العامة لتصنيع الحبوب قامت بايصال مفردات البطاقة التموينية لمادة الحنطة والرز الى المناطق التابعة في صلاح الدين من خلال صومعتي التآخي والطوز ومطحنة سرمد ستار اما فيما يخص تجهيز محافظة الانبار فيتم عن طريق فروع الشركة في كربلاء وبابل والجسر الجوي لأم قصر اما محافظة نينوى فتجيهزها تم بواسطة محافظة اربيل بمادة الحنطة ومن خلال مطحنة بادريان كذلك يتم التجهيز من محافظة دهوك بمادتي الحنطة والرز للمناطق المحررة من نينوى.
واضاف كاظم :ان عملية تجهيز المناطق المحررة مستمر وبنسب جيدة لكن الاوضاع الامنية ادت الى بطء عملية التجهيز خلال الشهر الماضي. مشيرا: الى ان رصيد مادتي الحنطة والرز في المواقع البديلة متوفر وبكميات جيدة ومستعدون لتجهيز كل المناطق في هذه المحافظات حال استقرار الوضع الامني وسيطرة القوات الامنية على هذه المناطق التي تخضع لسيطرة العصابات الارهابية والاجرامية.
عدم وجود تخطيط 
الخبير الاقتصادي ماجد الصوري قال: ان التذبذب الحاصل في الاسواق العالمية وسعر صرف الدولار والعملات الاجنبية الاخرى سبب في تغير الاسعار بين فترة واخرى اضافة الى ان ارتفاع اسعار السلع الاساسية الغذائية والاستهلاكية الرئيسية تضرر بهذه المتغيرات الاقتصادية كما ان هناك عادة عند التجار وحتى باعة المفرد ونتيجة الطلب على شراء المواد الاساسية في رمضان يرفعون الاسعار من اجل تحقيق ارباح اضافية وكل ذلك يعود الى عدم وجود سيطرة على الاسواق من قبل الاختصاصيين ورسم سياسة منظمة للسوق فمن الطبيعي ان تحدث تغييرات بكل الاسعار وليس اسعار المواد الغذائية فقط.
المساعدات سبب؟! 
يقول ابو عبد الله تاجر جملة في اسواق جميلة: ان ارتفاع الاسعار ليس بجديد على الاسواق العراقية وحتى تذبذب سعر الدولار يحدث بين فترة واخرى ويؤثر على اسعار المواد الغذائية الاستهلاكية الاصلية كما ان هناك سحبا كبيرا على المواد الغذائية من الاسواق من قبل بعض ميسوري الحال لتوزيعها على مجمعات ومخيمات النزوح اثر كثيرا على رفع اسعار المواد وان عدم وصول مواد غذائية عبر محافظات كانت سابقا منفذا رئيسا لدخولها جعل العملة الصعبة ترتفع والاسعار تتأثر سلبيا بكل تلك الاوضاع التي تنعكس سلبيا على المواطن.
التجارة لا ترد
(المدى ) أجرت العديد من ألاتصالات مع المتحدث الرسمي للوزارة وبعض المعنين فى هذا الموضوع لكن تعذر ألحصول على أى متحدث. بعضهم لايرد على الهاتف واخر أغلقه. يذكر أن الشركة العامة لتصنيع الحبوب باشرت بتجهيز وكلاء الطحين بحصة شهر تموز من مادة الطحين والطحين الصفر في بغداد والمحافظات وفق خطة التوزيع الموحدة في عموم البلاد ( حسب بيان للوزارة ) اذ بين سرمد طه سعيد مدير عام الشركة انه تم المباشرة بتجهيز حصة شهر تموز بوقت مبكر لتلافي حدوث اي ارتفاع يمكن ان يحدث في اسعار الطحين مع قطع وتجهيز حصة شهر رمضان من الطحين الصفر المخصص للعوائل بواقع (5) كغم لكل عائلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram